قراءة في مشهد ركوع بايدن امام المسؤولة الاسرائيلية
جفرا نيوز - مهدي مبارك عبد الله
في 27 حزيران الماضي اثارت صورة التقطت من داخل الصالون البيضاوي في البيت الابيض ظهر فيها رئيس امريكا أكبر دولة بالعالم جو بايدن وهو يجثو على ركبته ويركع وينحني أمام امرأة مسؤولة إسرائيلية تدعى ( ريفكا رافيتز ) 45 سنة والتي تنتمي لـ ( طائفة الحريديم اليهودية ) جدلا متنوعا بعدما نالت اهتماما كبيرا وانتشرت بسرعة فائقة بين الأمريكيين على وسائل التواصل وعبر وسائل الإعلام المختلفة إلى درجة انها اعتبرت ( صورة الأسبوع ) الملفتة للنظر أكثر من سواها وذك اثناء مرافقة رافيتز لرئسيها في اللقاء الأول الذي جمع جو بايدن بنظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين منذ تولي الأول منصبه أوائل العام الجاري
وحول سبب الركوع والانحناء المعلن إسرائيليا ذكر بان الرئيس ريفلين أخبر الرئيس بايدن حين قدمها له بأنها أم لـ 12 طفلا قامت برعايتهم إلى جانب عملها وقبلها رعاية عدد منهم حين دراستها الجامعية من دون توظيف مساعدة منزلية لعائلتها إلا واحدة أيام السبت أو في الأعياد الدينية فقط وهي حاصله على درجة البكالوريوس في الإدارة وعلوم الكمبيوتر من الجامعة المفتوحة في إسرائيل
في عام 2017 حصلت رافيتز على درجة الدكتوراه في السياسة العامة من جامعة حيفا وهي أميركية الأصل هاجرت مع والديها الأميركيين إلى إسرائيل وبدأت تعمل مديرة لمكتب ريفلين بعد عام من فوزه في 1998 بعضوية الكنيست وهي ترعى أيضا شؤون 13 شخصا يقيمون معها في البيت هم زوجها اسحق رافيتز نائب رئيس بلدية القدس المحتلة سابقا والمنتمي مثلها لطائفة الحريديم والناشط سياسيا في عضوية حزب ( راية التوراة المضاءة ) الأشكنازي الحريدي المتشدد أما بقية المقيمين في بيتها المكون من 5 غرف نوم فهم 12 ابنا أنجبت أولهم بعد عام من زواجها في 1994 بعمر 18 تقريبا وآخرهم حين كانت في 2019 بعمر 43 سنة أي ( بواقع ابن كل عامين ) وهي تعيش ضمن عائلة غريبة حيث لا تتوفر لهم خدمة الإنترنت في المنزل ولا يسمحون بنشر أي صحيفة علمانية أو دينية
مما اثار استغراب الرئيس بايدن كثير والذي وجد نفسه ينحني أمامها تقديرا لها وفق وسائل إعلام إسرائيلية فيما لم يعلق البيت الأبيض على الحادثة حتى الساعة وربما تظهر هذه اللقطة مسجلة في فيديو ينشر مستقبلا
ليس الرئيس بايدن هو الوحيد الذي انحنى لرافيتز تقديرا لإنجابها 12 ابنا ففي عام 2015 استقبل بابا الفاتيكان ( فرنسيس الأول ) الرئيس الإسرائيلي في الحاضرة الفاتيكانية ومعه مديرة مكتبه ريفكا رافيتز ولما علم من زائره أنها ترعى وحدها أبناءها من دون معين وتشارك زوجها الإنفاق عليهم عبر استمرارها بالعمل والذي ترفض التخلي عنه حيث تأثر البابا كثيرا وقال لها ( هذا عمل يباركه كل إنسان ) ثم قام بتقديرها تماما كما فعل بايدن ومنحها ( انحناءة ) عظيمة كمن ينحني أمام الزعماء والقادة والمشاهير
لقد سبق للرئيس بايدن ان مارس الركوع والانحناء في الداخل الامريكي مرات عديدة ولأسباب متعددة قبل الانتخابات الرئاسية وبعد فوزه حيث ظهر في صورة له وهو يجثو على ركبة واحدة أمام طفل أسمر تاركًا مسافة بينهما والاثنان يضعان كمامة وكتب في التعليق المرفق جو ( بايدن يركع لطفل أسمر اللون احتراماً له ولأخلاقه النبيلة هكذا هم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الحقيقيون ) يفهم منها ان الدعاية اولا
