عن غرامات السير المفترضة!
جفرا نيوز - عصام قضماني
سربت وثيقة زعمت أنها قائمة معدلة لقيم غرامات مخالفات السير!!.
الغرامات قاسية وأثارت جلبة فسارع الأمن العام إلى نفيها.
الغرامات قاسية هذا صحيح، لكن المخالفات التي ترتكب يوميا على الطرق أكثر قسوة ويظن المراقب أنها متعمدة.
بالنسبة لي فأنا كنت أتمنى لو أن الغرامات في الوثيقة المسربة حقيقية لأنها بصراحة تليق بأسلوب قيادة معظمنا حتى أننا ابتكرنا مخالفات وطرائق قيادة غير معهودة لم توثقها أية قوانين ولا كتب هي مبتكرة كليا.
أؤيد بشدة قسوة المخالفات ولو لسنة أو سنتين حتى يستقيم الوضع فلا رادع إلا هذا وليس لأي وسيلة لتقويم الإعوجاج سوى أن يعرف السائق أنه سيتكبد مبالغ طائلة فيكون حريصا على ألا يخالف!.
رغم التشدد والخطط ونشر المئات من رجال السير, إلا أن المعارك ما تزال دائرة على الطرق, وقد أصبحت القيادة سلوكات السير على الطرق, هي المشكلة وليست أنظمة السير، هي مشكلة ثقافة ووعي مروري لكن الأهم في الإهمال وعدم الاكتراث حد العناد!!
المشكلة تبدأ في نظام التعليم الذي لا يضع قواعد السير في مرتبة متقدمة كما العلوم الأخرى.
الاحصائيات في هذا المجال مرعبة, وإن كانت تراجعت بعد الاهتمام الحكومي الحثيث, فالسبب هو الخوف من العقوبات وليس زيادة الوعي, والدليل أن أنظمة السير ما تزال تنتهك, ومنها خصوصا عدم الالتزام بالمسارب وتجاهل إشارات التوقف الإجباري, ويزداد اختراق هاتين القاعدتين من قبل حافلات النقل العام وسيارات التكسي التي تتوقف بلا إنذار وتنتقل من مسرب إلى آخر بلا إدراك للمخاطر، خصوصا في مناطق الجسور. عدا انتهاك قواعد المرور وهي الأساس، أضافت دراسات أسبابا أخرى للحوادث منها عدم وضوح المسارب وقلة صيانة الطرق: الحفر والمطبات–المن?هل غير المغلقة وفقدان مقاومة الانزلاق على سطح الطريق وعدم توفر مسافة رؤية آمنة و أخطاء في أسطح الطرق وأخرى في تصميم وتنفيذ الطرق. لا ندعي أن الحوادث في البلدان المتقدمة لا تقع, لكن لوقوعها أسباباً مختلفة تماما عن الأسباب التي تقف وراءها عندنا, في البلدان المتقدمة تعد القيادة المحترمة سلوكا متأصلا والسبب أن التوعية المرورية عندنا هي كمحو الأمية في الكبر، بينما في الدول المتقدمة هي العلم في الصغر كالنقش في الحجر..