سيكولوجية الانتظار: لماذا ندعو للإسراع في نتائج التوجيهي ؟
جفرا نيوز - كتب - د . ذوقان عبيدات
نحتاج جميعا للإسراع في نتائج التوجيهي، فالقلق قاتل، حيث يزداد بازدياد طول فترة الانتظار . ففي بحوث الدماغ الحديثة يبقى الدماغ مشوشا إلى أن يتلقى تغذية راجعة، ولذلك ينصح أن تكون التغذية الراجعة فورية أو على الأقل سريعة جدا، أما أن تطول الفترة ما بين السلوك والتغذية الراجعة فهذا يعني مزيدا من القلق، وتطبيقا لهذه البحوث على نتائج التوجيهي فإن النتائج يجب أن تظهر بسرعة جدا، وإن طول فترة الانتظار لن تؤدي إلا لمزيد من آلام التوجيهي، وهي مرحلة انتظار سلبية جدا . ففي سيكلوجية الانتظار لا تقاس فترة الانتظار بمدتها الزمنية، فقد قال الفلاسفة :
الثواني طفلة تلعب أو أم تعاني !
وهذا يعني أن الثواني تمر بسرعة للطفلة التي تلهو، ولكنها بطيئة جدا حين تمر على أم تعاني آلام المخاض والولادة .
وفي كرة القدم، تبدو آخر خمس دقائق في المباراة وقتا طويلا جدا للفريق الفائز، بينما تبدو قصيرة جدا للفريق الذي يحاول تعديل النتيجة !!
إذن ! وقت الانتظار أطول بكثير من مدته الزمنية، ولذلك ففي سيكلوجية الانتظار نحسب الحسابات الآتية :
حالة المنتظر، ومدى قدرته على التحمل والانتظار ! فماذا يعني أن ينتظر الطالب وأهله شهرا للحصول على النتيجة ؟
لقد وضعوا مرآة بجانب المصعد، أو بداخله حتى ينشغل المستخدم عن وقت الانتظار، علما بأنه قد يقل عن دقيقة !
فالمرآة تشغل الشخص لحظات يعدل فيها من هندامه وشعره، بدلا من مواجهة قلق الانتظار .
وفي انتظار الطبيب، ينتقل المريض من صالة الانتظار إلى غرفة داخلية لتقول له الممرضة : سيراك الطبيب بعد قليل، وهنا يصبح الانتظار عادلا، والأمل قريبا. ومدة الانتظار العادلة محتملة بعكس مدة الانتظار غير العادل .
فالعامل مستعد أن ينتظر بائع الخضار لينزل الخضار الجديدة، لكنه ليس مستعدا للانتظار إذا كان البائع مشغولا بحديث مع أصحابه .
إذن في سيكلوجية الانتظار، يتحمل الانسان انتظارا عادلا ويتحمل انتظارا في ظروف جسمية ونفسية مريحة، ويتحمل انتظارا إذا كان مبررا. ولكن هل فترة انتظار المجتمع والطلبة لنتائج التوجيهي : ممتعة وعادلة وفي ظروف مريحة و مبررة ؟
نحن بحاجة إلى امتحانات تظهر نتائجها فورا ودون انتظار. للوقت كلفة ! وإلا ماذا يفعل مائتا ألف طالب في شهر الانتظار ؟
هل فكرنا في كيفية التعامل مع طلبتنا خلال هذه الفترة؟
هل يمكن تخفيف قلقهم!
هناك آلام ما قبل التوجيهي، وآلام في أثناء التوجيهي، فكيف نخفف من آلام وقت الانتظار؟؟