الدفائن في الأردن .. وهم الباحثين عن الثراء بباطن الأرض

جفرا نيوز – احمد الغلاييني  

يستيقظ بهاء صباحاً بحثاً عن الدفائن منذ سنوات طويلة وذلك أملاً في العثور على ثروة تنشله من الفقر المأزوم الذي يعيشه طيلة الخمسين عاماً من عمره.

ويستند بهاء في بحثه على خرائط تركية باعها له احد الاشخاص مؤكداً ان الرموز المتواجدة على الرقعات تدل على وجود دفائن ثمينة في باطن أرض المملكة والتي دفنها العثمانين قبل خروجهم من ولاية "دمشق" او بلاد الشام.

خرائط تركية

تزخر الشبكة العنكبوتية عامة وصفحات مواقع التواصل الإجتماعي ببيع خرائط لدفائن تركية في عموم بلاد الشام عامة وفي الاردن، ويؤكد الخبير التركي جنكيز إر أوغلو، أن "حديث هؤلاء عن وجود دفائن عثمانية بعيد عن الحقيقة والواقع، ويدل على غياب الخبرة والمعرفة عما ورد في الأرشيف العثماني في كيفية تصريف العملة الذهبية وحملها إبان رحيل العثمانيين عن المنطقة".

وقال في تصريحات لوكالة الانباء التركية الرسمية، "كل ما يقال في هذا الشأن هو العثور على كتابات وإشارات عثمانية في مواقع وأماكن مختلفة، وهو أمر طبيعي، خصوصا عندما تتحدث عن 4 قرون من الحكم العثماني للمنطقة".

واستطرد قائلاً: "البعض يدعي العثور على ذهب عثماني، ربما تكون حالات فردية، ولكن هذا لا يعني بالمطلق وجوده بكميات تدفع البعض إلى قضاء سنوات طويلة من عمرهم بحثا عنه".

وأضاف: "الأرشيف العثماني يزيد على 150 مليون وثيقة، تتحدث عن أدق التفاصيل خلال الخلافة العثمانية، ولم يتم الإشارة فيها إلى أن العثمانيين دفنوا عملتهم النقدية".

وتساءل إر أوغلو: "هل من استطاع أن يخرج بمعداته وآلياته عاجز عن حمل ما يملك من عملة نقدية؟".

وأجاب بنفسه، قائلاً: "طبيعي أن يقول من يعثر على دفائن إنها عثمانية، بحكم أن الدولة العثمانية هي آخر حضارة وخلافة مرت على المنطقة، لكنها في الحقيقة ليست كذلك".

وأضاف: "أتفاجأ عندما أقرأ وأسمع أن البعض يتحدث عن آلية إخفاء ذهب العثمانيين، من خلال وضع علامات كرصاصة على سكة حديدية أو هلال أو ما شابه ذلك، كل ذلك ما هو إلا حديث لا يستند إلى واقع، ومحاولة ممن يدّعون المعرفة لتحقيق مكاسب مادية ليس إلا".

قصص من الأردن

ويشبه باحثي الكنوز انفسهم بشخصية "سنتياغو" في رواية الخميائي والذي ذهب من بلاده للبحث عن كنز مدفون في الأهرامات المصرية ليكتشف انها وهماً وان الكنز الحقيقي كان بين قدميه في بلاده.

ويروي صلاح – اسم مستعار – لجفرا، انه منذ 20 عاماً وهو يبحث عن كنوز دفينة على ارض المملكة مستعيناً بخرائط يحصل عليها عن طريق السوق السوداء في محاولة منه لإيجاد كنزه الثمين والذي قال، "اشعر ان رزقتي في باطن الأرض مخبأة ودوري ان ابحث عنها".

ويقول، اذكر مرة انني حفرت قبل سنوات طويلة بالقرب من سكة الحديد العثماني في منطقة القطرانة ولكن قامت الدوريات الأمنية بمصادرة جهاز التنقيب وتم تحويلي انا وشركائي لمحكمة امن الدولة.

أجهزة البحث عن الذهب

وبحسب صاحب احد الشركات يقول لجفرا، ان هذه الاجهزة ليس لها علاقة بالذهب وانما للكشف عن المعادن ولاتباع الا للشركات المرخصة على الاراضي الأردنية مثل المقاولات والإنشاءات وشركات الامن والحماية وهي مستوردة بشكل رسمي من دول مثل امريكا وارووبا ولايتجاوز ثمنها الألف دولار وتصل احياناً 1500 دولار.

ويضيف لجفرا، ان هذه الأجهزة تكشف المعادن بجميع انواعه والتي تساهم في الكشف عن خطوط المياه والكهرباء والاتصالات التي فيها مواد معدنية في باطن الارض لغاية انشاء الطرق او العثور على الخلل في هذه الشبكات، وايضاً الأجهزة الموجودة على أبواب المولات والمطارات.

ويؤكد ان ما يروج عن أجهزة يوجد بها كاميرات تصوير لكشف الذهب والدفائن في باطن هي محض كذب وخيال وهي من صنع محلي وغير صالحة حتى للكشف عن جذور التربة تحت الأرض.

وتنشط على الشبكة العنكبوتية في الأردن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الأسواق الإلكترونية، لبيع أجهزة الكشف عن المعادن والذهب،

والذي كشف احد المواطنين لجفرا انها تدخل عن طريق "التهريب" ويصل ثمنها احياناً الى 25 الف دينار او اكثر، وتصل ليد الزبون على شكل قطع يتم تجميعها وتشغيلها.