لا شيء في جُعبة «بلينكن»....هل تذكُرون «جُهود» جون كيري؟

جفرا نيوز - محمد خروب

ثمة مَن لا يزالون أسرى الوَهم بأن إدارة بايدن «راغِبة» بإحداث إختراق جديّ/جوهري على صعيد المسألة الفلسطينية, إستنادا الى تصريحات وأقوال ادلى بها بايدن وفريق حملته الإنتخابية, كما عند دخوله البيت الأبيض واكتمال توزيع المناصب/المهمات عليهم, خصوصا تكرارهم عبارة/لازِمة..أن السبيل «الوحيد لإنهاء الصراع يكمن في...حلّ الدولتين", دونما تحديد لجدول زمني/خريطة طريق ولا حتى تعيين مبعوث أميركي للشرق الأوسط/عملية السلام, على ما فعل اوباما, بل إن ترمب المُهرّج/رئيس الصدفة أوكَل المُهمة لـِ"ثُلّة» من الصبيان, على رأسهم صِهره كوشنر وجرينبلاط وديفيد فريدمان سفيره المُستوطِن الصهيوني وثلاثتهم من اليهود, تماما كما معظم بل أغلبية فريق بايدن الحالي يهوداً مُتصهينين..أيضا.

وحتى لا يذهبن أحد بعيداً الى استنتاجات مُتسرِعة تتكئء على سيل لم يتوقف من تصريحات داعمة لحل الدولتين, الذي صدع بايدن وفرقه رؤوسنا بالحديث عنه، فإن الحيوي هنا التذكير بـ"الجهود» المُكثفة والرحلات الملوكية لوزير خارجية أوباما/بايدن في ولايته الثانية(بعد هيلاري كلينتون) وهو السناتور جون كيري طوال أربع سنوات(2013/2017) قضاها في موقعه, لكن النتيجة كان صفراً مُكعباً الى أن أهال ترمب التراب على عهد أوباما/بايدن, شاقا طريقاً خاصاً به اتّسم بعناق لم ينتهِ مع المشروع الصهيوني/الإستيطاني/العنصري/الإحلالي, مُكتفياً ببذل وعود «اقتصادية» ووظائف للفلسطينيين, مقابل تخليهم عن وطنهم وتمكين اسرائيل من بناء دولة يهودية خالصة لا يكون لفلسطينيي الداخل اي مكانة أو دور أو حقوق ما بالك «سكان» الضفة والقطاع, حيث الأخير «صُمِّم كمشروع دويلة فلسطينية تقضِم من سيناء المصرية بضع مئات ألوف الدونمات, ليقال للعالم ها دولة فلسطينية قامت، بمساعدة/مباركة بعض العرب الذين استقالوا عن عروبتهم, وباتوا أصدقاء/حلفاء/شركاء لإسرائيل.

لا يختلف خطاب بايدن عن الذي تبنّاه ترمب سوى في همروجة «تمسّكه» بحل الدولتين, فيما موقفه من اسرائيل يتطابق/يتماهى مع ترمب واستراتيجيته الداعمة بلا حدود للمشروع الصهيوني والتصريحات كما الأفعال تؤكد ذلك وتكشفه.

هبوط بلينكن لأول مرّة في مطار اللد في مستهل جولته الشرق أوسطية (الأولى أيضاً) ليس عفوياً بل يستبطن رسالة لمن يعنيهم الأمر, وهو ما كشفه مسؤول أميركي رفيع بقوله: ذلك «لإبداء دعمنا الراسخ لأمن اسرائيل", ما يعني أنهم يوافقون تل أبيب مَزاعمها بأن أمنها «مُهدّد", وأنها تحارب الإرهاب وتمارس حق الدفاع عن نفسها, وهو ما كرّره بايدن/بلينكن/جاك سُليفان, فضلاً عن إعادة المسؤول الأميركي الرفيع إياه, التأكيد على أن أولويات الإدارة الأميركية وقبل أي شيء آخر «الحرص على صمود وقف النار, لافتا أن «كل تطلّع الى ما هو أبعَد من ذلك..."سايق لأوانه». ما يؤكد «تأكيد» إدارة بايدن المُبكر: بأنها لا تعتزم الإنخراط في عملية سلام «غير قائمة» بين الإسرائيليين/والفلسطينيين.. لأن فرص إحيائها «ضئيلة».

ليس ثمّة حاجة لمواصلة بيع الأوهام والإيحاء بأن بلينكن يحمل في جعبته حلولاً سِحرية, وأنه ورئيسه يعتزمان وضع حد لبناء المستوطنات ووقف تهويد القدس وإفراغها من فلسطينييها, والضغط لوقف القمع والتنكيل والفصل العنصري.

لن يألو بلينكن جهداً لزرع المزيد من الصدع وتكريس الإنقسام بين سلطة رام الله وفصائل غزّة (حماس/الجهاد) وهو سيركز على حكاية إعماده إعمار (لم ولن يكتمل) لإعادة تأهيل السلطة, وإيجاد دور لها في القطاع بغية تقريب موعد الصدام بينهما واستبعاد حماس عن أي دور لكل ما يحدث في غزّة, على ما قال دينيس روس مؤخّراً:ان طرفاً ربما يكون المصريين وغيرهم, سيتعيّن أن يكون له وجود فعلي في غزّة, لـِ"تفقّد السِلع المستورَدة...ومُراقبة استخدامها».