مغارة تشال... جنة مخفية في تركيا

جفرا نيوز - يصف عارفو مغارة تشال بأنها من غرائب الدنيا. والعجيب في هذه المغارة يكمن بطول فرعيها اللذين يفصِل جدول مائي بينهما، وهو ما أدى إلى تشكل صخور غريبة في داخلها.

اليوم، ومع بداية موسم السياحة بتركيا، بعد تعطل لنحو عام ونصف العام جراء تفشي وباء كورونا، ترمي تركيا بهذه الورقة، لمزيد من الجذب والترويج. فأعلنت عن افتتاح أبواب المغارة في طرابزون التي تعرف في تركيا باسم "الجنة المخفية" أمام السياح والزوار، بعد سلسلة من الترميمات والإصلاحات، بدأت عام 2003 قبيل افتتاح المغارة أمام الزوار لأول مرة، وتمت تكملتها عام 2019 بجملة من التحسينات.

لتكتمل خلال الإغلاقات، وإن لم تزل الخدمات لا تتوازى مع بهاء المغارة، كما تقول الأكاديمية التركية فايزة كان أوغلو. وتضيف كان أوغلو  أن الطريق الجبلي الموصل للمغارة "لا يزال وعراً وطويلاً"، كما أن شروط وخدمات الإقامة قرب المغارة "شبه معدومة"، ما يجعل السائح يكتفي بزيارة سريعة وتناول وجبة سريعة من المطعم الوحيد بجانبها، من دون أن يفكر باكتشاف المجاهيل، تقول: "يقول الخبراء إنه يمكن الوصول لنحو 8 كلم داخل المغارة، لكن الدهشة تقتصر على 1 كلم كحد أقصى، وعادة يتم الاكتفاء بالسير لمسافة 150 مترا على فرع المغارة الأيسر و400 متر على الفرع الأيمن".

وتضيف كان أوغلو: "كانت ولاية طرابزون من ضمن خياراتي وزوجي لقضاء شهر العسل قبل عامين، لكن ما يقال عن الخدمات حول بحيرة أوزنجول أو في دير سوميلا، تفتقره للأسف منطقة دوزكوي ومغارة تشال التي تعتبر ثاني أطول مغارة مكتشفة بالعالم حتى اليوم". وحول ما يقال عن الفوائد الصحية لزيارة المغارة، تشير التركية كان أوغلو، إلى أنه ليس من تأكيد طبي، لكن الشائع جراء التهوية الطبيعية والرطوبة، أن مياه المغارة المتساقطة من التشققات أو التي تنبع من أرضها، هي علاج لأمراض الأنف والجيوب وحتى الصدر والربو.

 
 مراد زورلو أوغلو، رئيس بلدية طرابزون الكبرى، قال خلال تصريحاته عن افتتاح المغارة بعد إلغاء حظر كورونا، إن مغارة تشال من أبرز الوجهات السياحية المفضّلة في منطقة البحر الأسود، و"قد تجاوزنا كافة التدابير اللازمة لوقاية الزوار من فيروس كورونا". مشيراً إلى أن المغارة إرث طبيعي هام ليس لتركيا فحسب، بل للعالم أجمع. وحول التحديثات والترميم الأخير، يضيف زورلو أوغلو أنه تم الانتهاء من الترميم وتحسين أوضاع المغارة، وقد تم استبدال مضمار المشي الخشبي القديم بآخر مصنوع من الفولاذ بما يتناسب مع نظام المغارة كي "لا يصدأ". كما تم تجهيز أنظمة الإضاءة والانذار وكاميرات المراقبة.

وتقول المراجع التركية إن مغارة تشال الواقعة في بلدة دوزكوي بولاية طرابزون المطلة على البحر الأسود شمالي تركيا، تشكلت بفعل التشققات في الصخور الكلسية، وفالق يمكن ملاحظته بالعين المجردة، وذلك على مراحل زمنية ممتدة على ثمانية ملايين عام. وأخذت شكلها الحالي من خلال تشكيل المياه المتجمعة على السطح شقوقاً في الصخور الكلسية بعد تسربها وتحليلها للكتل الصخرية، وتكوين قناة مائية جوفية مع مرور الوقت، لتأتي المرحلة الثانية إثر توقف نمو المغارة المرتبط بتدفق المياه نتيجة ارتفاع في القشرة الأرضية في المنطقة، ما أدى إلى تقليل قوة تدفقها.

ويصل طول الدهاليز التي اكتشفها الخبراء داخل مغارة تشال إلى ثمانية كيلومترات، إلا أن العديد من أقسامها لم تطأها قدم بشر حتى اليوم وتنتظر من يكتشفها، لكن الصعود إلى المغارة التي ترتفع 1050 متراً عن سطح البحر، يتطلب السير على درج خشبي بطول 200 متر، ويتفرع منها ذراعان، تضم الذراع اليسرى ما يشبه المدخنة التي تنهمر منها المياه، ويمكن رؤيتها بعد السير نحو 150 متراً، أما الذراع اليمنى ففيها طرق للسير لمسافة 400 متر وتتميز ببركة مائية ونبع يضفيان جمالاً خاصاً. ربما، لقدم تركيا وتعاقب الحضارات عليها، ومخاوف السكان بالماضي، من الطبيعة ومن عليها، تكثر الكهوف والمغارات التي تصل لنحو 40 ألفاً، إذ فقط باسم "أهل الكهف"، يوجد أربع مغارات في سلجوق وليجا وطرسوس وأفشين.

العربي الجديد