الصيف في زمن كورونا: ابتعد عن المراوح واحذر مكيفات الهواء
تشتد الحرارة خلال فصل الصيف ما يدفع الناس إلى استعمال العديد من وسائل التبريد ومنها المراوح ومكيفات الهواء في مكاتب العمل والمنازل والفضاءات العامة. لكنّ خبراء الصحة يحذرون من هذه الخيارات رغم ضرورتها لمساهمتها في انتقال عدوى فايروس كورونا، وينصحون باعتماد وسائل تبريد طبيعية.
جفرا نيوز ـ النوم أمام المروحة والاستحمام بماء شديد البرودة عادتان شهيرتان أثناء فصل الصيف، لكنهما تأتيان بنتائج عكسية، خاصة في زمن تفشي وباء كورونا. فهل ستكون أجهزة التكييف آمنة في مكاتب العمل والمنازل والفضاءات العامة؟
يكون انتقال فايروس كورونا بين البشر عبر امتصاص الجهاز التنفسي بجسم الإنسان لحبيبات سائلة تحتوي على الفايروس. وتنتج هذه الحبيبات السائلة عبر التنفس والكحة والعطس والكلام، وبناء على حجمها يمكن التفريق ما بين كونها قطرات أم غبارا جويا.
وقام فريق بحثي من قسم الصحة بالجامعة التقنية بوسط ولاية هيسن الألمانية بإجراء تجربة لمحاكاة ما يحدث بالضبط لدى قيام شخص بالعطس داخل حجرة مكتب تقليدية ليكون نموذجا لما يحدث في غرفة منزلية أو في مطعم أو مقهى.
ولمراقبة حركة الرذاذ الناتج عن العطس، قام فريق البحث بتثبيت جهاز رصد على سطح المكتب. ووجد الباحثون أنه في حالة عدم ارتداء الموظف لقناع أثناء العطس، يمكن للرذاذ الانتشار لأبعد من مترين ونصف المتر خلال ثانية واحدة، بل ويمكن كذلك للرذاذ أن يصل إلى مسافة تصل لحوالي ثمانية أمتار كحد أقصى.
ولكن أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث بوجود مروحة على سطح المكتب أو داخل غرفة معيشة، حيث تساهم في نشر الفايروس في الحجرة بأكملها خلال ثوان، مع إبقاء النوافذ مغلقة.
وتكمن المشكلة الرئيسية في اعتراف الكثيرين بعدم القدرة على ارتداء القناع طوال الوقت. في المقابل، وجد الباحثون أن ارتداء قناع قطني لتغطية الفم والأنف يؤدي لوصول الرذاذ عند العطس إلى مسافة متر ونصف المتر فقط.
يمكن للرذاذ الناتج عن العطس الانتشار لمسافة تصل إلى حوالي ثمانية أمتار كحد أقصى خلال ثانية واحدة
ويوصي الفريق البحثي بضرورة ارتداء قناع داخل الغرف المغلقة، مؤكدين أنه "حتى أبسط الأغطية للفم والأنف يمكنها توفير حماية أساسية في حالة وجود أكثر من شخص في الغرفة الواحدة”.
أما في ما يتعلق باستخدام أجهزة التكييف، فترى الأستاذة بجودة الهواء في جامعة كولورادو الأميركية غوسيه – لويز غيمينز أن استخدامها في بعض الحالات يمكن أن يزيد من فرص انتشار العدوى بالفايروس، وفقا لموقع أتلانتك.
وذكر الموقع واقعة التقاط أشخاص بمطعم في هونغ كونغ لفايروس كورونا من شخص حامل للفايروس بسبب أجهزة التكييف، ومن خلال تحليل أجرته كلية الصحة العامة التابعة لجامعة هونغ كونغ، تم التوصل إلى أن جميع من كانوا يجلسون على الطاولات القريبة من الشخص المصاب بالوباء لم تنتقل لهم العدوى نهائيا، إذ تسببت أجهزة التكييف بالمطعم في دفع الهواء حينها في اتجاه الأشخاص البعيدين عن الرجل المصاب بالفايروس ما أدى لانتقال العدوى إليهم.
ويرى الخبراء أن المكيف أفضل بكثير من المروحة، لأن المروحة تعيد توزيع الهواء داخل الغرفة، وهو ما يجعل فرصتها لنقل الفايروس أكبر من المكيف الذي يسحب الهواء إلى خارج الغرفة، لكنهم يؤكدون على ضرورة إيقاف تشغيل أنظمة تكييف الهواء وفتح النافذة لتجديد الهواء خاصة في منزل مع شخص لديه أعراض أو مخالط لمريض، لأن نظام التيار المتردد قد يعيد بسهولة تدوير الفايروسات من غرفة في المنزل إلى غرفة أخرى.
ويؤكد هؤلاء على أن الدخول إلى غرفة بالتكييف أو الخروج منها في الحر يقلل من مناعة الجسم ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والفايروسات.
PreviousNext
ويرشح موقع أتلانتك وسيلتين لمواجهة احتمال وجود الفايروس بالأماكن المغلقة، الوسيلة الأسهل والأقل تكلفة من خلال إنعاش الهواء عن طريق فتح النوافذ لإدخال هواء جديد للمكان من الخارج، ولكن في حالة صعوبة القيام بهذا، لا بد من استخدام فلاتر تعقيم الهواء لإزالة حبيبات الفايروس الموجودة في الجو.
وقالت آنا رول الأستاذ المساعد في قسم الصحة والهندسة البيئية بكلية جونز هوبكنز بلومبرغ "يفقد الفايروس قدرته على العدوى مع ارتفاع درجة الحرارة، لذا حافظ على منزلك أقل برودة مما تحبه عادة في الصيف”.
ويحذر الخبراء من الأضرار الكثيرة للنوم أمام هواء المروحة، ولكن ما يمكنك فعله هو ربط غطاء سريرك على شكل يشبه الخيمة ثم توجيه هواء المروحة البارد بداخله لبعض الوقت قبل النوم.
ومن الأخطاء الشائعة في التعامل مع الحرارة والتي من المتوقع أن ترتفع خلال هذا الصيف إلى درجات غير معهودة، نجد الحمام البارد الذي يعد من الثوابت اليومية خاصة خلال الصباح عند الكثيرين خلال أيام الصيف الحارة وهو أمر يأتي بنتائج عكسية، فالماء البارد يؤدي إلى إفراز الجسم المزيد من العرق وبالتالي فقدان الكثير من السوائل، لذا فمن الأفضل دوما الاستحمام بالماء الفاتر.
وينصح الخبراء بالابتعاد عن الأطعمة الدسمة والوجبات الثقيلة أثناء الأيام الحارة فالسلطات والفواكه والأسماك من الخيارات المناسبة لفصل الصيف. وينصح الخبراء وفقا لمجلة "شتيرن” الألمانية بالإكثار من الفواكه والخضروات الغنية بالسوائل مثل البطيخ والخيار.
أما نصيحة الخبراء المتكررة في كل الفصول والظروف، فهي الإكثار من شرب المياه والسوائل، تجنبا لمشكلات اضطراب ضربات القلب وهبوط الدورة الدموية بسبب الحر الشديد.