الذنيبات يكتب : تساؤلات لمعارضة الخارج في ملعب الوطن
جفرا نيوز - كتب - النائب الدكتور غازي الذنيبات
بعد مئات ساعات البث، ومئات الإصدارات على صفحات الشبكة العنكبوتبة، هل يعترف من يسمون أنفسهم بالمعارضة الخارجية أنهم فشلوا في الظهور على مسرح الأحداث العالمية، أثناء الزيارة التاريخية الناجحة لجلالة الملك الى واشنطن رغم كل التحشيد، وكل الدعم، ورغم كل المال الأبيض والأسود الذي كان يقطر حقدا على الوطن وكل أبناء الوطن، وان حبهم
لوطنهم، اذا صدق، فهو لا يتجاوز تلك الناقة القاتلة التي بركت فوق حوارها الصغير حنوا وعطفا عليه؟
أم أن مسلسل الزيف، والتدليس، والتهليس، وقلب الحقائق، باستخدام الفاظ العهر الفاضح سبيلا لجذب مزيد من المشاهدات واللايكات، والتعليقات، وما يتبعها من دعايات ممولة، هو خير وسيلة للدفاع في تبرير الفشل؟ .
هل سيعترف بالفشل، من كان يطالب الحكومات صباح مساء ان تعترف بذات الفشل؟ .
هل آن الأوان للاعتراف بأن ما يسمي بالمعارضة الخارجية، ليس إلا ظاهرة صوتية جوفاء، وأكذوبة كبرى، وان نجاحها المزعوم لم يتجاوز عدد المتابعات الافتراضية التي كانت تجمعها، وأنها كانت عاجزة عن الانتقال من العالم الافتراضي الخيالي الحالم إلى دنيا الحقيقة والواقع ؟ .
هل سيتحلى أبطال البث الفضائي الخارجي بالشجاعة الأدبية، والعلمية، وقيم الرجولة والشرف التي يتحدثون عنها، ليظهر علينا أحدهم، أو جلهم، أو كلهم، ليعلن بالفم الملآن أن ما كان يملأ الدنيا صراخا، وصخبا، لم يكن إلا أضغاث أحلام، وأن تلك كانت أمانيهم، وأن الزبد يذهب جفاء، وأن العودة إلى حضن الوطن، والالتقاء مع أهله معارضةً، أو موالاةً فالأمر هنا يصبح سيان؟، أم انها ستواصل ممارسة دكتاتورية التخوين، والدعوة الى الخراب، ورفع شعار لا صوت، يعلو ... والرقص على رؤوس الأفاعي المتناحرة، واستغلال حاجة الناس، وظروف الناس، وبؤس الناس، لجرهم إلى مزيد من البؤس، والشقاء، والفقر، والمعاناة؟ .
هل آن الأوان لإبراز حقيقة اجتماعية مفادها؛ أن أسهل، وأقصر طريقة لكسب ود الشعوب، وتعاطفها في زمن البؤس هو شتم الحكومات؟
وختاما؛ فإن جردة الحساب التي تطالعنا بها المعارضة الخارجية كل طالعة، أو رابعة شمس، لتطلبها من الحكام والحكومات، والبرلمانات، والشعوب، قد باتت مطلوبة اليوم، وقبل الغد من المعارضة ذاتها، لتقف على واقعها، بعد أن ذهبت بعيداً، وبعيداً، فهل تقولها المعارضة الخارجية جلية، صريحة، واضحة، بذات الجرأة والحرية التي تتمتع بها في دنيا الغرب، أم أن التمادي في الباطل هو شعار المرحلة، وأن الخوف من نقمة الرفاق ستدفع الزمار ليظل مستمرا يعزف حتى يموت واصبعه يلعب؟.