الفتنة و أخلاق بيت النبوة
جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل
جملة من أخلاق بيت النبوة تواردت إلى ذهني وانا استمع، ثم اقرأ النص الكامل للقاء، الذي أجرته محطة (سي. إن. إن) ، الأمريكية مع جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، اولها الميل المعروف عن الهاشميين للستر، ليس فقط باخفاء أحسانهم بحيث لاتعلم يسار الواحد منهم ما تنفق يمناه حفظا لكرامات
الناس، لكن هذا الستر يمتد ليشمل أيضا حتى من يسئ إليهم، ولهذا لم يكن غريبا ان يختار جلالته نهج الهدؤ والستر لمعالجة أمر
الفتنة التي استهدفت أمن واستقرار الأردن، قبل أن تستهدف شخص جلالته ،وقد بينت تطورات الفتنه ان جلالته كان قد اوعز للأجهزة المختصة ان تعالج قضية الفتنة بهدؤ وبعيدا عن ضجيج الإعلام، كما اصرجلالته ومازال على أن هذه الفتنة شأنا داخليا أردنيا، وبذلك فإن جلالته يقطع الطريق، من جهه على اي محاولة لخلق المزيد من القلاقل في منطقتنا المضطربة ،ومن جهة ثانية فإنه يقدم مصلحة الأردن على ماسواها.
لقد كان جلالته يريد الستر الكامل في معالجة قضية الفتنه، رغم انه في موقع القدرة والاقتدار،وهو موقف يكشف عن خلق اخر من أخلاق جلالته، هو خلق التسامح والعفو عند المقدرة، غير أن شخوص الفتنة أرادوا غير ذلك، وهو ما أشار إليه جلالته في حديثة (لسي. إن. إن) ،عندما قال
(قررت الأجهزة الأمنية وأد هذا المخطط في مهده وبهدوء. ولولا التصرفات غير المسؤولة بتسجيل المحادثات مع مسؤولين أردنيين بشكل سري وتسريب مقاطع الفيديو، لما وصلت فينا الأمور للحديث عن هذه القضية في العلن.)
هذا التصرف من أطراف الفتنة، يقودنا للحديث عن الطبائع البشرية، فبمقدار سمو وسماحة وتسامح أصحاب النفوس الكبيرة، هناك نفوس مريضة حسودة، يعميها الحسد عن رؤية الحق، ويدفعها إلى ارتكاب الحماقات، وماهوأكثر من الحماقة، كما فعل قابيل باخيه هابيل، وكما فعل ابا جهل الذي كان موقنا بأن محمدا رسول الله المبعوث بالحق، لكن حسده وانقياده لاهواء نفسه، منعاه من اتباع الحق، وهي قصة تتكرر على مدار التاريخ الانساني،لأن بعض البشر لايتعلمون، وكذلك حتى يميز الناس بين الخير والشر وبين الحق و الباطل.
كثيرة هي الصفات الإنسانية التي يتميز بها جلالة الملك عبد الله الثاني، والتي يمكن قرأتها بين كلمات حديث جلالته (لسي. إن. إن) منها صفة التفائل من خلال اصرار جلالته على النظر الى النصف المتلئ من الكأس، ومنها اصرار جلالته على النظرة الشاملة لقضايا المنطقة، ومنها أهمية الموازنة بين الحق والواجب، وبين الموقع ومسؤوليته وهو مالخصه جلالته عندما قال
(إذا كنت أحد أفراد العائلة المالكة، فلديك امتيازات، لكن في الوقت ذاته يقابلها محددات. والسياسة، في النهاية، هي محصورة بالملك، ولهذا فإن ما حدث كان أمرا مؤسفا، وغير ضروري، وأوجد مشاكل كان بالإمكان تجنبها)، جنب الله بلدنا كل المشاكل