مسنة سورية تواجه مآسي الحياة بالرياضة
وتركض بيرقدار بين دروس الأيروبيكس، إذ تعطي 12 درساً في الأسبوع، وتقول إن الرياضة ليست فقط مفيدة لـ"صحتها الجسدية"، لكنها مفيدة بالأخص لـ"صحتها النفسية"، بعد أن غادر أبناؤها الخمسة سوريا وتركوها وحدها.
وتضيف، "أنا ما بترك الرياضة، هي صارت ضمن حياتي، ولادي بدهن إياني أروح لعندهن لبرا، ما بروح لأني بدي أقعد بزاوية كل النهار أكل وشرب ونوم، أنا ما فيني أعيش هيك".
وبعد أن مارست التدريب في عدة صالات رياضية على مدى 35 عاماً تمكّنت نوال من فتح صالتها الخاصة "نادي أم عمار بيرقدار" قبل 15 عاماً، الذي يخدم النساء في مدينتها سلمية في ضواحي حمص.
وتقول إن الرياضة تشفي جميع الأمراض "علاج مئة في المئة لكل شيء، علاج نفسي أهم شيء، وللفقرات، للمفاصل، للركب، أي شغلة بتخطر على بالك بتعالجيها بالرياضة".
وترتاد النادي 50 امرأة من مختلف الفئات العمرية ستة أيام بالأسبوع، ليس فقط للتدريب لزيادة لياقتهن البدنية، بل أيضاً للتعرف على فوائد الرياضة من نوال، وهي قارئة نهمة لكتب الرياضة، وألّفت كتابها الخاص الذي يحمل عنوان "الرياضة من المهد إلى اللحد".
ويبدو أن عمرها، إضافة إلى شغفها بالرياضة هما ما يجتذبان النساء لحضور دروسها.
وتقول أم خالد، (66 سنة)، "الرجلين، الركب، الظهر، وجع الظهر كله كنت أعاني منه والشد وأروح عند دكاترة وحبوب. كلها بالرياضة قويت مناعتي، ولا عاد رشحت ولا عاد كربت، وصرت أمشي بدون ما أتعكز حدا أو أمسك بإيد حدا مشان ما أوقع".
وقالت جمانة الشمالي، (26 سنة)، "اللي بيحمّس أكتر إنه هي محافظة على رشاقتها بهيك عمر، فهاد الشيء بيحمّسنا إنه الرياضة شيء مهم وأساسي لنظل بنشاط دائم وحيوية".
ورسوم الاشتراك في نادي بيرقدار رمزية تبلغ 3500 ليرة (1.2 دولار) في الشهر، فهي تفضّل تشجيع النساء على ممارسة الرياضة على تحقيق مزيد من الأرباح.
وإلى جانب كونها مدربة رياضية في مثل هذا العمر تعيش نوال حياة غنية تمارس فيها عديداً من الأنشطة، مثل الطهي والقراءة ولقاء الجيران والأصدقاء.