كما ركع أمام الطفلة ( جينا ابنة جورج فلويد ) وهو يعتذر لها عن قتل والدها من طرف الشرطة الأمريكية في مدينة مينيا بوليس بولاية مينيسوتا أثناء اعتقاله وهو يصارع الموت اختناقًا ورقبته تحت ركبة الضابط ( ديريك شوفين ) والدعاية ثانيا وقد ركع بايدن ايضا في كنيسة ويلمنغتون احتراما لحلول موعد ذكراه ثم ركع امام تجمع كبير في واشنطن لمناهضي العنصرية اثناء الفوضى الترامبية التي اجتاحت البلاد بعد فوزه والدعاية والاستعراض ثالثا ايضا
وفي معرض قراءتنا لمشهد ركوع الرئيس بايدن سوف نطرح عدة تساؤلات منها افتراضية ومنها مفروضة وذات معاني ودلالات محددة لكنها ضرورية للوصول الى رسم صورة واضحة وموقف واقعي ومفصل اتجاه الحدث
اولا هل كان تصرف الرئيس بايدن بركوعه على ركبتيه امام ( ريفكا رافيتز ) مديرة مكتب رئيس دولة اسرائيل المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين ( طبيعيا وتلقائيا وبريئا ) وبعيدا عن دهاليز السياسة واساليب الدعاية النفاق والتزلف لليهود ومناشدة دعمهم داخل امريكا وفي اسرائيل ام هو موقف طارئ سيطرت فيه ( مشاعر بايدن الاسرية الحزينة وتاريخ عائلته المأساوي على عقله وسلوكه بحيث انعكس على تصرفاته وبما يشعر به أحيانا من أسى عائلي انتابه ولا ينساه
ففي 1972 قضت زوجته وابنته بحادث سيارة وبعدها تمكن السرطان في عام 2015 من ابنه البكر وجعله من ضحاياه ولم يبق له سوى ( ابنين فقط ) ام ان هذا التصرف الغريب جاء من قبل رئيس اعظم دولة في العالم ضمن استذكاره لوالدته التي يحتفظ بصورة شخصية لها في محفظته ويعرضها على المقربين ام هو مراجعته سريعة لواقع ومعاناة المرأة الامريكية في جانب الامومة والطفولة حيث انه من المعروف أن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل وفيات بين الأمهات بين الدول المتقدمة مع معدل وفيات مرتفع بشكل كبير بين الأمهات من السود والهنود الأمريكيين عموما وسكان ألاسكا الأصليين خصوصا
ثم نتساءل ثانيا هل لو كانت المرأة الزائرة للبيت الأبيض مع رئيسها عربية أو مسلمة او افريقية سوداء او مسيحية فلسطينية او هندوسية وعلم بايدن انها انجبت الكثير من الابناء ( نصف دزينة ) وتقوم على رعايتهم لوحدها وتساعد زوجها في تحمل مسؤوليتهم من خلال عملها هل كان بايدن سيجثوا على ركبتيه امامها تقديرا واحتراما لجهودها وتعبها وتعزيزا لدورها ومكانتها ام ان هذا الموقف جاء تخصيصا للسيدة الاسرائيلية ( ريفكا رافيتز ) كونها ( يهودية الديانة أكثر منها الأم المضحية والمتعبة ) والذي أظهر فيه بايدن الدعم والتفاخر والاعجاب بـ ( بالمرأة اليهودية الولود ) التي تكاثر من نسل بني اسرائيل الضعيف جدا في فلسطين امام غزارة ( الرحم الفلسطيني المقاوم ) والذي يشكل ( القنبلة الديمغرافية الموقوتة ) التي ستهزم يوما ما دويلة اسرائيل رغم كل اساليب القتل ولإبادة الانسانية اليومية للحرث والنسل رجال واطفال وشباب ونساء
ما قام به الرئيس الامريكي جو بايدن حيال ( ريفكا رافيتز ) مديرة مكتب رئيس الدولة العبرية يتجاوز مسألة ( الامومة ومعاناة المرأة الأم بتربية اطفالها ) الى التركيز على دعم بايدن لتل ابيب حتى في ابسط الاشياء واقلها اهمية وفي اضيق الحدود واليكم بعض من مواقف بايدن التاريخية المنحازة بالمطلق لإسرائيل والتي تؤكد صدقية ما نحسبه ونقوله
غداة تسلمه مهام منصبه عين بايدن 11 يهودياً في حكومته الجديدة كما اعتبر بايدن خلال حملته الانتخابية عام 2020 أن دعمه لإسرائيل شخصي للغاية ويمتد طوال حياته المهنية ومنذ رحلته الأولى إلى إسرائيل عام 1973 قبل وقت قصير من حرب أكتوبر كان التزام بايدن بأمن إسرائيل لا يتزعزع وخلال سنوات عمله كسيناتورا عن ولاية ديلاوير ساعد بايدن في ضمان الدعم الثابت لأمن إسرائيل
