من النفق أضاءوا السما
أولاً: توجيه ضربات صاروخية لمواقع إسرائيلية حققت نتائج معنوية هزت المجتمع الإسرائيلي ودفعته مرغما نحو الملاجئ، وإن كانت خسائرهم المادية متواضعة.
ثانياً: لم تتمكن ضربات جيش المستعمرة المنظمة المركزة اصطياد قيادات من الصف الأول السياسي أو العسكري واغتيالها، بإستثناء شخصية قيادية وعدد محدود من القيادات الميدانية .
صحيح أن خسائر شعبنا الفلسطيني من أهالي غزة كانت جسيمة سواء من أرواح المواطنين الأبرياء، أو من الممتلكات المدنية، وهم دائماً يدفعون الثمن، أمام هجمات المستعمرة :2009، 2012، 2014، و لكن نهاياتها كانت اتفاقات التهدئة الأمنية، وقبول قانون المستعمرة : الهدوء مقابل الهدوء!!.
هل ستتغير النتائج لهذه الدورة الرابعة من الاعتداءات الإسرائيلية، والمواجهات، والخراب والدمار؟؟ هل غيرت الإنجازات العسكرية المتمثلة بالصواريخ الفلسطينية وفشل جيش الاحتلال من اغتيال قيادات فلسطينية؟؟.
هل غيرت قواعد الاشتباك؟؟ هل عدلت موازين القوى؟؟ هل ستفرض نتائجها غير قانون الهدوء مقابل الهدوء المتمثل كما كان باتفاقات التهدئة؟؟.
لهذا الوقت لم يطرأ أي جديد على : 1- اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى، 2- العمل على إخلاء حي البستان وبطن الهوى في سلوان، 3- تطويق حي الشيخ جراح بهدف عزلة تمهيداً لإخلاء سكانه تعسفاً وبالقوة، أي أن إجراءات التغيير السكاني للقدس جارية على طريق الأسرلة والعبرنة والتهويد، وأن معركة غزة التي انفجرت من أجل القدس لم تحقق ما هو مطلوب من أجل القدس، أو فك الحصار عن أهل غزة المعذبين.
قرار وقف إطلاق النار فرضته الإدارة الأميركية بوساطة مصرية،و القاهرة تعمل من أجل التوصل إلى ما يسمى هدوء دائم و هدنة طويلة !!.
وحصيلة ذلك يفرض السؤال الجوهري نفسه وهو : هل تسمح المعطيات الإقليمية والدولية لحركة حماس جني ثمار ما حقتته في أن تكون البديل التفاوض؟؟ أو الشريك على الطاولة؟؟ أو الطرف الفلسطيني المقرر؟؟ أم أن نتائج الدورات السابقة 2009، 2012، 2014، هي التي ستبقى لتكون نتائج 2021 كما كانت اتفاق تهدئة وهدوء مقابل هدوء؟؟.
زيارة الوزير الأميركي بلنكين، للمستعمرة وفلسطين ومصر والأردن، هي العنوان، هي الخطة، هي الخارطة لما هو مطلوب اميركياً بهدف إحباط أي نتائج سياسية يمكن أن تشكل مكاسب حقيقية للشعب الفلسطيني ثمناً لتضحياته على طريق حرية وطنه واستقلاله.
الفلسطينيون ومن معهم سيعملوا على انتزاع ما يمكن انتزاعه، ولكن المعطيات الإقليمية والدولية مازالت لا تصب في صالح رجحان كفتهم، والسبب الأول يعود لحالة التمزق الذاتي المرضي الذي يواجههم:1 _ غياب الوحدة في صفوف حركة فتح المؤدي لضعفها، 2-الانقسام بين فتح وحماس، بين الضفة والقطاع، 3- الانقسام بين صفوف الحركة السياسية الفلسطينية وأحزابها في مناطق 48، والادعاء الكاذب من قبل كل طرف أنه على صواب والأخر وقع في براثن صهيونية نتنياهو وألاعيبه.
تضحيات الشعب الفلسطيني ستبقى كما هي بلا نتائج عملية ملموسة سياسيا في مواجهة المستعمرة، لأن الانقسامات غير البريئة هي التي تهضم تضحياتهم، والخطوة الأولى والطريق الوحيد كي تكون هذه التضحيات وهذه الإنجازات ذات جدوى هي الشراكة والوحدة، فهل يفهمون؟؟ هل يفعلون؟؟.