من أوراق المئوية: الجيش العربي في مذكرات الملك المؤسس
جفرا نيوز - محمد يونس العبادي
في مذكراته «التكملة»، يفرد جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، مساحة للجيش العربي، شارحاً ظروف تأسيسه والقيم التي تكرست عليها عقائديته العسكرية.
يقول الملك المؤسس: «أحب أن أضم إلى التكملة من المذكرات هذه الكلمة عن الجيش العربي، الذي وضعت نواته في مدينة معان عام 1920م، عند وصولي إليها»، شارحاً الحالة التي كانت بقوله (طيب الله ثراه): «أن الرجالات بعدها تحيرا فوهنوا، ثم أضاعوا ما أضاعوا في ذلك الوقت»، قاصداً معركة ميسلون.
ويمضي قائلا عن نواة الجيش، بأنها كانت نواة مركبة من ضباطٍ وأفرادٍ التحقوا حمية ونخوة، «وقد جاء معي من الحجاز عدد منهم، وهم حامد بك الوادي (حامد باشا) وداود بك المدفعي وغيرهما (..) ووجدنا في معان عبدالقادر بك الجندي (عبدالقادر باشا) وغالب بك الشعلان (غالب باشا) وغيرهم ممن يبلغ عددهم خمسة وعشرين ضابطاً، وعدد أفراد هذه النواة مائتان وخمسون جندياً، تحركت من معان إلى عمّان وخلطت بالقوى السيارة التي كانت موجودة هنا، ووضع بناء هذا الجيش».
ويشرح الملك المؤسس الأوضاع السياسية مع الانتداب الفرنسي، بقوله «وعندما قضت السياسة بترك الحركات العنيفة وسلوك سياسة لينة مع فرنسا في الشام، قر القرار على أنّ يكون اسم هذا الجيش «الجيش العربي» وقد أتيحت الخدمة لكل ضابط عثماني عربي في سوريا ولبنان وفلسطين، حتى ينضم إليه وينضوي تحت لوائه».
ويمتدح الملك المؤسس تأسيس الجيش العربي، معرباً عن الاعتزاز به، قائلا» وعلي أنّ أقول الحمدلله أني نلت أكبر نصيب من التوفيق بيد هذا الجيش الذي لا يُخجل قواده، ولا يوهن أمراءه، ولا يخيب ظن قومه، ولا يتقاعس أو ينكص عن الذود عن حقوه وحقوق بلاده، فهو الشجاع المقدام، وهو المطيع المنقذ» وذلك لاستطاعه توطيد الأمن في البلاد، ولأدواره اللاحقة.
ويشير الملك المؤسس إلى أن عدداً غير يسير قد التحق بالجيش العربي من الأقطار العربية، «وقد عاد كل منهم إلى وطنه مقتبساً من أخلاقه ومستفيداً من تعليماته».
كما يمتدح الملك المؤسس أدوار الجيش العربي في حرب فلسطين عام 1948م: «إنّ حركاته بالاحتفاظ بالقدس، وبسالته في قتال الشوارع فيها.. يذكرنا بالمجاهدين الأولين بالإقدام والشهادة»، ذاكراً معاركه ».. في باب الواد واللطرون وفي المثلث والاستيلاء على مستوطنات كفار عصيون ونيفي يعقوب إلى سائر ما كان قد وقع في اللد والرملة من دفاع سرية واحدة ثماني وأربعين ساعة وهي مطوقة بلوائين يهوديين، وخروجه سالماً ووصولها بجميع لوازمها إلى أصل الجيش، «دلالة قاطعة على أنه محل مفخرة، لا للأردن وحسب، بل لكل بلدٍ عربيٍ ورجل عربي منسلخ عن?الحسد والحقد، وهو اليوم في عدده وتشكيلاته يطمئن من هو منهم».
وتمضي مفردات اعتزاز الملك المؤسس بالجيش العربي، ذلك أنه.. سيف البلاد وسياجها، ومدار اعتزازها، وصوتها وسوطها، وكيد أعدائها، وقرة عين ملكيها، وهو كلما ازداد حصن الأمن، وكلما تمرن اكتوى على تحمل المسؤولية.
هذه الكلمات تعبر عن اعتزاز عميق تأسس عليه جيشنا العربي، من قبل الملك المؤسس، الذي أرسى له عقيدة قتالية عنوانها فلسطين ومقدساتها، ووجدانها الأردن وصون ترابه والحفاظ على أمنه، وهي أدوار وقيم لا زالت حاضرة حتى اليوم.
دام الأردن الهاشمي عزيزاً بمليكه وجيشه..