وقد قاتل بايدن بشراسة خلال عضويته في مجلس الشيوخ لضمان حصول إسرائيل على أكبر قدر من المساعدات وكثيرا ما وصف تقديم المساعدات المالية الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل بأنها أفضل استثمار نقوم به بقيمة 3 مليارات دولار وعارض دائما مبيعات الأسلحة المتقدمة لجيران إسرائيل وخلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما والتي خدم فيها بايدن نائبا للرئيس 8 سنوات كان مدافعا رئيسيا عن تأمين الدعم للتكنولوجيات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة مثل نظام القبة الحديدية للدفاع المضاد للصواريخ وغيره
كما أشرف بايدن عام 2016 على توقيع مذكرة تفاهم غير مسبوقة بين واشنطن وتل أبيب بقيمة 38 مليار دولار لمدة 10 سنوات للمساعدة العسكرية لإسرائيل وهي أكبر حزمة مساعدات عسكرية من هذا القبيل في تاريخ الولايات المتحدة وقاد الجهود الرامية إلى معارضة نزع الشرعية عن إسرائيل سواء في المنظمات الدولية أو من خلال حركة المقاطعة داخل امريكا والتي تشملت الدعوة لسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها
وبعد وصوله الحكم في كانون الثاني الماضي تعهد بايدن بإعادة المبادئ الحاكمة التي وجهت الدبلوماسية الأميركية نحو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويشمل ذلك دعم حل الدولتين ومعارضة عزم إسرائيل ضم الأراضي وبناء المستوطنات لكن بايدن أكد كذلك أنه لن يتراجع عن قرار ترامب في نقل سفارة واشنطن إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل
وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير بالقدس وغزة ساعد بايدن اسرائيل في توفير الغطاء الدولي لجريمتها واعطائها مزيد من الوقت للتدمير والقتل كما قال في اخر فصول مسرحيته ومؤامرته المكشوفة لذر الرماد في العيون إنه يأمل أن يتم إنهاء التوتر في الشرق الأوسط عاجلا لا آجلا مؤكدا على ما اعتباره حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها في وجه آلاف الصواريخ التي تسقط عليها
يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد مؤخرا للإسرائيليين أنه لن يسمح بامتلاك إيران سلاح نووي خلال فترة حكمه كما ابدى رغبته الشديدة في لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد ( نفتالي بينيت ) في وقت قريب وانه لن بزعج حكومته الجديدة بشأن القضية الفلسطينية حتى يتم إقرار الميزانية العامة في اسرائيل
وفي تصريحات عديدة اعتبرت جزء من النفاق السياسي من الطراز الرفيع للرئيس بايدن تستحق كل اشكال الاهمال والازدراء دعا فيها الى تحقيق التسامح ونسيان الماضي وبناء المستقبل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في محاولة منه لمحو ( الصفحات السوداء والمغمسة بالدم الفلسطيني ) لتاريخ الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل التي قامت على القتل والمجازر وسفك الدماء واغتصاب الأرض وتهجير السكان في عملية تطهير عرقي هي الأكثر اجرام في تاريخ البشرية
ختاما يخطأ من يظن ان الرئيس بايدن سيكون يوما صديقا للعرب الشرفاء ولاحرر او نصيرا لأهل فلسطين المظلومين فهو فرع من تلك الشجرة الامريكية الملعونة التي تسقيها الصهيونية العالمية بماء الكذب والتضليل والخداع والكراهية بإلف لبوس ولبوس
مصطلح ( حريديم ) هي جمع لكلمة حريدي وتعني التقي وقد تكون الحريديم مأخوذة من الفعل حرد بمعنى غضب وبخل واعتزل الناس وهي جماعة منظمة تتشكل من اليهود المتدينين ويعتبرون في عقيدتهم كالأصوليون حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية ويحاولون تطبيق التوراة في كل إسرائيل )
