إدفنوا شهداءَكم..... إنهضوا وتَيقّظوا

جفرا نيوز - محمد خروب
فيما يتواصَل في قطاع غزة إنتشال المزيد من الشهداء الأطفال والنساء والمُسِنّين,وعائلات بأكملها ما تزال تحت الأنقاض بـ"فضل» آلة القتل الفاشية/الصهيونية, وتُشيّع الضفة الغربية المحتلة كما الداخل الفلسطيني شبابهما الذين ارتقوا برصاص الجيش النازي/الصهيوني ومُستوطنيه...تلوح في الأفق نُذر مُواجهة «سياسية» لا تقِلّ ضراوة و «خطورة» عن المواجهة العسكرية التي خضعت مؤخراً لتفاهم «غير مشروط» لوقف النار، بدأت تسريبات «مُقلقة» تهطل بتسارع وفق سيناريوهات مقصودة, تعكس من بين أمور أخرى رغبة العدو الصهيوني/العنصري حثّ معسكر حلفائه ورهط المتصهينين/المُطبعين/المُتأسرلين تطويق ذيول ما حدث طوال شهر رمضان واشتعال جبهة غزة العسكرية, وخصوصاً التطور الأبرز غير المتوقع صهيونياً, استعادة شعب فلسطين التاريخية وحدته المعمّدة بالدم والصمود, وخصوصاً تحرّره من «تراث صهيوني» مقيم سبعة عقود, قائم على القمع والإضطهاد والتنكيل والقتل وطمس الرواية الفلسطينية, خاصة استهداف الهوية الفلسطينية محاولاً شطبها وإدخالها دائرة النسيان.

لن يكون مفاجئاً تصدّي الرئيس الأميركي شخصيا لتدشين مرحلة مُتجددة من الدبلوماسية الأميركية المنافقة, واظبت واشنطن الجمهورية وخصوصاً الديمقراطية احتكارها, عبر الوصف المُضلّل الذي خلعته على نفسها بأنها «وسيط نزيه» بين الفلسطينيين/منظمة التحرير/ سلطة أوسلو وتل أبيب, منذ استضافت حديقة الورود بالبيت الأبيض حفل توقيع «أوسلو» الذي ذهب الى الأرشيف الصهيوامبريالي مباشرة بعد توقيعه. ليس فقط في تجسيد حلماً صهيونياً قديماً ينهض على مبدأ «حركة بيتار» التنقيحية/الصهيونية وأدبيات قائدها/مؤسسها جابوتنسكي, وإنما أيضاً لأن «مُمثلي» الشعب الفلسطيني «بصموا» بحق «اليهود» في الأرض التوراتية المزعومة.

حملة تقويض الإنجازات الميدانية ودلالاتها السياسية, التي كرّستها انتفاضة القدس ويوميات «حرب» سيف القدس, بدأت للتوّ وبزخم يحمل عناوين مُضلِّلة تتحدث عن «سخاء» غير مسبوق في تبرّعات لإعادة إعمار غزّة –وهو إعمار بُدِء به فإنه لن ينتهي في عقود– مشروط بالطبع بعدم إعادة بناء ترسانة الفصائل الفلسطينية المقاتِلة في غزّة, والتي ستكون تحت أعين جواسيس تل أبيب وواشنطن وحلف الأطلسي ورهط المُتأسرلين/المُتصهينين/والمطبعين. الأمر الذي سيُغني إسرائيل عن حرب يستعد لها جيش النازي وأذرعته المختلفة.

ليست قراءة سوداوية تذهب بعيداً في التشكيك بـ"نِيّات» بعض الدول ومحاولاتها وقف حرب الإبادة التي قادها نتنياهو وجنرالاته, بل تذكير بالكيفية التي ضيّعت فيه قوى/فصائل/سلطة فلسطينية المزيد من أرصدة/أوراق توفرت عليها بعد عدّة حروب وانتفاضات أطلقها الشعب الفلسطيني, ولم يستطيع «مُفاوضو» نظرية «الحياة مفاوضات» تحقيق انجاز ميداني/سياسي/ معنوي/ حقوقي على أي صعيد وضمن أي مستوى، ما أسهم في مزيد من استهانة واستخفاف العدو بالمفاوضين الفلسطينيين وسلطتهم, التي لم تتخلّ عن التنسيق الأمني حتى في أحلك الظروف وحروب التصفية والإغتيالات والإجتياحات والتدمير والإستيطان والتهويد والأَسرَلة.

ليس مهماً مُواصلة هؤلاء التلويح بالمحكمة الجنائية الدولية, وإطلاق مزيد الخطابات والتصريحات الخُلّبِيّة عن إنهاء الإنقسام واستعادة الوحدة. فإن غابت ترجمة هذه الأقوال الى أفعال عندما كان الدم الفلسطيني يراق على مختلف بقاع الديار الفلسطينية، فكيف يمكن تحقيقه بعودة هؤلاء الى متاهة «حل الدولتين» واسطوانة الإعتراف باسرائيل «دولة يهودية مستقلة", دونما تحديد أو تعريف لما يوصف بالدولة الفلسطينية المُتوَهّمة, بلا سيادة لها ورفض صهيوني للإعتراف بها والتسليم بقيامها؟.