التئام فعاليات مجلس الأعمال الأردني التركي المشترك
جفرا نيوز - انعقدت اليوم الإثنين دورة جديدة من مجلس الأعمال الأردني التركي المشترك بين جمعية رجال الأعمال الأردنيين ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي DEiK، والتي تم تنظيمها في اسطنبول بحضور نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك من كلا البلدين، حيث تم بحث ومناقشة سُبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة، إلى جانب التعريف بأهم وأبرز الفرص الاستثمارية المتاحة لدى الجانبين الأردني والتركي. هذا وشارك في الاجتماعات شركة المدن الصناعية والأردنية وشركتي تطوير المفرق وإربد اضافة إلى مدينة الثريا التنموية.
وأشار حمدي الطباع رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين خلال اللقاء إلى أن مجلس الأعمال الأردني التركي المشترك مع مجلس العلاقات الخارجية الاقتصادية التركية، والذي تأسس في عام 1994 يعتبر من المجالس الفاعلة والنشطة، والتي تحرص الجمعية من خلاله على أن تكون جسراً للتواصل بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين.
مبيناً بأن للجمعية دوراً بارزاً في تقوية العلاقات الاقتصادية وجذب الاستثمارات التركية إلى الأردن، وذلك من خلال استمرار التعاون والعمل المشترك بين الجانب الأردني والجانب التركي في المجلس المشترك، وأن عقد دورة جديدة لمجلس الأعمال الأردني التركي المشترك يأتي تأكيداً على حرص الجانبين على تعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية المشتركة وبما يتوائم مع مصالح ومنافع البلدين الشقيقين.
وأكد الطباع أنه على الرغم من التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا وانعكساتها السلبية، على مختلف الجوانب والأصعدة خاصة الاقتصادية منها، إلا أن الأردن قد تمكن من المحافظة على استقرار البيئة الاستثمارية واثبات مكانته على خريطة الاستثمار العالمية، كوجهة آمنة للاستثمار توفر الاستقرار النقدي والسياسي والأمني في بيئة مشجعة للأعمال منفتحة تجارياً على مختلف دول العالم.
كما ولفت الطباع إلى اعتبار الأردن بوابة العبور نحو أسواق الدول المجاورة، ويمكن الإستفادة من ذلك من خلال التركيز على المزايا التصديرية التي يتمتع بها كلا البلدين، وتوجيه تلك المزايا نحو شراكة استراتيجية ترتقي بمستوى العلاقات نو الأفضل في المستقبل القريب.
وبين الطباع بأن مجتمع الأعمال الأردني ينظر بإعجاب للنجاح الكبير الذي يحققه الاقتصاد التركي، وبروز تركيا كقوة اقتصادية هامة ومؤثرة في المنطقة ، كما وان مختلف الفعاليات الاقتصادية في الأردن تحرص على تنمية وتطوير العلاقات مع نظيراتها في تركيا، خاصة وأن العلاقات المتميزة بين البلدين والممتدة لأكثر من سبعين عاماً منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الأردنية التركية، والعلاقات الاقتصادية الوطيدة والتي يتخللها عدد متنوع من اتفاقيات التعاون والتفاهم المشترك ( ما يتجاوز الأربعين إتفاقية) والتي تشكل جسوراً للتواصل بين البلدين.
مشيراً إلى أن الاستثمارات التركية في الأردن تحظى برعاية واهتمام خاص، نظراً لعمق العلاقات بين الجانبين، فوفقاً لدائرة مراقبة الشركات فإن عدد الشركات القائمة، والمتضمنة لشريك من الجنسية التركية والتي تم تسجيلها خلال الفترة 2019-2021 تبلغ ما يقارب 46 شركة - ذات مسؤولية محدودة، توصية بسيطة، مساهمة خاصة محدودة- برأس مال يبلغ ما يقارب 10.6 مليون دينار.
