زيارة رئيس الوزراء الى مدينة الأمير هاشم للشباب

جفرا نبوز - عبدالحافظ الهروط

الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء بشر الخصاونة إلى محافظة مادبا تبدو في ظاهرها اطّلاع الحكومة على أوضاع المحافظات التي اذا ما توافر لها الدعم الرسمي والخاص، فإن تخفيف الضغط عن العاصمة سيكون بداية انفراج الازدحام السكاني والازدحام المروري، على السواء.

نقول هذا، لأن الأصوات ما تزال تطالب بأن يشاهد المواطن الأردني تنمية حقيقية في محافظات المملكة من خلال اجتراح مشروعات عمل تجعل بقاء أبناء هذه المناطق فيها، أمراً محسوماً.

عمان ورغم كل الظروف الصعبة اقتصادياً، ما تزال تواجه هجرة، طلباً للوظيفة والعمل ثم السكن، رغم بطالة تتوغل في صفوف الشباب، جعلتهم فريسة وفي مزالق لا تخفى على أحد، فالشواهد كثيرة، ولا تحتاج الى دليل.

وعلى ذكر الشباب، فقد أحسن رئيس الوزراء صنعاً، وهو يضع على برنامج زيارته لمحافظة مادبا، جولة إلى مدينة الأمير هاشم بن عبدالله للشباب، فكيف وجدها؟!

هذه «المدينة» التي بدأت في عقد التسعينيات بمدرجات اسمنتية محدودة العدد، ومن جهة واحدة تلاصق ملعباً ترابياً لكرة القدم، قبل أن تقوم الحكومات المتعاقبة بمسؤوليات كانت على ارض الواقع، عندما دشنت بنى تحتية وصولاً الى مجمع رياضي.

تنوعت في المجمع المرافق الشبابية والرياضية، في مرحلة ذهبية قادها المجلس الأعلى للشباب، وبفضل مسؤولين تولوا قيادته، ومعهم كوادر من العاملين، واصلوا الليل بالنهار، ما شّكل حالة شبابية نموذجية يحتذى بها، وكانت برامجه تجربة استعانت بها وزارات ومؤسسات وهيئات شبابية عربية، ووقّعت معه هيئات دول صديقة، اتفاقيات ترجمت الى لقاءات وتبادل زيارات، فكان الاردن بفضل العمل الشبابي، وجهة سياحية لشباب ووفود تلك الدول.

لقد باتت مدينة الأمير هاشم، وهي إحدى المدن الشبابية الخمس، مدينة جاذبة لأبناء واهالي محافظة مادبا، وغيرهم، وهم يقضون اوقاتهم في نشاطات ترويحية ورياضية وفي برامج شبابية، بعيداً عن البرامج الشكلية، كما جاء انخراطها في العمل السياحي، وتسليط الضوء على التراث الاردني، والعمل الحرفي وتوجيه المجتمع الى مشروعات منتجة يمكن تسويقها، جزءاً من أهداف وجود هذه المدينة ورسالتها الوطنية.

هذه النجاحات، لم تتحقق لو لم تكن هناك ادارة تملك فكراً شبابياً ومجتمعياً، ولديها ولدى الكوادر العاملة معها، حس وطني للعمل في أحلك الظروف، إذ تجلىّ هذا الحس في مرحلة غزو وباء كورونا للمملكة، فيما واصلت هذه المدينة عملها في مشروعات وأوقات استثنائية دون توقف.

مطلوب من الحكومة، وقد رأى رئيس الوزراء ما رأى، في مدينة الأمير هاشم من إنجاز، دعم هذه المدينة لاستكمال احتياجاتها، مثلما هو مطلوب من وزارة الشباب دعم الإدارة والكوادر وتقديم الحوافز التي يستحقها هذا الفريق من الموظفين المخلصين، والذين لم يلتفتوا إلى الإعلام، ولم يدلوا بتصريح لغاية ترويج أنفسهم.