"الدحيح" يصدر بياناً ويحسم الجدل حول برنامجه الجديد

جفرا نيوز - على طريقة ما حدث مع الفنان محمد رمضان وجد "اليوتيوبر" المصري أحمد الغندور المعروف بـ"الدحيح" نفسه ضحية التهمة الجاهزة والأكثر جذباً للانتباه "الترويج للسلام مع إسرائيل".

والغندور، (27 عاماً)، صانع محتوى علمي شهير في العالم العربي، وحقق شعبيته بطريقته في تبسيط العلوم بطرق تلائم فئات عمرية وفكرية متنوعة، وهُدد بخسارة كثير من مشاهديه، بحجة التعاون مع مؤسسات إسرائيلية، وذلك في العودة الجديدة لبرنامج "الدحيح"، إذ تعالت الصيحات التي تطالب بمقاطعته وإلغاء الاشتراك في قناته عبر "يوتيوب".

والأمر نفسه حدث مع منصات المؤسسة، التي تعاقد معها أخيراً "أكاديمية الإعلام الجديد" الإماراتية، المعنية بنشر المحتوى التعليمي بطرق سهلة تتوافق كثيراً مع أسلوب الدحيح.

نعم للعلم لا للسياسة

بعد عرض الحلقة الأولى من الانطلاقة الجديدة لأحمد الغندور، الذي درس في كلية العلوم بالجامعة الأميركية في مصر، التي حملت عنوان "الملل"، وجرى فيها تناول الموضوع كالمعتاد بطرافة مدعومة بالمراجع العلمية والدراسات، حصدت أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة خلال ثلاثة أيام فقط، لكن التلقي هذه المرة حمل انقساماً بين متابعي المؤثر المعروف إلى فريقين، أحدهما يشيد بمستوى الحلقة والآخر يفند أسباب ضرورة المقاطعة، وأبرزها أن "نيو ميديا أكاديمي" تتعاون في شراكة معلنة مع أكاديمية "ناس دايلي" التي يحاضر بها أكاديميون إسرائيليون ومؤسسها إسرائيلي بالأساس، وتُتهم من قبل كثير من المغردين العرب بأنها "تروِّج لما يسمى (الترويج للسلام مع إسرائيل) بطريقة ناعمة".

وعلى الرغم من أن الغندور واجه كثيراً من الاتهامات التي تنتقد توجهاته السياسية على مدى سنوات عمله، وكان يتجاهلها، فإنه لم يستطع الصمت إزاء هذه العاصفة، خصوصاً أن شعبيته التي هي مصدر قوته ورأسماله الأصلي باتت على المحك، حيث نفى الغندور أن تكون أكاديمية الإعلام الجديد التي يتعاون معها لديها أي ارتباط أو شراكة حالية مع "ناس دايلي".

وقال "اليوتيوبر" المصري، في بيان، "المنصة اللي (التي) رجعت عليها، منصة تعليمية في الأساس، ولا علاقة لها بـ(ناس ديلي)، مفيش (لا يوجد) تمويل، ولا دعم ولا غيره. لكن بالفعل كان في شراكة بين المنصتين لتدريس كورس صيفي، وانتهت العلاقة تماماً السنة اللي فاتت (الماضية). وبالتالي الكلام عن أن المنصة الأولى بتموّل الثانية، أو الثانية بتموّل الأولى هو كلام خاطئ تماماً. وبناء على هذه المعلومات قررنا بدء التعامل معاهم".

بيان حاسم من الدحيح

وتابع الغندور، من خلال صفحته الرسمية رداً على حملة "قاطع الدحيح"، "موقفي من القضية الفلسطينية واضح ومُعلن، وهو الموقف الوحيد اللي (الذي) أعلنته، لأن صحيح أنا مابفهمش (لا أتقن) في السياسة، ولا بحب الكلام فيها، لكني قررت إعلان موقفي من اللي بيحصل (مما يجري) في فلسطين الفترة اللي فاتت، لأن الإجرام اللي كان بيحصل على أهلنا هناك تجاوز كل تخيل، وعبّرت عن مشاعري وقتها دون مواربة. وقلت إني منحاز لهم".

الأمر نفسه أكده البيان الرسمي لـ"Academy Media New"، ومما جاء فيه: "تعاونت الأكاديمية في بداية إطلاقها لعدة أشهر مع مؤسسة (ناس ديلي)، التي يقع مقرها في سنغافورة بهدف الاستفادة منها في بعض البرامج التدريبية. وانتهت فترة التعاقد منذ السنة الماضية، ولا توجد أية علاقة حالياً بين الأكاديمية ومؤسسة ناس ديلي في سنغافورة".

لكن، لم يخف البيان الانزعاج من الحملة الضارية التي صاحبت بداية الدحيح الجديدة، وهو ما يظهر في فقرات أخرى، مثل "تأسف الأكاديمية للحملة التي أطلقها بعض المغردين وبعض وسائل الإعلام العربية لتسييس المحتوى العلمي الذي تقدمه الأكاديمية، ووضعه ضمن قضايا سياسية لا تمت من قريب أو بعيد لعمل الأكاديمية، وتأسف الأكاديمية أن يجري استهداف عملها العلمي النبيل، وجعله جزءاً من عمليات الاستقطاب السياسي والإعلامي في منطقتنا العربية".

الدحيح يعود من "المتحف"

وأكاديمية الإعلام الجديد الإماراتية جرى تأسيسها قبل عام مضى، وتهدف إلى دعم المؤثرين الإيجابيين عبر السوشيال ميديا، وأيضاً إثراء المحتوى العربي على الإنترنت، وبحسب ما جاء على الموقع الرسمي للمؤسسة، "تعد أكاديمية الإعلام الجديد مؤسسة تعليمية تطرح مجموعة واسعة من البرامج العلمية في مجال الإعلام الرقمي باستخدام تقنيات التعليم عن بعد، وبالاستعانة بمجموعة من ألمع العقول العالمية المختصة بهذا المجال من أكاديميين وخبراء ومؤثرين يحظون بشهرة دولية واسعة".

من جهته نجح الدحيح في العودة إلى قواعده سالماً ببيانه السريع ونفيه الترويج للسلام مع الإسرائيليين، ومن السياسة بشكل عام، حيث وجد نفسه للمرة الأولى أمام حملة سلبية تماماً بعدما كان يحصد كل المديح، فالشاب يتجاوز عدد المشتركين في قناته على (يوتيوب) المليون وربع المليون مشترك، وقد بدأ مسيرته مع صنع المحتوى منذ عام 2014 رغبة منه في مشاركة العلوم مع الجمهور، وابتكر طريقة مبسطة ومحببة أسهمت في صنع قاعدة جماهيرية واسعة له، واختار اسم الدحيح، وهو اللفظ الشعبي المصري الذي يرمز إلى الشخص الذي يركز في دروسه ويذاكرها كثيراً، وقد تنوّعت حلقاته ما بين الاجتماعي والعلمي والعاطفي وعرف بأسلوبه الكوميدي، وبعد أن كان يعتمد على مجهوده الفردي في صنع حلقاته تنقل بين عدة مؤسسات، بينها منصة شاهد التابعة لـ"mbc"، حيث أعلن عن انضمامه إليها ببرنامج "متحف الدحيح" في يونيو (حزيران) من العام الماضي، قبل أن يترك المؤسسة، ويعود قبل أيام بانطلاقة جديدة وضجة كبرى.