كما ويهتم الجانب الأردني بالاستثمار في تركيا خاصة في مجال العقارات، فوفقاً لبيانات هيئة الإحصاءات التركية يحتل الأردن المرتبة الخامسة على مستوى العالم، والمرتبة الثانية على المستوى العربي في شراء العقارات في تركيا. وفيما يتعلق بالاستثمارات التركية في سوق عمان المالي فإنه وفقاً لبيانات مركز ايداع الأوراق المالية، فإن تركيا تحتل المرتبة 57 بعدد أوراق مالية تبلغ 53.9 ألف ورقة مالية، وبقيمة إجمالية 122.6 ألف دينار أردني.
أما على الصعيد التجاري فإن تركيا تعد من الشركاء التجاريين الهامين للاقتصاد الأردني، فقد نمت الصادرات الأردنية إلى تركيا خلال عام 2020 بنسبة 72% أي بقيمة 39 مليون دولار لتبلغ ما يقارب 93 مليون دولار، ، أما المستوردات الأردنية من تركيا فقد تراجعت العام السابق بنسبة 36.5% لتبلغ ما قيمته 559.8 مليون دولار. وعليه أثرت جائحة فيروس كورونا سلبا على حركة التجارة الخارجية فتراجح حجم التبادل التجاري البيني في عام 2020 بنسبة 30.3% ليبلغ 652.8 مليون دولار.
وشدد الطباع على أهمية التوجه نحو بناء شراكة اقتصادية قوية بين البلدين، ومعالجة أي عقبات تقف عائقاً أمام تنمية حجم الاستثمارات البينية بين البلدين.
كما و أكد فاروق اقبال رئيس مجلس الأعمال التركي الأردني خلال الجلسة الإفتتاحية للمجلس بأن الجانب التركي يولي اهتماماً بالغاً في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الأردن وتركيا، واستعرض اقبال نبذة تعريفية حول مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي DEiKوعن أهدافه ودوره الهام في تنسيق أعمال القطاع الخاص التركي، وتطوير ورفع الصادرات التركية. لافتاً إلى وجود ما يقارب 146 مجلس أعمال مشترك بين تركيا وباقي دول العالم ومن ضمنها مجلس الأعمال الأردني التركي والذي تم تأسيسه في عام 1994.
ولفت اقبال إلى ضرورة استثمار الفرص المتاحة في تطوير العلاقات الثنائية والإستفادة من الإتفاقيات الخاصة بمنع الإزدواج الضريبي وحماية الاستثمارات ورؤوس الأموال، مشيراً إلى وجود صناعات متنوعة يمكن الإستفادة منها كصناعة السيارات وقطع الغيار، الطاقة، البنية التحتية، الرراعة، والخدمات بمختلف أشكالها.
وأشار اقبال إلى أن الزيارة تعد فرصة كبيرة لتحقيق التفاهم المشترك وتبادل المعلومات حول القطاع الخاص في كلا البلدين وعلى القطاع الخاص في كلا الجانبين العمل على تعزيز العلاقات الثنائية للإستفادة من الإمتيازات الاستثمارية، آملين رفع مستوى العلاقات من خلال زيارة الوفد الأردني التي تعد وسيلة لتدعيم العلاقات القائمة.
من جهته، أشار فريدون حرتوقة رئيس هيئة الاستثمار بالوكالة إلى أن لقاء اليوم يعكس الإهتمام الذي يبديه الجانب الأردني في تطوير العلاقات الأردنية التركية الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، لافتاً إلى أنه ومنذ عام 2018 تم تبادل زيارات الوفود التجارية من كلا البلدين كما وتم عقد على هامش هذه الزيارات عدد كبير من اللقاءات الهادفة لتعزيز التعاون الثنائي إلا أن مخرجات هذه الزيارات لم تعكس حجم الطموح المتوقع خاصة فيما يتعلق بحجم الاستثمارات والتبادل التجاري.
