مقالتي
جفرا نيوز - عنود أحمد المجالي
كانت أكبر مشاكلنا ، ونحن صغار ، أن نعود الى البيت سريعا بعد المدرسة ، خوفا من أن يضيع الطريق منا ، ونفشل في الوصول الى أحضان أمهاتنا ، وعناق آبائنا كسر مزهرية دون قصد بكرة قدم ، أو بركلة محبة ، تحرز هدفا في مرمى غضب أمهاتنا
كانت أكبر مشاكلنا ، أن نسارع بإنجاز واجباتنا المدرسية ، كى نحصل على سهر حتى الساعة العاشرة ليلا الجلوس كعقلاء أمام ضيوف وأقرباء لا نفهم من حواراتهم شيء ، لكنهم مندمجون في أخبار ليس لنا علاقة بها
كانت أكبر مشاكلنا ، أن نحاول إقناع الكبير فينا ، لنجرب طعم تلك القهوة التى كان من العيب ، وقلة الأدب آنذاك تذوقها الحفاظ على ملابس العيد مكوية ، ومرتبة دون أن يختلس أحد النظر إليها
كانت أكبر مشاكلنا ، إخفاء خدوش شجار حصل بيننا وبين أبناء الجيران ، على لعبة شد الحبل ، وبيت بيوت نحصل على قطعة طباشير ملونة لرسم خطوط على الأرض ، أو لصنع سماء زرقاء في دفتر الرسم
كانت أكبر مشاكلنا ، حلمنا بأن ننهى المرحلة الإبتدائية ، كى نحصل على قلم كتابة جاف محاولة إبتلاع حبة دواء ، للمرة الأولى
أخذ لفة في بوسطة الحى ، للمرة الثانية
كانت أكبر مشاكلنا ، تلك المدة الزمنية الطويلة في إنتظار عطلة نهاية الأسبوع ، لنزور أجدادنا ، وأحبتنا آنذاك أصغرها الأن ، وأجملها
إلا أنها لم تعد كما كانت في السابق
فنحن الأن بالكاد نحاول الإبقاء على تلك الإنسانية ، وذاك الشعور الجميل بما حولنا ، رغم إنشغالنا
بالحصول على أبسط حقوقنا كبشر
وإيجاد وطن ، لا يقتلنا
وسياسات ، لا تُهجرنا
وفقر ، لا يسلبنا صبر الروح
وبيت لا يتحول الى ثكنة إلكترونية ، كل فرد فيه يصنع عالمه الخاص ، داخل هاتفه النقال
الزمن لم يتغير بل نحن من تغيرنا بتطور منحنا الكثير ، واختصر الكثير ، وغير الكثير ، لكنه أنهى أغلب ما هو جميل