الانوار : الملك عبدالله الثاني نموذج القيادة الاصلاحية والمتطورة

جفرا نيوز - كتب رئيس تحرير الانوار اللبنانية مقالا افتتاحيا عن الاردن والملك عبد الله الثاني جاء فيه:

لم يكن من السهل ان تحافظ دولة صغيرة وفتية مثل الاردن على استقرارها السياسي والامني والاجتماعي، وهي تقع جغرافيا في قلب منطقة تهب عليها الاعاصير من كل جانب، وتعاني من نزاعات حادة وحروب منذ عقود، وزاد عليها فوق كل ذلك ما لم يكن متوقعا ولا يخطر في البال من اندلاع الثورات الشعبية العربية من المحيط الى الخليج! والجواب عن هذه التساؤلات التي قد تخطر في البال يتلخص بكلمة واحدة: القيادة.

ومنذ ان تولى الملك عبدالله الثاني زمام القيادة في المملكة الاردنية الهاشمية وهو في ذروة شبابه، مارس الحكم بحكمة الشيوخ، وبعقلية مثقفة ومنفتحة على العصر، وبدينامية تحقيق طموحات كبيرة لشعبه وفقا لمقاييس العصر. النزعة الاصلاحية لدى الملك الشاب كانت متأصلة في عمق ثقافته ونشأته في بيت كريم وفي ظل القيادة الحكيمة والمحنكة لوالده المغفور له الملك حسين، الذي قاد المملكة في اكثر الظروف صعوبة بفضل التفاف الشعب الاردني حول العرش والمحبة المتبادلة بين الناس والقائد.

وقبل ان تصبح الاصلاحات مطالب شعبية بادر الملك عبدالله الثاني الى تنفيذ اصلاحات تعزز الحريات العامة والممارسة الديموقراطية وتحترم حقوق الانسان. وقد اشتملت مسيرة الاصلاح بقيادة الملك عبدالله الثاني التعديلات الدستورية وقانون المحكمة الدستورية وقانون الانتخاب والهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات، والعمل على تحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات، وغيرها الكثير من الاجراءات التي تصب في هذا الاتجاه.

وانطلقت ثورات الربيع العربي في صورة صدام الشعوب مع الانظمة التي تحكمها. غير ان صورة الربيع العربي في نظر العاهل الاردني كانت مختلفة، وهو رأى في الربيع العربي دعوة الى الكرامة والعدل والحرية، والى التغيير الذي يستهدف كل القوى في الانظمة القديمة سواء اكانت في اطار الحكومات ام في اطار المعارضة.
بدليل ان الجماعات التي برزت في اعقاب الجولة الاولى من الانتخابات التي تلت الانتفاضات الشعبية قد فازت لأنها قدمت برامج قائمة على الاعتدال والتعددية واحترام الحريات. والسياسات التي اتبعتها القيادة الشابة والحكيمة في الاردن على الصعيد الداخلي، وكذلك على مختلف الصعد العربية والاقليمية والاسلامية والدولية، اعطت ثمارها الايجابية للشعب الاردني، وانعكست استقرارا، ومزيدا من التلاحم في المجتمع الاردني، والتعاضد بين الشعب ومختلف الفعاليات والقيادة.

صحيح ان التطورات الدرامية في المنطقة تزيد من اعباء ومسؤوليات دول الجوار ومنها الاردن، ولكن الصحيح ايضا ان في الاردن قادة قادرة وحكيمة ومستنيرة وهي متمكنة من حمل تلك الاعباء والمسؤوليات، وهي قيادة متمثلة في شخص العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، وفي التفاف الشعب الاردني بكل توجهاته حول هذه القيادة. (الانوار)