ما رأي وموقف وزارة التربية؟
جفرا نيوز - كتب - ابراهيم عبدالمجيد القيسي
هل من المبكر أن يتساءل بل يتجادل الناس، حول عودة التعليم الوجاهي للمدارس؟
كل يوم تقريبا نقرأ خبراً متعلقا بتصريح حول عودة التعليم، أو خبرا مناقضا له، وتحتدم المطالبات في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتظهر قضايا لأول مرة، تشير بوضوح إلى عدم سهولة أو سلاسة العملية التعليمية والتربوية، في حال عاد التعليم الوجاهي، ويذكر المتحدثون بهذا الرأي مفاهيم تربوية لم نسمعها قبل كورونا، وقبل التوقف الطويل عن التعليم الوجاهي، ومن بينها (الفاقد التعليمي)، على اعتبار أن وزارة التربية حريصة على أن يعود الطلبة إلى مدارسهم، وينخرطون بعملية تعليمية وجاهية سلسة، لا يشعر معها الطالب بأنه خارج الأجواء التعليمية، وأنه يضيف معارف جديدة الى عقله، مبنية على معارف سابقة عرفها في الصف المدرسي السابق..
تابعت بعض ما يقول ويكتب ويطلب الناس، حول عودة التعليم الوجاهي، ونوايا (الحكومة) بهذا الشأن، وكل ما يستشهدون به هو تصريحات من مسؤولين لا شأن لهم بوزارة التربية والتعليم، كالأطباء أعضاء لجنة الأوبئة، ولا أعلم كيف فهم الناس أن تصريحات أطباء في وزارة الصحة، سواء أكانوا أعضاء لجنة أوبئة أو غيرها، هي تصريحات رسمية بشأن عودة التعليم الوجاهي؟ وقبل هذا لا أفهم لماذا يجيب هؤلاء المسؤولون عن مثل هذه الأسئلة، فهي ليس مسؤوليتهم ولا اختصاصهم!.
بغياب تصريحات من وزارة التربية والتعليم حول عودة التعليم وجاهيا، لا أذكر بأنني قرأت خبرا رسميا بهذا الشأن، سوى ما نقله النائب د. احمد السراحنة، رئيس لجنة الصحة النيابية، قبل أسبوع عن رئيس الوزراء حين صرح له بأن لا نية للعودة إلى الإغلاقات، وسيكون التعليم وجاهيا بداية العام الدراسي القادم بغض النظر عن الحالة الوبائية، ولم تنف الحكومة هذا التصريح، وأعتقد بانه تصريح رسمي يكفي، ويجيب على أسئلة المتسائلين، لكن لن ينقطع الشك باليقين وبإغلاق باب الجدال الدائر، إلا إن قامت وزارة التربية والتعليم بحسم الكلام، من خلال تصريح واضح حول عودة أو عدم عودة التعليم وجاهيا، في المدارس والجامعات وغيرها.
يجب ان يعود الطلبة الى مدارسهم وجامعاتهم، هذا ما يحتمه المنطق علينا، ويجب أن يتوقف مسؤولو وزارة الصحة عن الخوض في هذه الجزئية، لأنها ببساطة ليست من اختصاصهم، وحين يتحدثون عن الوضع الوبائي ويقدمون معلومات، فعليهم التأكيد بأن معلوماتهم تتعلق بالوضع الوبائي، ويقدمون للراي العام معلومات صحية وارقام ونسب حولها، ولا علاقة لهم بقرار عودة الاغلاقات او التعليم عن بعد، فهو قرار سياسي، قد يخرج على شكل أمر دفاع، وليس تحليلا واجتهادا من اطباء مختصين بشان صحي.
وزير التعليم العالي هو نفسه وزير التربية والتعليم، وكل الحديث يدور حول الوزارتين اللتين يديرهما، وهو الشخص المطلوب منه حسم هذا الحديث او توضيح موقف الوزارة والحكومة من هذه التصريحات حول التعليم وشكله والتي يتناقلها الناس عن مسؤولين لا علاقة لهم بالتعليم.
سبب الموجة الأخيرة من الجدل حول عودة التعليم الوجاهي، وتضمنه إشاعات واستنتاجات، يكمن في ما قاله وزير الصحة حول حقيقة وجود نسبة تبلغ 20 % من إصابات كورونا، حدثت بين الذين تقل اعمارهم عن 18 عاما، حيث اعتبره المشككون بعدم عودة التعليم الوجاهي، بانه مقدمة لمنع طلاب المدارس من الذهاب إلى المدارس، بينما كان وزير الصحة يتحدث عن ارقام وإحصائيات وليس عن تربية وتعليم.