حكوماتنا ديكورات لا صلاحيات
جفرا نيوز-نايف المحيسن
الى متى ايتها الحكومات... فبدل ان تكوني في الميدان فان وزرائك لاهم لهم الا متابعة تويتر والجلوس مع الاثاث الفاخر في مكاتبهم وعلى الرخام والعاج في ممرات الوزارات.
لا يبدو ان هناك عمل للحكومات الا باجتماعات مجلس الوزراء كل يوم ثلاثاء او خميس كما هي الحكومة الحالية والفعل الاساسي هو تعيينات المحاسيب واصحاب الواسطات لا غير ولا اعتقد ان مواطن واحد في الاردن الا اذا كان متنفعاً من تعيينات الحكومة الا ويجزم ان الحكومات لا تسيرها الا الواسطات في هذا المجال.
العمل الاخر هو التواجد في جلسات مجلس الامة والخلود للنوم في بعض الاحيان لأن بعضهم يمضي ليله في السهر ليس من اجل المواطن ولكن للسمر ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي.
هل لمستم ان هذه الحكومة او وزرائها هي ومن سبقها لااستثناء ما ندر كانوا من اهل الميدان فالرئيس قام بزيارةكشك ابو علي ومحل حلويات في وسط البلد لتناول الكنافة وكان الهدف ان يسلى وقته بدل الجلوس في المنزل مع تساقط حبات الثلج وبعض الزيارات القليلة مثل زيارة للامانة .
هل تتقصد الحكومات ذلك وهل هذا ضمن سياسة الدولة الاردنية ان الحكومات تاتي كديكورات وان الملك هو من يتواجد باستمرار في الميدان واذا كان الامر كذلك فما هو مبرر وجود حكومات لدينا ففي هذه الحالة ...الملك هو المتواجد والحكومات ساكنة.
اذا حكوماتنا ساكنة وهي فقط ساكنة المكاتب وعمل وزراتنا هو من خلف الكرسي ان كان يعمل ولا اعتقد ان من هو خلف الكرسي يعمل للوطن فمن يجلس خلف الكرسي يعمل في الغالب لنفسه لأن العمل الحقيقي هو التواجد في الميدان.
لا ندري لماذا تصر الحكومات على عدم العمل وعلى عدم تنمية الوطن وكأنها وجدت للعمل من اجل تنفيذ مطالب خاصة لاصحاب المحسوبيات وارجو ان تدلني الحكومة هذه، والتي سبقتها والتي سبقت التي سبقتها عن ماهية الانجازات التي قدمتها هذه الحكومات وماذا فعلت للتنمية في المحافظات التي اعلن في مرات عديدة انها الهدف الاساسي للحكومات.
الحكومة لا علاقة لها بأي شيء رغم انها هي من يقرر الموازنة ويصرفها ويحل المشاكل ولكن الملك كما لاحظنا سابقا وفي الايام القليلة الماضية هو من يتفاعل مع قضايا الوطن ويحلها والحكومات اصبحت ديكورات وطن وهي الحاضر الغائب عن كل شيء.
الم يسأل رؤساء الوزارات كل واحد منهم ماذا عمل للوطن وهل وضع بصمات تخلده وتجعل له ذكرى حسنة تذكرها الاجيال فالتاريخ لن يرحم واعتقد ان هناك امثلة عديدة يذكرها التاريخ عمن اساؤوا للوطن وعمن كانوا على الوطن فهناك رؤساء قلة في التاريخ الاردني وهناك وزراء قلة ايضا ممن كانوا مع وطنهم والغالبية لم يكونوا بل كانوا وبالاً على وطنهم واساؤوا للوطن ولتاريخه وما معاناتنا مع الفاسدين في هذا الزمان الا تراكمات لحكومات سيئة وظلم رجالها وطنهم.
خلود وصفي التل في الذاكرة الاردنية هو تعبير عن رجال اخلصوا لوطنهم وكان من المفترض ان يكون قدوة لهم لكنهم لا يريدون القدوة المنتمية والمخلصة لشعبها بل يريدون من هم عكس ذلك.
لاادري ان كان الهدف من ذلك هو ايصالنا الى نتيجة تقول ان لاشيء يتم الا من خلال الملك وطالما ان الامور كذلك لماذا تترك امور التعينات الحكومية لمجلس الوزرء ام ان الهدف من ذلك ان تنفذ ما تامر به من امر التعينات لنسيب فلان وقريب فلا ن وابن خالته.