بالأرقام والمخططات التفاعلية.. خسارة الاقتصاد لمئات الملايين بعد فشل جذب السائح الصيني وأوهام أرقام السياح المرتفعة


-هيئة تنشيط السياحة تمتلك مكتبين اثنين أحدهما عبر الانترنت لجذب السياح من الصين.

-إسرائيل تجتذب أعدادا مضاعفة من السياح الصينيين، بالرغم من وجود مكتب واحد فقط يمثلها في العاصمة الصينية، بكين.

- بيانات وزارة السياحة تحتسب سياحة مشكوك بأعدادها على شكل عمالة وافدة قادمة من مصر أو لاجئين قادمين من سوريا. 

- التوجه العالمي يعتمد على جذب جنسيات محددة من السياح ذات المعدل المرتفع في إنفاقها على السياحة الخارجية.


جفرا نيوز - سليمان الحراسيس

ليست قضية فساد جديدة، تحتاج إلى إرادة سياسية لفتح التحقيق بها، بل خسارة مئات الملايين سنويا لأسباب تدركها وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، وتحتم على صناع القرار إعادة النظر بالثقة الممنوحة للمؤسسات والمسؤولين في قطاع السياحة.

حققت إسرائيل في عام 2019، دخلاً سياحيا يزيد عن الدخل السياحي الأردني بأكثر من مليار دولار، بالرغم من أن الأردن حقق أفضلية بنحو مليون سائح، مما دفعنا إلى الإسراع في فتح تحقيق قائم على البيانات القادمة من وزارة السياحة الأردنية ونظيرتها الإسرائيلية، واكتشاف موطن الخلل في استراتيجيات السياحة الأردنية.

نتناول في التحقيق القائم على البيانات، قضية السائح الصيني الذي تتنافس على جذبه دول العالم، وضعف قدرة وزارة السياحة الأردنية وأذرعها في جذبه، وتجيب على أسئلة تدور حول الأسباب التي حققت  من خلالها إسرائيل تفوقا في الدخل السياحي، وحقيقة النجاح "المزعوم" في رفع أعداد السياح القادمين إلى المملكة.

تشير الخرائط أدناه إلى أعداد أكثر 10 جنسيات زارت الأردن وإسرائيل عام 2019، وهو العام الذي أحتفل فيه الأردن بزيارة أكثر من مليون سائح للمدينة الوردية.

من الخرائط يلاحظ أن اسرائيل تجذب سياحا حقيقيين من قارات مختلفة ، في المقابل نجد أن الأردن يستقبل سياحة مزيفة على شكل عمالة وافدة ولاجئين، من سوريا ومصر ودول أخرى،والتي يمكن التأكد منها بالتفاعل المباشر مع الخريطة،حيث يمثل حجم الخطوط باللون الأبيض أعداد السياح القادمين إلى المملكة ومناطقهم.

وإذا ما انتقلنا إلى معيار معدل إنفاق السياح، فنجد أن إسرائيل تسبقنا بخطوات كثيرة في هذا الجانب،يبدأ خبير اقتصادي إسرائيلي يدعى يائير كراوس حديثه لصحيفة إسرائيلية بالقول :"السائح الأجنبي في إسرائيل ينفق في المتوسط اليومي 150 دولارا، لكن السائح الصيني ينفق أكثر من 250 دولارا، ما يجعل الاقتصاد الإسرائيلي يعقد الآمال كثيرا على السياحة الصينية، فهم يشترون منتجات البحر الميت، والمجوهرات، والنبيذ".

وبالذهاب مباشرة إلى بيانات مقارنة أعداد السياح الصينيين القادمين إلى كل من الأردن وإسرائيل، نجد أن الأخيرة تضاعف حصتها من السياح الصينيين سنويا.

وماذا يمكن أن تكون تبريرات هيئة تنشيط السياحة، إذا كانت إسرائيل تمتلك مكتب واحد فقط في الصين لجذب السياح ، في المقابل توظف الهيئة مكتبين إثنين أحدهما عبر الأنترنت ؟.

يطفو على السطح سؤال تشكل إجابته صدمة لآلاف العاملين والمستثمرين في قطاع السياحة ، الفنادق والمطاعم وغيرها، خلال السنوات الماضية كم خسر الأردن نتيجة فشله في جذب أعداد مقاربة من السياح الصييين الذين زاروا إسرائيل ؟

يجيب المخطط التالي على هذا السؤال،إذا علمنا أن متوسط إنفاق السائح الصيني يبلغ 4 آلاف دولار في كل جولة سياحية خارج بلاده وفق مجلة "فيزا" العالمية المعنية بشؤون السياحة.

ويلاحظ أنه وفي عام 2019 حققت اسرائيل نحو 600 مليون دولار من السياحة الصينية، فيما حقق الأردن 136 مليون دولار فقط، في حال كان جميع السياح الصينيين قادمين إلى الأردن من الصين وليس من إسرائيل ، التي تضع البتراء ضمن برامجها السياحية.


 

المصادر :
بيانات وزارة السياحة الأردنية والإسرائيلية
بيانات مجلة "فيزا" العالمية
بيانات نصية من موقع هيئة تنشيط السياحة