في 27 حزيران الماضي اثارت صورة التقطت من داخل الصالون البيضاوي في البيت الابيض ظهر فيها رئيس امريكا أكبر دولة بالعالم جو بايدن وهو يجثو على ركبته ويركع وينحني أمام امرأة مسؤولة إسرائيلية تدعى ( ريفكا رافيتز ) 45 سنة والتي تنتمي لـ ( طائفة الحريديم اليهودية ) جدلا متنوعا بعدما نالت اهتماما كبيرا وانتشرت بسرعة فائقة بين الأمريكيين على وسائل التواصل وعبر وسائل الإعلام المختلفة إلى درجة انها اعتبرت ( صورة الأسبوع ) الملفتة للنظر أكثر من سواها وذك اثناء مرافقة رافيتز لرئسيها في اللقاء الأول الذي جمع جو بايدن بنظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين منذ تولي الأول منصبه أوائل العام الجاري
وحول سبب الركوع والانحناء المعلن إسرائيليا ذكر بان الرئيس ريفلين أخبر الرئيس بايدن حين قدمها له بأنها أم لـ 12 طفلا قامت برعايتهم إلى جانب عملها وقبلها رعاية عدد منهم حين دراستها الجامعية من دون توظيف مساعدة منزلية لعائلتها إلا واحدة أيام السبت أو في الأعياد الدينية فقط وهي حاصله على درجة البكالوريوس في الإدارة وعلوم الكمبيوتر من الجامعة المفتوحة في إسرائيل
في عام 2017 حصلت رافيتز على درجة الدكتوراه في السياسة العامة من جامعة حيفا وهي أميركية الأصل هاجرت مع والديها الأميركيين إلى إسرائيل وبدأت تعمل مديرة لمكتب ريفلين بعد عام من فوزه في 1998 بعضوية الكنيست وهي ترعى أيضا شؤون 13 شخصا يقيمون معها في البيت هم زوجها اسحق رافيتز نائب رئيس بلدية القدس المحتلة سابقا والمنتمي مثلها لطائفة الحريديم والناشط سياسيا في عضوية حزب ( راية التوراة المضاءة ) الأشكنازي الحريدي المتشدد أما بقية المقيمين في بيتها المكون من 5 غرف نوم فهم 12 ابنا أنجبت أولهم بعد عام من زواجها في 1994 بعمر 18 تقريبا وآخرهم حين كانت في 2019 بعمر 43 سنة أي ( بواقع ابن كل عامين ) وهي تعيش ضمن عائلة غريبة حيث لا تتوفر لهم خدمة الإنترنت في المنزل ولا يسمحون بنشر أي صحيفة علمانية أو دينية
مما اثار استغراب الرئيس بايدن كثير والذي وجد نفسه ينحني أمامها تقديرا لها وفق وسائل إعلام إسرائيلية فيما لم يعلق البيت الأبيض على الحادثة حتى الساعة وربما تظهر هذه اللقطة مسجلة في فيديو ينشر مستقبلا
ليس الرئيس بايدن هو الوحيد الذي انحنى لرافيتز تقديرا لإنجابها 12 ابنا ففي عام 2015 استقبل بابا الفاتيكان ( فرنسيس الأول ) الرئيس الإسرائيلي في الحاضرة الفاتيكانية ومعه مديرة مكتبه ريفكا رافيتز ولما علم من زائره أنها ترعى وحدها أبناءها من دون معين وتشارك زوجها الإنفاق عليهم عبر استمرارها بالعمل والذي ترفض التخلي عنه حيث تأثر البابا كثيرا وقال لها ( هذا عمل يباركه كل إنسان ) ثم قام بتقديرها تماما كما فعل بايدن ومنحها ( انحناءة ) عظيمة كمن ينحني أمام الزعماء والقادة والمشاهير
لقد سبق للرئيس بايدن ان مارس الركوع والانحناء في الداخل الامريكي مرات عديدة ولأسباب متعددة قبل الانتخابات الرئاسية وبعد فوزه حيث ظهر في صورة له وهو يجثو على ركبة واحدة أمام طفل أسمر تاركًا مسافة بينهما والاثنان يضعان كمامة وكتب في التعليق المرفق جو ( بايدن يركع لطفل أسمر اللون احتراماً له ولأخلاقه النبيلة هكذا هم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الحقيقيون ) يفهم منها ان الدعاية اولا
