لماذا دعا الملك الى اعادة ضبط العولمة في القمة الثلاثية في اثينا ؟
جفرا نيوز- عكست نتائج القمة الثلاثية التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، مدى ثقة الأسرة الدولية بالمواقف التي ينتهجها جلالة الملك، والساعية دوماً إلى تعظيم مساحات الحوار والتوافق، وتحقيق الأمن والاستقرار، وهي مواقف تجلت فيها الحكمة وبعد النظر والاعتدال، وكانت على الدوام تدعو إلى الحل السياسي والسلمي مخرجاً لمختلف الأزمات.
القمة الثلاثية التي عقدت في العاصمة اليونانية أثينا، تأتي استكمالاً لما تم البناء عليه في القمتين السابقتين، وهي تعزز من آفاق الشراكة الفاعلة والتعاون والتنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، والمجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، خصوصا في الفترة الصعبة ما بعد جائحة كورونا.
وأظهر البيان الختامي للقمة مدى ثقة الأسرة الدولية بالدور الذي يقدمه جلالة الملك سعياً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث التأكيد على دعم التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، ودعم جلالة الملك الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في حماية الأماكن المقدسة والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، والإشادة بالدور الأردني في استعادة التهدئة ووقف الاعتداءات في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الملك وحيث يقدم دوماً تصورات متقدمة في معالجة الأزمات، يجد اليوم أن أصداء مواقفه وتطلعاته، تلقى التقدير والدعم الدولي، حيث تأكيد القمة الثلاثية على دعوة جلالة الملك إلى «إعادة ضبط العولمة» لتحقيق التكامل الدولي في المهارات والموارد والمبادرات ضمن إطار جديد وشامل ومحفز للنمو، وبشكل يتيح بناء روابط متماسكة ومستدامة، ويعزز الروابط الإيجابية بين الدول نحو الازدهار للجميع.
وحيث كان الأردن في ركب مواجهة الإرهاب والتطرف، وسبق وأن أطلق جلالة الملك اجتماعات العقبة لتوحيد وتنسيق الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب بشكل شمولي، فإن القمة الثلاثية تأتي لتؤكد الالتزام التام بمواجهة خطر الإرهاب والتطرف، وتعزيز التعاون بهدف مساندة الجهود الدولية في هذا الإطار، بما في ذلك مبادرة «اجتماعات العقبة» المحورية عبر الفهم العميق لأسباب التطرف العنيف وتحليل عوامله.
الملك الذي لا تغيب عن اجتماعاته الدولية ملفات إقليمية وهموم لدول شقيقة، يؤكد دعمه دوماً لمساعي الأشقاء في تحقيق أمنهم واستقرارهم والحفاظ على وحدة أراضيهم وشعبهم، ولذا تجيء القمة الثلاثية لتؤكد دعم الحكومة العراقية في مساعيها لحماية وحدة العراق وأمنه واستقراره، وتحقيق آمال الشعب العراقي في تحقيق المزيد من التقدم والازدهار، والالتزام بحل سياسي ينهي الصراع في ليبيا، وكذلك الالتزام بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وهي جميعها مواقف سبق لجلالة الملك وأن عبر عنها باكراً في ذروة أزمات المنطقة التي شهدت تبرعم الاجندات والبرامج، متمسكاً برؤيته بأن الحل السياسي والسلمي سبيلنا لتحقيق أمن واستقرار المنطقة.