جفرا نيوز- بارعة زريقات لا تستغرب ان رأيت شباب في مقتبل العمر فقدوا اسنانهم , ولا تستهجن وجود مسنين  دون اسنان نهائيا يبلعون الطعام دون مضغه .
 
تلك المظاهرتجدها في بلد يخصص حوالي نصف مليون دينار للعناية بأسنان اصحاب المعالي من وزراء واعيان ومسؤولي الصف الاول , فلا عجب ان يبقى المواطن بلا اسنان , وعندما تبلغ كلفة علاج السن الواحد حوالي "60" دينار من الطبيعي ان يمتنع المواطن العادي عن زيارة طبيب الاسنان الذي يلوم مريضه على التأخر وعدم القدوم الى عيادة طبيب الاسنان فور الشعور بألم بسيط ناتج عن تسوس اسنانه الا ان الطبيب لا يعلم ان دفع ايجار المنزل وتغطية نفقات الاولاد ومدارسهم وتأمين لقمة العيش اولى واهم من الذهاب الى طبيب الاسنان فمعظم الاردنيين لا يذهبون الى عيادة الاسنان الا عند وصول الالم الى حد لا يمكن احتماله , اي حين يصل التسوس في السن او الضرس الى العصب يتوجه المواطن اولا الى المركز الصحي الذي يمكن ان يحفر السن و يسحب العصب الا انه لا يؤمن حشوات الاسنان التي تكلف المواطن مبلغ وقدره عند طبيب الاسنان .
 
اما اذا احتاج المواطن لتركيب جسر فتلك هي المصيبة الاعظم لان اي جسر مهما كان بسيطاً ومتواضعاً  تتراوح تكلفته حوالي 150 وحتى 300 دينار هذا في حال كان عبارة عن "سنين او ثلاثة " وكلما زاد عدد الاسنان ارتفعت التكلفة مهما كان تواضع نوع الاسنان المستخدمة .
 
مشكلة  وجع الاسنان الذي لا يستطيع اي انسان تحمله تعتبر من اكبر الهموم التي تشغل المواطن الاردني , الذي يستغرب انشغال الحكومة بابرام الاتفاقيات مع القطاع الخاص لتأمين سلامة وجمال اسنان المسؤولين والنواب  في حين ينشغل المواطن بالتفكير في الطريقة التي سيؤمن بها تكلفة علاجه واسرته عند طبيب الاسنان .
 
ولكن لنأخذ المسألة بحسن نية ونقر ونعترف ان الحكومة التي انفقت حوالي نصف مليون دينار لتغطية كلفة صندوق التأمين الصحي الحكومي واصلاح اسنان الوزراء والمسؤولين لغاية عام 2011 بحسب وثائق تم نشرها في وسائل الاعلام , فعلت ما فعلته للحفاظ على واجهة الدولة وممثليها والعناية بأسنانهم لانهم يمثلون الوطن ويتحدثون باسمه امام العالم  لذلك يجب ان تبقى اسنانهم وخاصة الامامية سليمة وجميلة وناصعة البياض اما المواطن العادي فمن المفترض ان يتحمل ويقدم التضحيات حتى تبقى صورة الوطن واسنان مسؤوليه تتمتع بصحة وعافية .
 
ولان الوزراء واصحاب المعالي لا يتوانون عن خدمة الوطن والمواطن فمن حقهم التمتع بخيرات هذا الوطن الذي يبقى فيه المواطن يعمل ويشقى لتحصيل لقمة العيش دون تأمين نفقات علاج طبيب الاسنان عليه ان يتحمل كل الظروف ليبقى وجهاء القوم يتمتعون بصحة وعافية.