عن "سيدنا" و"الدائرة" و"المؤسسة"..وأشياء اخرى
جفرا نيوز - ثمة مصطلحات نتداولها يوميا هنا في هذا البلد الطيب، وقد اصبحت شبه حصرية، بالشعب الاردني من شتى منابته واصوله.. مثلا.. عندما نقول كلمة سيدنا، فلا حاجة هنا للتوضيح، بأن المقصود جلالة الملك.. وفي هذا السياق، اتذكر جيدا بائع قهوة سادة كان يتجول في اروقة سوق الحميدية الدمشقي الشهير، عندما استوقفني عن دون المارة، وسكب لي فنجان القهوة العربية «الساده» وقال: «عشان سيدنا غير تشرب»!.. عندها ادركت انه يمتلك مقدرة على تمييز جنسيات الناس من ملامحهم، وشربت حينها ثلاثة فناجين، وانا اعيش لحظة نشوة وفخر واعتزاز، بتلك الكلمة المغروسة في الوجدان الاردني عشقا وعهدا وولاء لا يتغير او يتبدل على الاطلاق.
ايضا.. عندما نردد كلمة الدائرة.. فلن نحتاج الى منجم مغربي او «ضارب كف»، كي نعلم بأنها تعني المخابرات العامة، التي تسكن قلوبنا، افتخارا واعتزازا بهذا الجهاز الوطني، الذي يحمي الحمى، ويدفع الاذى عن الوطن واهله وضيوفه.
فيما اذا قلنا رايح على المؤسسة، فان المعنى واضح، بأننا ذاهبون الى المؤسسة الاستهلاكية العسكرية او المدنية!.
ايضا مصطلحات كثيرة، لا مجال للتوقف عندها في هذه العجالة، هي حصرية لابناء هذا الوطن، مثل: شلونك، وسلامة خيرك والكونتيننتال ويا زلمه والقايش وقوك والنشامى وبريزه وشلن والسلفه و»البراشوت نمرة 14» وهاظا اللي جاك ايضا!.
كما ان الموروث الشعبي الغنائي الاردني في ليالي الفرح يتحول الى مرافعة وطنية بامتياز، متماشيا مع ما تشهده الساحة من احداث سياسية مرتبطة بالوطن، وللدلالة على ذلك كان في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي معمر القذافي يتآمر على الاردن، كانت السهرات التي تسبق يوم زفاف العريس تتحول الى جبهة من الغناء الممزوج بالعزف القشيب على انغام «القربة» وصوت الدبيكة يعلو: ياحسين لينا وحقك علينا..وإسقينا القذافي سمَ ساعة!..
بينما كانت نشرة اخبار الساعة الثامنة مساء على شاشة التلفزيون الاردني، عرف خالد يضبط الناس هنا عقارب ساعاتهم على اشارتها، وكان يسبقها اغنية وطنية غالبا ما تكون بصوت فيروز «اردن ارض العزم، او نجاة الصغيرة «ارخت عمان جدائلها» ولكن الحضور الأكثر كان للمطربة سميرة توفيق بروائعها الغنائية القادمة من جملة الانتماء مثل «ديرتنا الأردنية» و»ومحبوب الكل» و»بالله تصبوا هالقهوة»، قبل ان يطالعك ابراهيم شاه زاده او غالب الحديدي او عفت بعيون بالوقار الاردني بكل ما في الكلمة من هيبة وجدية، تتناسب مع اخبار النشرة، ونتمسمر لرؤية اسم مخرج النشرة وغالبا ماتكون «شويكار جنبلاط»..
مجمل القول.. قسما بجلال الله، ان هذا الوطن مهيوب، بقيادته وجيشه ومخابراته وامنه ووحدة شعبه.. ومصطلحاته ايضا! باختصار.. نحبه لأنه الامل والمرتجى.. نخلص لقائدنا المفدى الملك عبدالله الثاني «حماه الله»، ونعمل بروح اردنية وثابة لحماية بلدنا من فئات قليلة لا تريد له ولنا الخير.. وليبقى هذا الوطن بحجم بعض الورد مساحة، لكنه ملء الكون نهضة ونخوة وامنا واستقرارا.