كما ركع أمام الطفلة ( جينا ابنة جورج فلويد ) وهو يعتذر لها عن قتل والدها من طرف الشرطة الأمريكية في مدينة مينيا بوليس بولاية مينيسوتا أثناء اعتقاله وهو يصارع الموت اختناقًا ورقبته تحت ركبة الضابط ( ديريك شوفين ) والدعاية ثانيا وقد ركع بايدن ايضا في كنيسة ويلمنغتون احتراما لحلول موعد ذكراه ثم ركع امام تجمع كبير في واشنطن لمناهضي العنصرية اثناء الفوضى الترامبية التي اجتاحت البلاد بعد فوزه والدعاية والاستعراض ثالثا ايضا
وفي معرض قراءتنا لمشهد ركوع الرئيس بايدن سوف نطرح عدة تساؤلات منها افتراضية ومنها مفروضة وذات معاني ودلالات محددة لكنها ضرورية للوصول الى رسم صورة واضحة وموقف واقعي ومفصل اتجاه الحدث
اولا هل كان تصرف الرئيس بايدن بركوعه على ركبتيه امام ( ريفكا رافيتز ) مديرة مكتب رئيس دولة اسرائيل المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين ( طبيعيا وتلقائيا وبريئا ) وبعيدا عن دهاليز السياسة واساليب الدعاية النفاق والتزلف لليهود ومناشدة دعمهم داخل امريكا وفي اسرائيل ام هو موقف طارئ سيطرت فيه ( مشاعر بايدن الاسرية الحزينة وتاريخ عائلته المأساوي على عقله وسلوكه بحيث انعكس على تصرفاته وبما يشعر به أحيانا من أسى عائلي انتابه ولا ينساه
ففي 1972 قضت زوجته وابنته بحادث سيارة وبعدها تمكن السرطان في عام 2015 من ابنه البكر وجعله من ضحاياه ولم يبق له سوى ( ابنين فقط ) ام ان هذا التصرف الغريب جاء من قبل رئيس اعظم دولة في العالم ضمن استذكاره لوالدته التي يحتفظ بصورة شخصية لها في محفظته ويعرضها على المقربين ام هو مراجعته سريعة لواقع ومعاناة المرأة الامريكية في جانب الامومة والطفولة حيث انه من المعروف أن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل وفيات بين الأمهات بين الدول المتقدمة مع معدل وفيات مرتفع بشكل كبير بين الأمهات من السود والهنود الأمريكيين عموما وسكان ألاسكا الأصليين خصوصا
ثم نتساءل ثانيا هل لو كانت المرأة الزائرة للبيت الأبيض مع رئيسها عربية أو مسلمة او افريقية سوداء او مسيحية فلسطينية او هندوسية وعلم بايدن انها انجبت الكثير من الابناء ( نصف دزينة ) وتقوم على رعايتهم لوحدها وتساعد زوجها في تحمل مسؤوليتهم من خلال عملها هل كان بايدن سيجثوا على ركبتيه امامها تقديرا واحتراما لجهودها وتعبها وتعزيزا لدورها ومكانتها ام ان هذا الموقف جاء تخصيصا للسيدة الاسرائيلية ( ريفكا رافيتز ) كونها ( يهودية الديانة أكثر منها الأم المضحية والمتعبة ) والذي أظهر فيه بايدن الدعم والتفاخر والاعجاب بـ ( بالمرأة اليهودية الولود ) التي تكاثر من نسل بني اسرائيل الضعيف جدا في فلسطين امام غزارة ( الرحم الفلسطيني المقاوم ) والذي يشكل ( القنبلة الديمغرافية الموقوتة ) التي ستهزم يوما ما دويلة اسرائيل رغم كل اساليب القتل ولإبادة الانسانية اليومية للحرث والنسل رجال واطفال وشباب ونساء
ما قام به الرئيس الامريكي جو بايدن حيال ( ريفكا رافيتز ) مديرة مكتب رئيس الدولة العبرية يتجاوز مسألة ( الامومة ومعاناة المرأة الأم بتربية اطفالها ) الى التركيز على دعم بايدن لتل ابيب حتى في ابسط الاشياء واقلها اهمية وفي اضيق الحدود واليكم بعض من مواقف بايدن التاريخية المنحازة بالمطلق لإسرائيل والتي تؤكد صدقية ما نحسبه ونقوله
غداة تسلمه مهام منصبه عين بايدن 11 يهودياً في حكومته الجديدة كما اعتبر بايدن خلال حملته الانتخابية عام 2020 أن دعمه لإسرائيل شخصي للغاية ويمتد طوال حياته المهنية ومنذ رحلته الأولى إلى إسرائيل عام 1973 قبل وقت قصير من حرب أكتوبر كان التزام بايدن بأمن إسرائيل لا يتزعزع وخلال سنوات عمله كسيناتورا عن ولاية ديلاوير ساعد بايدن في ضمان الدعم الثابت لأمن إسرائيل
