الحاجة أم طلال..!
جفرا نيوز/ بقلم الدكتور محمد أبو عمارة
و أثناء وصولي لمنزل والدتي بعدما أُخبرت أنها سقطت على الأرض ، و من المتوقع أن لديها كسور في الحوض و الفخد ، وجدتها جالسة حيثما سقطت ، ركضت نحوها و احتضنتها برفق و قلت :
- سلامتك ، ما عليك شر ، ما تخافي الموضوع بسيط و قبل أن أكمل ، قالت و هي تحتضنني بشدة
- طمني عنك من الصبح بالي مشغول عليك ، و أخوك حكالي إنك مريض ، و ليش إجيت !! كان روحت و ارتحت !!! هي الشباب هون ، برضاي عليك روح ارتاح يا أمي !!!
هذه هي الحاجة ( أم طلال ) والدتي ، و التي تفكر في كأحد أبنائها أثناء ألمها و تعرضها لكسر كبير في الحوض و أعلى الفخد ، علما أنني تعرضت لوعكة صحية قبيل إصابتها بيوم ، و حاولت أن لا أخبرها بذلك ، لأني أعلم مدى توترها علينا ، وقلقها المفرط في حال مرض واحد فينا !!
ماذا عساني أفعل يا أمي لأنال بعض الرضى ، و ماذا عساني أقدم أمام ما وصلت إليه من حالة مفرطة من العطاء !!!
لم أتمالك أن أمنع دمعة شقت طريقها من عيني و أنا أحتضنها دون أن أستطيع أن أتفوه بأي كلمة و أنا أدعو الله : ربي اشف والدتي!!!
و أثناء ذلك وصلت سيارة الإسعاف و هب النشامى لإعطائنا الإرشادات لنقل والدتي في طريقها نحو الطوارئ ، و أثناء ذلك أسمع صوت آلام والدتي و كلامها و هي تقول لي :
برضاي عليك روح ارتاح !!!!