هل تسمح الأردن بالسياحة الشيعية وهل هي فعلاً مصدر تهديد ؟

جفرا نيوز - في أحد الحوارات مع الرئيس المرحوم صدام حسين،حذره بعض البعثيين الغيورين من أن بعض أبناء الدول العربية  المسجلين في حزب البعث،هم في الحقيقة عناصر مخابرات لدولهم، فهز رأسه وابتسم ابتسامته المعهودة وقال:

- أعرف.

فهب الغيورون هبة واحدة:

- ولماذا لا تقبض عليهم يا سيادة الرئيس؟

- لا! انا عندي خطة افضل، دعهم يحضروا ندواتنا ويطلعوا على فكرنا ويحضروا حلقاتنا التثقيفية! حتماً سيتاثرون بفكرنا وتتغير أفكارهم وبالتالي انتماءاتهم حين يكتشفون أننا نعمل للعروبة كل العروبة ولكل من هو عربي!

صدّقت الأيام مقولة الرئيس فكثير من الاردنيين والسوداتيين واليمنيين عادوا لبلادهم وهم يكنون ميلا ً وإعجاباً ليس فقط بأفكار البعث وإنما بشخص صدام حسين الذي يوحي لك بالعنفوان والنخوة.

ويقول الله سبحانه وتعالى بأوضح وأجلى القول"وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مامنه"

حتى يسمع كلام الله،هذه هي الغاية،ومن قواعد الفقه الإسلامي اشتراط إزالة اللبس عن عقل الملتبس والشبهة عن المشتبه قبل المحاسبة او الإتهام او إيقاع العقوبة.

معروفة هي مخالفة الشيعة لنا نحن أهل السنة في كثير من المساءل،ولكن الحل لن يكون ابتداء بإعلان العداء السافر وشن الهجوم ومناصبة العداء لأن شق الصف وقطع الطريق على التئامه والتقاءه هي أول وأغلى أهداف أعداء الامة وعلى رأسها إسرائيل.

وإذن فدعهم يقتربون منا ويختلطون بنا ويعرفوننا عن قرب من خلال السلوك والمعاملة ومن خلال الحوار والمساجلة.

فهذا أولى وأجدى من لبس جلد النمر وإدارة ظهر المجن.

ومن باب أولى عن طريق السياحة،لأن السائح يكون أصلا في حالة استرخاء لا استعداء. وقابل للاستماع والتلقي.

والأردنيون بالذات معروفون بسخائهم وتسامحهم وسماحتهم مع الضيف،وربما يكون ذلك مداً لحبال الود وغزلاً لأواصر المحبة ونزعاً لضغائن ورثتها القلوب من عهود التنكر والجمود.

فهي فرصة جديرة بفتح مغلق الأبواب ونوافذ التهوية والترحاب.

أما العقيدة فلا خوف عليها لأن أصولها محصنة عندنا وعندهم بشهادة ان لا إله إلا الله.محمد رسول الله، فلنرسمها على مدخل الكرك ومدخل الضريح تذكيرا لكل زائر سُنيّاً كان او شيعياً،وليرفع اسم خالد بن الوليد على لوحة تذكر دوره في النجاة بالجيش بعد أن أتى ابتداء لنجدة جيش زيد وجعفر،وبتكليف من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا هو المتناول الصحيح حسب ما أرى ،فلندفع بالخصومة إلى الما ورا،ولنفتح الباب للحوار  جرياً على المثل العربي: كل الصيد في جوف الفرا،وهي كناية عن اجتماع الخير كل الخير أحياناً في موضع واحد يعم على الجميع.

وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم اجمعين!

نزار حسين رلشد