جولة «أُخرى» من الحوار الفلسطيني/ الفلسطيني.. أي جديد؟
جفرا نيوز - محمد خروب
تلتئم في القاهرة يومي 12/ 13 الجاري, جولة جديدة من الحوار بين الفصائل الفلسطينية بين «فتح وحماس", في أجواء ومناخات مختلفة عن سلسة الحوارات السابقة التي لم تُفض الى نتيجة تُذكر, خاصّة بعد التطورات غير المسبوقة في أبعادها وتداعياتها, التي أنتجت مشهداً فلسطينياً/ إقليمياً وبما يتعدّاهما الى دولي مُختلف, وإن بدرجات متفاوتة من السابق لأوانه البناء عليها كونها لم تستقّر بعد. إن لجهة الدور الأميركي الذي تريد إدارة بايدن «لعبه» بعد حرب الـ"11» يوماً العاصفة, أم لجهة ما سيحدث في اسرائيل بعد يوم الأحد 12/6 بما هو ال?وعد الذي حُدِّد لمنح حكومة ليبيد/بينيت الثقة, وما إذا كان نتنياهو سيختار الجلوس في مقاعد المعارضة بكل ما يعنيه ذلك من احتمالات التدحرُج لفقدان سيطرته على «الليكود» وبروز مُنافس أو أكثر له على الزعامة؟ أم سيُواصل ضغوطه على الإئتلاف الجديد الهشّ/غير القابل للاستمرار, الذي وضع حدّاً لهيمنته المتواصلة على القرار في دولة العدو طوال عقد ونيّف.
حوار القاهرة الفلسطيني إن لم تُقاطعه فصائل وازنة أو يتم تأجيله، لا تبدو فرص نجاحه واردة لأسباب عديدة, ليس أقلها توسّع وتعمّق «الشرخ» بين فتح وحماس، ليس بعد إطاحة فتح/السلطة استحقاق انتخابات/23 أيار الماضي التشريعية, بذريعة رفض حكومة نتنياهو شمول القدس فيها، بل وما تلا ذلك من تراشق اعلامي حاد, وما أسهمت به معركة «سيف القدس"والهبَّة الشعبية الشاملة في فلسطين التاريخية، في رفع أسهُم حماس والفصائل المُعارضة للسلطة/ فتح, ناهيك عن العُزلة التي ظهرت عليها السلطة بعد تحوّل «الوسطاء» نحو حماس, لبحث ملفّات كانت «رام?الله» هي العنوان الوحيد لها. أضف الى ذلك ردود الفعل الغاضَبة على ما أعلنته «السلطة» من استعداد لـتشكيل حكومة «وحدة وطنية", واشتراطها التزام أطراف هذه الحكومة «قرارات الشرعية الدولية", ما عنى إعادة الاعتبار لما كانت الرباعية الدولية (إيّاها) اشترطته لـِ"الإعتراف» بحماس طرفاً في السلطة, بعد فوزها في انتخابات 2006, وهو شرط رفضته حماس, فكيف تقبله الآن, بعدما «عزّزت» الأوراق التي تتوفر بيدها وخصوصاً على الصعيد الشعبي؟.
احتمالات حدوث اختراق في جدار انعدام الثقة بين فتح وحماس تبدو مُستبعدة, خاصّة إذا ما وعندما يتم طرح موضوع «إعمار غزّة", حيث تسعى أطراف دولية/وإقليمية الى تسليمه حصراً لـ"السلطة/ فتح", ما يسحب «ورقة» مهمّة من يدي حماس, التي تجهد لاستدراج المزيد من الإعتراف الإقليمي/الدولي بها «لاعباً» لا يمكن الإستغناء عنه, وهي لن تقدّم تنازلاً كهذا, وكل ما قد تُصرُّ عليه بديلاً لطمأنة المانحين هو تشكيل «هيئة مستقلّة» تتولى الإشراف على ملف إعادة الإعمار مشفوعاً بوعد عدم التدخل فيها. أما غير ذلك فلا يقود سوى الى طريق مسدود, ل? نحسب أن أحداً قادر على إحداث كوّة فيه حتى الوسيط المصري, الذي باتت تدب في علاقته بحماس.. بعض السخونة بعد فتور وانعدام الثقة بينهما.
ماذا عن باقي ملفات الحوار وإنهاء الإنقسام؟.
لا جديد حتى على صعيد إعادة تفعيل منظمة التحرير، كملف طال الحديث – غير المجدي والجدّي – فيه, دون أن تبادر سلطة رام الله إلى خطوات عملية وجادّة تبعث بعض الحياة في"جثّة» لجنة تنفيذية لمنظمة تحرير, هي الأساس والمرجعية وصاحبة القرار في الشأن الفلسطيني, وخصوصاً في شؤون ونهج «سلطة أوسلو", التي احتكرت القرار وهمَّشت المنظمة بعد تهشيمها على النحو الذي أفقدها تأثيرها ودورها.
... يومان من حوار الطُرشان لن يُفضيا الى نتيجة تُذكر, سوى المزيد من الكلمات والخطابات والتصريحات العنترية, التي لا تُنقذ حيّ الشيخ جرَّاح وسكانه, ولا تداوي جراح ومآسي أهالي قطاع غزّة, وخصوصاً لن تكبَح الإستيطان وتغوّل التهويد والأسرَلة التي تعهّد أركان إئتلاف لبيد/بينيت/ساعر.. المُضيّ قُدماً في العمل عليه...وتعميقه.