وقد قاتل بايدن بشراسة خلال عضويته في مجلس الشيوخ لضمان حصول إسرائيل على أكبر قدر من المساعدات وكثيرا ما وصف تقديم المساعدات المالية الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل بأنها أفضل استثمار نقوم به بقيمة 3 مليارات دولار وعارض دائما مبيعات الأسلحة المتقدمة لجيران إسرائيل وخلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما والتي خدم فيها بايدن نائبا للرئيس 8 سنوات كان مدافعا رئيسيا عن تأمين الدعم للتكنولوجيات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة مثل نظام القبة الحديدية للدفاع المضاد للصواريخ وغيره
كما أشرف بايدن عام 2016 على توقيع مذكرة تفاهم غير مسبوقة بين واشنطن وتل أبيب بقيمة 38 مليار دولار لمدة 10 سنوات للمساعدة العسكرية لإسرائيل وهي أكبر حزمة مساعدات عسكرية من هذا القبيل في تاريخ الولايات المتحدة وقاد الجهود الرامية إلى معارضة نزع الشرعية عن إسرائيل سواء في المنظمات الدولية أو من خلال حركة المقاطعة داخل امريكا والتي تشملت الدعوة لسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها
وبعد وصوله الحكم في كانون الثاني الماضي تعهد بايدن بإعادة المبادئ الحاكمة التي وجهت الدبلوماسية الأميركية نحو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويشمل ذلك دعم حل الدولتين ومعارضة عزم إسرائيل ضم الأراضي وبناء المستوطنات لكن بايدن أكد كذلك أنه لن يتراجع عن قرار ترامب في نقل سفارة واشنطن إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل
وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير بالقدس وغزة ساعد بايدن اسرائيل في توفير الغطاء الدولي لجريمتها واعطائها مزيد من الوقت للتدمير والقتل كما قال في اخر فصول مسرحيته ومؤامرته المكشوفة لذر الرماد في العيون إنه يأمل أن يتم إنهاء التوتر في الشرق الأوسط عاجلا لا آجلا مؤكدا على ما اعتباره حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها في وجه آلاف الصواريخ التي تسقط عليها
يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد مؤخرا للإسرائيليين أنه لن يسمح بامتلاك إيران سلاح نووي خلال فترة حكمه كما ابدى رغبته الشديدة في لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد ( نفتالي بينيت ) في وقت قريب وانه لن بزعج حكومته الجديدة بشأن القضية الفلسطينية حتى يتم إقرار الميزانية العامة في اسرائيل
وفي تصريحات عديدة اعتبرت جزء من النفاق السياسي من الطراز الرفيع للرئيس بايدن تستحق كل اشكال الاهمال والازدراء دعا فيها الى تحقيق التسامح ونسيان الماضي وبناء المستقبل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في محاولة منه لمحو ( الصفحات السوداء والمغمسة بالدم الفلسطيني ) لتاريخ الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل التي قامت على القتل والمجازر وسفك الدماء واغتصاب الأرض وتهجير السكان في عملية تطهير عرقي هي الأكثر اجرام في تاريخ البشرية
ختاما يخطأ من يظن ان الرئيس بايدن سيكون يوما صديقا للعرب الشرفاء ولاحرر او نصيرا لأهل فلسطين المظلومين فهو فرع من تلك الشجرة الامريكية الملعونة التي تسقيها الصهيونية العالمية بماء الكذب والتضليل والخداع والكراهية بإلف لبوس ولبوس
مصطلح ( حريديم ) هي جمع لكلمة حريدي وتعني التقي وقد تكون الحريديم مأخوذة من الفعل حرد بمعنى غضب وبخل واعتزل الناس وهي جماعة منظمة تتشكل من اليهود المتدينين ويعتبرون في عقيدتهم كالأصوليون حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية ويحاولون تطبيق التوراة في كل إسرائيل )
mahdimubarak@gmail.com