حين يُناور المسؤول...!!
جفرا نيوز- كتب: المهندس د. محمد الدباس
لدينا في معظم الحالات (الإبداع) في وضع الإستراتيجيات يقابله (الإخفاق) في التنفيذ، ولا يخفى على أحد بأننا نكاد ننافس الدول العظمى في وضع الإستراتيجيات بعيدة المدى (تحديدا) وخطط العمل لمعظم القطاعات الحيوية، بطرق مثالية وريادية إبداعية، بدعم لا متناهي كان وما زال (عنوان الحقيقة) لكتب التكليف السامي، عرفنا الهدف من صياغتها، ولكننا - وللأسف- كنا وما زلنا (نخفق) في تطبيقها وتحقيق المراد منها أو التأخير في تحقيق المؤمل منها على أرض الواقع.
والسؤال المطروح... ما هو سبب الفجوة بين الواقع والتنفيذ؟ أو بالأحرى ماهو المانع في تنفيذ ما خططنا له، أهو غياب الواقعية للهدف المنشود؛ أم أن اهدافنا غير منطقية؟ أم هي غير قابلة للتحقيق؟ أَم ضعف المؤسسية وغياب الكوادر اللازمة لحسن التنفيذ؟ أم غياب رأس المال اللازم لإدارة عملية التنفيذ، أم هو غياب (الرغبة) وعدم الإكتراث أو ما يسمى ب (Well) في تنفيذها؟
نعيش خيبات أمل وردّات فعل سلبية متتالية وتأخير في الإنجاز، قد يكون مقصودا لإصلاح قطاعات (مفصلية) عانت وما زالت تعاني من الجمود، تحركات (شكلية) لأصحاب القرار في (الحسم) بالمعالجة؛ آثارها المجتمعية هامة، واقتصادياتها مربحة وتساهم في دعم السلم المجتمعي، فمثلا لدينا قطاعات متعددة كقطاع الطاقة بحاجة إلى معالجات جذرية لما يتعلق (مثلا) بالتشوهات التي تم إدخالها على مر السنين للتعرفة الكهربائية ولكافة المستهلكين، وقطاع النقل ونحن نبحث عن النقل المستدام والصديق للبيئة، وقطاع المياه ونحن ننظر الى استدامة توافريتها بتعرفة تعكس كلف التزود بها، وغيرها العديد من القطاعات الحيوية الأخرى مثل مشاريع: الاشغال العامة والبلديات، فكلها جميعا قطاعات بحاجة إلى إصلاحات جوهرية لا شكلية أو ترقيعية.
أعتقد بأن السبب في ذلك؛ هو في (ذهنية) صاحب القرار وتمترسه في (بواقي) خبرته التقليدية وعدم الخروج عن المألوف؛ والتركيز دوما على الخطط (بعيدة المدى) خوفا من المكاشفة من عدم تحقيق الهدف في الأمد القريب، والسبب قد أعزوه الى ان نسبة (عدم التيقن) أو ما تسمى ب (Uncertainty) في قراراته هي نسبة مرتفعة، وأسبابها عديدة منها: ضعفه وزيادة مخاوفه من عدم القدرة على تحقيق الهدف؛ أو ضعف كادره، مما يدفعه الى إعطاء هذه الأهداف مدة بعيدة المدى يكون فيها قد غادر موقعه الرسمي دون صخب أو ضجيج.
للأسف هذا ما يحدث في معظم اداراتنا الأردنية؛ وأصحاب القرار ممن يتولون قيادات هذه الادارات ومن هم بهذه الشاكلة (كُثر).
في الغرب، مثل هؤلاء القادة الإداريين (يُستبعدون) من الإختيار منذ البداية؛ لأنهم (لا يُميزون) بين *الإدارة والقيادة؛* وقد يوصف لهم العلاج اللازم للتغلب على مثل هذه المخاوف والصعوبات في اتخاذ القرار، فالقائد يجب أن يكون (ملهما متبوعا غير تابع)، وأعتقد بأن العديد من تولوا عندنا قيادات السلطة التنفيذية في هذا الوطن هم خريجو مدرسة واحدة؛ شعارهم فيها؛ (ما وقفت عليّ وخلّي غيري يوخذ القرار)...
*حمى الله الوطن والقائد وحماكم جميعا؛؛*