الهجرة النبوية .. بزوغ فجر جديد
جفرا نيوز - الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
تعتبر الهجرة النبوية بداية انطلاق وتأسيس الدولة الاسلامية وبزوغ فجر الاسلام، ومن هنا تكمن أهمية حادثة الهجرة في بداية التأريخ للدولة الاسلامية الناشئة.
ولنا في حادثة الهجرة النبوية وما رافقها من أحداث قبل وبعد الهجرة الكثير من الدروس والعبر، ابتداء من اختيار الصديق صاحبا في الطريق، واختيار الأمين للنوم في فراش النبي ومن ثم تأدية الأمانات الى أهلها، وهنا تتجلى ظاهرة الكفر المبني على العناد لدى القرشيين، فهم يكفرون برسالة الحبيب صلى الله عليه وسلم وفي الوقت نفسه يأتمنونه على أماناتهم، لأنه الصادق الأمين.
إن خط سير الهجرة واختيار الطريق الذي لا يخطر على بال أحد بالتوجه بداية في الجهة المغايرة لاتجاه يثرب، والمعجزات التي صاحبت الرسول في الهجرة من
نسيج العنكبوت ولدغة صاحبه ومسحه عليها، وفرس سراقة وشاة أم معبد
وغيرهما، لدليل واضح على صدق نبوته وتوكله على خالق وقبل هذا وذلك حسن الاعداد والتخطيط وإحكامه.
بوصول الحبيب الى يثرب وبناء المسجد والمواخاة بين المهاجرين والانصار وسن القوانين والمواثيق التي تنظم علاقة المجتمع المسلم فيما بينه وعلاقته مع المجتمعات الأخرى التي كانت تسكن المدينة المنوره والتي ازدادت نورا وضياء بقدوم الحبيب، بدأ تأسيس الدولة المسلمة الناشئة والتي بدأت ضعيفه بسبب الهجرة وترك الأموال والممتلكات في مكة تلبية لأمر الخالق وتنفيذا لحكمه.
ولكنها سرعان ما تحولت وبقوة ايمان المسلمين وتأييدهم بنصر الله الى دولة قوية تزداد قوتها يوما بعد يوم وتتسع مساحة أرضها أيضا، لتشمل الجزيرة العربية ومن ثم الشام والعراق ومصر، وينتشر دين الله الذي ارتضى لعباده، وليعم الأمن والأمان والرخاء المجتمعي، فنصر الله لعباده ووعده بتمكينهم باقي الى أن يرث الله الأرض وماعليها، ولكنه مرتبط بنصرهم له واتباع أوامره والابتعاد عن كل ما نهى عنه وزجر.