الكلمة التي ألقاها الدكتور عرفات الأشهب في جنازة مدانات

جفرا نيوز - 


وداعاً عيسى مدانات
 
في كتابه (( دروب الألم دروب الأمل )) يقول نعيم الأشهب :-
(( التقيت عيسى مدانات لأول مرة عام 1952 في معتقل الجفر الصحراوي بصحبته كوكبة من الرفاق الشباب أمثال فايز البجالي ، وكان بين المعتقلين فؤاد نصار قائد الحزب الشيوعي الأردني حديث التكوين آنذاك ))
أي أنّ اسم عيسى مدانات ارتبط بنشوء الحزب الشيوعي الأردني بعد اتحاد الشيوعيين الأردنيين والفلسطينيين في حزب واحد في أعقاب وحدة الضفتين ، حيث ناضل من أجل المصالح الوطنية للشعب الأردني وعودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة الجبهة الوطنية التي أفضت لتشكيل اول حكومة وطنية برلمانية عام 1956 برئاسة سليمان النابلسي التي ألغت المعاهدة البريطانية وعرّبت الجيش بطردها لقائد الجيش العربي آنذاك كلوب البريطاني .
كان عيسى مدانات قائداً مقداماً وخطيباً مفوهاً في الجماهير الغاضبة التي جابت شوارع عمّان وبقية المدن الأخرى للتصدي للأحلاف الإستعمارية وفي عدادها حلف بغداد ودفاعاً عن مصالح العمال والفلاحين والكادحين عموماً ومن اجل إقامة حكْمٍ وطني ديموقراطي في الأردن .
بعد الإنقلاب على حكومة النابلسي كان مدانات من بين مئات الرفاق الذين زجت بهم الحكومات الرجعية الأردنية في سجن الجفر الصحراوي خلال الأعوام 1957-1965
بعد خروجه من السجن وإلى جانب نضالاته الجماهيرية برزت موهبته ككاتب سياسي فأصبح يشرف على تحرير جريدة (( الجماهير )) وهي الجريدة المركزية للحزب .
اقترن عيسى مدانات بالفتاة الفاضلة فريال تادرس التي وقفت إلى جانبه وكانت من خيرة الرفيقات التي دعمت زوجها ورعت أسرته وقد أنجبا عبير وسلافة ورادا وعامر .
# الف ألف تحية لك ايتها الرفيقة الباسلة أم عامر ، وشكراً لك على استمرار وفائك ورعايتك لرفيقنا حتى آخر لحظة في حياته #
مثّل عيس مدانات الحزب في العديد من المؤتمرات والفعاليات العربية والعالمية ، وغدا قائداً شيوعياً اممياً معروفاً ، وقد انتُخب عام 1989 عضواً في البرلمان الأردني ، فكان ثالث شيوعي أردني يدخل البرلمان بعد أن سبقه الرفيقان يعقوب زيادين وفائق وراد حين انتُخبا عام 1956 ولكنّ صغر سنّ عيس آنذاك حال دون ترشيحه
مسيرة هذا القائد الوطني والأممي معروفة للجميع ورغم ما واجه من عذابات وقدّم من تضحيات إلّا أن بوصلته لم تنحرف ولا للحظة واحدة عن الإلتزام بقضايا وطنه وشعبه .
إنه ليشرّفني انا عرفات الأشهب تلاوة هذه الكلمات باسم رفاقي في ( التيار الديموقراطي التقدمي ) تلامِذَةَ معلّمنا وقائدنا وقدوتنا الرفيق الشيوعي عيسى مدانات .
وداعاً ابا عامر
ستبقى ذكراك خالدة
نعدك أن نبقى على دربك سائرون