ولفت حرتوقة إلى أن الأردن يعتبر منصة انطلاق للأسواق الإقليمية والعالمية وذلك من خلال توفر عدد من اتفاقيات التجارة الحرة والتي لم يتم استغلالها بشكل كامل من قبل الجانب التركي لحد الآن، مؤكداً على وجود العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة والتي تقدمها البيئة الاستثمارية الأردنية ويمكن من القطاع الخاص التركي الاستثمار بها خاصة في مجالات القطاع السياحي، والزراعي، والصحي، والصناعي، إلى جانب قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وأكد حرتوقة على ضرورة ترجمة وعكس نتائج هذه الزيارات المتبادلة والممتدة من فترات طويلة على أرض الواقع والنظر إلى التبادل التجاري والعمل على تحسين الميزان التجاري بين البلدين والوصول إلى علاقات متوازنة تجارياً، خاصة وأن السوق التركي يعد سوق استهلاكي كبير والمنتج الأردني معروف بجودته ودخوله الى عدد كبير من الأسواق العالمية.
وأشار حرتوقة إلى أهمية فتح الأسواق للمنتجات التركية من خلال تصنيعها في الأردن إما من خلال تحالفات مع شركات أردنية قائمة أو من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة. معربا عن أمله بأن تكون نتائج هذه الزيارة ايجابية على الطرفين خاصة وأن هذه الزيارة تعد هامة في ظل جائحة فايروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية السلبية على مختلف دول العالم.
من جهته، أكد اسماعيل الرفاعي سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الجمهورية التركية بأن السفارة تسعى على الدوام لتسهيل التواصل ما بين الجهات المختصة سواء الرسمية أو القطاع الخاص في كلا البلدين، كما وتهدف السفارة إلى الوصول لنتائج ملموسة على أرض الواقع خاصة في لقاء اليوم الذي يكتسب أهمية خاصة في ظل الجائحة،.
وأعرب الرفاعي عن أمله بأن تكون نتائج الزيارة مثمرة وبما يخدم مصالح البلدين والوصول إلى تفاهمات مشتركة، مبيناً بأن حجم الاستثمار الأردني في تركيا من قبل الأفراد بات أكبر من حجم الاستثمار التركي في الأردن مما يتطلب تشجيع الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك للاستثمار في الأردن والتمتع بالمزايا والحوافز الاستثمارية المقدمة.
بدوره، أشاد اسماعيل اراماز سفير الجمهورية التركية لدى المملكة الأردنية الهاشمية بالجهود المبذولة في تنظيم هذا اللقاء لافتاً إلى أن الجانب التركي يولي اهتماماً بالغا للإستفادة من الإمكانيات المتاحة في كلا البلدين وذلك في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية القائمة.
ولفت أراماز إلى أن حجم المبادلات التجارية لا يعكس الإمكانيات المتاحة لدى كلا البلدين مما يتطلب العمل معاً للإستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة في البلدين، مؤكداً على دوام التواصل مع جمعية رجال الأعمال الأردنيين في سبيل تعزيز آواصر العلاقات بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين.
وأكد أراماز على وجود رغبة مشتركة من كلا الجانبين في توطيد العلاقات الثنائية، مبيناً بأن السفارة على أتم الإستعداد للتعاون في سبيل تعزيز العلاقات الأردنية التركية بين البلدين.
كما وتضمنت اجتماعات المجلس المشترك عدداً من اللقاءات الثنائية لمجتمعي الأعمال من كلا الجانبين كما وستضم الزيارة الممتدة من 16 إلى 20 آب عدداً من الزيارات الميدانية لكل من غرفة تجارة اسطنبول، ورابطة الصناعيين ورجال الأعمال المعتمدين MÜSİAD) )، وغرفة صناعة اسطنبول، وغرفة تجارة وصناعة بورصة، والمنطقة الصناعية إيكتيلي، و المنطقة الصناعية المنظمة جيبسي، إلى جانب زيارة مصنع السيارات الكهربائية.