الاستثمار وادارة الفرصة
جفرا نيوز - د.ماهر حسن المحروق
تعيش المنطقة العربية في ظروف استثنائية يعلمها الجميع وتلقي هذه الظروف بظلالها على الاردن في الميادين كافة سواء الاقتصادية او الاجتماعية او السياسية، وما سنتطرق له في هذه المقالة هو الاستثمار وما يتعرض له خلال هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب وقفة ضرورية للخروج بأفكار استثنائية تتلاءم مع معطيات ومتطلبات الوضع الحالي وبشكل يؤدي الى تحويل التحديات التي تشهدها وتبعاتها الى فرص ومقومات للنجاح تؤدي الى دفع الاقتصاد الوطني عموماً والانشطة الاستثمارية على وجه الخصوص نحو الامام.
فبالاضافة الى ما تم انجازه من تهيئة البيئة الاستثمارية في الاردن على مدار السنوات الماضية والجهود التي بذلت في هذا الصدد وعلى مختلف المستويات وما تحقق عنها من نتائج ادت الى ان بلغ حجم الاستثمارات المستفيدة من قانون تشجيع الاستثمار في العام 2011 حوالي 1.1 مليار دينار اردني في مختلف القطاعات الاقتصادية وقد شكلت الاستثمارات العربية الجزء الاكبر منها ، يستدعي هذا ان نذكر بالبيئة الاستثمارية الآمنة والتي اصبحت خاصية من الخصائص والسمات التي نفتخر ونعتز بها في الاردن، حيث ان هذا الاستقرار والأمان الذي جاء نتيجة لجهود متواصلة من قائد البلاد جلالة الملك المعظم وتوجيهاته بهذا الخصوص وجهود المخلصين من ابناء هذا البلد وتوصلت اهمية هذه الخاصية الى درجة انها تشكل ميزة نسبية للاقتصاد الاردني تستدعي مزيد من التركيز والاهتمام خصوصاً في ظل تلك الظروف التي تشهدها الدول المجاورة والتي نتمنى بطبيعة الحال لشعوبها الاستقرار والسلام.
إلا أن ما نعنيه هنا بمصطلح إدارة الفرصة هو سعينا للحفاظ على هذه الميزة النسبية في ظل الظروف الراهنة الأمر الذي يستدعي منا جمعياً بذل المزيد من الجهود وتوفير مزيد من التسهيلات لما يشهده هذا السوق وما سيشهده من تدفق للاستثمارات سواء كان ذلك من الدول التي تشهد تلك الظروف او من الدول التي تبحث عن بيئة آمنة لاستثمار فوائضها المالية. حيث لا بد لنا من ان نحسن ادارة هذه الأزمة وتحويل سلبياتها الى ايجابيات والمحنه فيها الى منحة تنعكس في مؤشرات ومعطيات اقتصادية ايجابية يدرك الجميع مدى اهميتها من خلال توفير فرص عمل، وتدفق مبالغ لميزان المدفوعات وغيره من العوائد الاقتصادية.
ولا بد من الاشارة هنا الى ان هذه المسؤولية نشترك جميعاً في تحملها بدءاً من المسؤول الحكومي والمؤسسات الاستثمارية المساندة ومؤسسات القطاع الخاص، فعلينا جميعا أن نتحمل هذه المسؤولية لنتمكن من تعزيز صورة الأردن كوجهة استثمارية آمنة ومستقرة لنتمكن من جذب هذه الاستثمارات وغيرها لان الوطن يستحق منا اكثر، ولان المواطن الاردني يستحق، فهذه دعوة لتضافر جهود كافة المعنيين في هذا الوطن لتحسين وتسويق وادارة ما رزقنا الله من نعمة الامن والامان والتي اصبحت في يومنا هذا في قمة تطلعات الشعوب والدول المحيطة، ولقد آن الأوان ان نجني ثمار هذه الجهود المباركة التي عمل الجميع على ترسيخها في الاردن من خلال ما تحقق من أمن واستقرار ولسنا مضطرين لتحمل كلف اضافية لتوفير هذه النعمة، فلنحافظ عليها ونحفظ البلد وانفسنا ونبني مستقبلها ومستقبل ابناءنا.
mmahrouq@gmail.com