قصة وفاة أب وابنه بالعراق ..حادثة تضحية "ملحمية" تلهب مشاعر الأردنيين

جفرا نيوز- أدْمَت قصة رجل وابنه توفيا في حادثة تضحية «ملحمية»، قلوب الأردنيين بعد أن تداولت وسائل إعلام قصتهما، حيث ضحى شاب بحياته من أجل إنقاذ والده وتبرعه له بجزء من كبده، ليلقى الاثنان ربهما قبل أيام.

القصة المؤلمة، نشرها البعض على أنها حدثت في إربد، بينما نشرها آخرون على أنها في السلط، لتصدم الحقيقة الجميع، بعد أن تبين أن القصة حدثت في العراق، بحسب نقابة الأطباء التي تابعت القصة منذ نشرها لنكتشف أنها لم تحدث في الأردن.

وألهبت القصة مشاعر الأردنيين على وسائل التواصل الاجتماعي، لما فيها من تفاصيل إنسانية مؤلمة، كما أن اعتقادهم أنها حصلت في الأردن زاد من حجم التعاطف، إلا أن نشر وسائل إعلامية لهذه القصة، كان جرياً وراء خبر للحصول على مشاهدات عالية دون محاولة التأكد من مصدر الخبر أو متابعته.

وحسب رئيسة اللجنة العلمية في نقابة الأطباء الناطق الإعلامي في النقابة الدكتورة ميسم عكروش، فإن اللجنة تابعت القصة لأهميتها والتوصل إلى مكان إجراء العملية ليتبين أنها في العراق وتبين فيما بعد أن الشاب مصطفى قاسم من مدينة سنجار، ونازح في شمال العراق، ضحّى بحياته من اجل إنقاذ حياة والده (قاسم) بعد إصابته بمرض مزمن في كبده، حيث تبرع الشاب بجزء من كبده، وبعد إجراء عملية زرع الكبد في إحدى مستشفيات أربيل، فشلت العملية وتوفي الوالد، قبل ست أيام، بينما كان الابن يعاني من مضاعفات ونزيف حاد، أعلن عن وفاته بعد والده بأيام.

ورغم القصة الإنسانية وما فيها من تفاصيل لا تخلو من وجود شبهات بخطأ طبي، إلا أن الأكثر حزناً هو تداول ناشطين لها على صعيد واسع على أنها حصلت في الأردن، وخاصة أن بعض من تداولوا الخبر كانت وسائل إعلام محترفة تعرف ميثاق الشرف الصحفي، وتمتلك أدوات التحقق من صحة الخبر، والحد الأدنى من القدرة على متابعته، وتلتزم بالمعايير المهنيّة والقانونيّة، والتي من أبرزها، الموضوعيّة، والحياد، والمعلومة الدقيقة التي تستنِد إلى مصادر موثوقة، إلا أنها وقعت ضحية التسرع والبحث عن المشاهدات على حساب الحقيقة.

وأكدت عكروش، ضرورة توخي الدقة والحذر عند نشر أخبار تحمل طابعا طبيا وخاصة إذا ما كانت هذه الواقعة فيها حادثة وفاة كونها تزعزع ثقة المواطن بالقطاع الطبي وتشيع أجواء من الخوف وتراجع الثقة.

وشددت عكروش، على أن القطاع الطبي الأردني يعتبر مميزاً على مستوى المنطقة ومشهود له بالحرفية العالية والمهنية، مطالبة الجميع بالتحقق من أي معلومة تنشر بهذا الشأن والعودة إلى مصادرها الموثوقة.

وبحسب مرصد مصداقية الإعلام الأردني «أكيد»، انخفضت شائعات شهر حزيران بشكلٍ ملحوظ، حيث تمّ رصد 50 شائعة، مقارنةً بـشائعات شهر أيّار والذي سجَّلَ 75 شائعة، وبين المرصد في تقرير له أن اللّافت للنّظر في شائعات شهر حزيران تقارب أعداد الشّائعات بحسب مضامينها، إذْ تصدّرت شائعات الشأن العام بـ 13 شائعةً بنسبة 26%، تلتها الشائعات الصحيّة بـ 12 شائعة بنسبة 24%، فيما سُجِّلت 8 شائعات اقتصاديّة بنسبة 16%، ثمّ تساوت الشائعات الأمنيّة والسياسيّة لتسجِّل ما نسبته 12%، وتخلّفت الشائعات الاجتماعيّة لتسجِّل 5 شائعات وبنسبة 10%.

الرأي