بلطجة الاعلام الرسمي

جفرا نيوز - خاص ها هو الاعلام الرسمي  ينحدر إلى خانة تصفية الحسابات والحملات الانتقامية لصالح الحكومة ممثلة برئيسها والناطق الرسمي ، في تمثيلية مكشوفة تستكمل حلقات التآمر على شخصيات ورموز الوطن ، لخلق صدام مع العشائر الاردنية والايحاء بان الاردنيين لا يريدون مكافحة الفساد ، واخفاء عجز الحكومة عن اداء دورها  المطلوب .

المسؤول الذي يقف وراء الاعلام الرسمي نفث المزيد من سمومه العتيقة  على شاشة التلفزيون الاردني في برنامج ستون دقيقة باستضافة رمزين من رموز فشل مجلس النواب للتحدث حول ما يدعى قضية الكازينو دفاعا عن موقف الحكومة ، وباسلوب رخيص وموجه لدعم رواية عون الخصاونة في استهداف شخص معروف اليخيت رئيس وزراء المملكة الاردنية الهاشمية السابق .

انها زعرنة اعلامية رسمية بامتياز ، وتناقض واضح  لدى الحكومة    بعد اقل من اربع وعشرين ساعة  على تصريح الناطق الرسمي  الذي نفى فيه اي علاقة للحكومة باعادة تحويل ما يدعى بملف الكازينو إلى مجلس النواب ،رغم تصويت المجلس ذاته عليه قبل اشهر ، وكأن الشعب الاردني لا يعلم بان الناطق يرأس مجلس ادارة  مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ، أو لا يعلم بان مدير هذه المؤسسة الذي عين قبل مدة قصيرة مغلوب على امره ، او لا يعلم بان مذيعة البرنامج ومعديه لا يملكون من امرهم شيئا .

نعم بلطجة اعلامية رسمية  تتفق مع اسلوب الناطق الرسمي في التعامل مع احداث كثيرة جرت على ساحة الوطن ، ابرزها خلافه مع مجلس النواب قبل اسابيع الذي كاد ان يطيح به ، فلجأ إلى ثلة من الصحفيين  يتسول وقوفهم إلى جانبه ،  ثم عاد وانقلب عليهم بالاعلان عن النية لاتخاذ تدابير تقيد حرية الصحافة الالكترونية .

وما حلقة ستون دقيقة  حول الكازينو الا اغتيال لمهنية التلفزيون الاردني ،  باستضافة صديق الرئيس المقرب النائب مجحم الصقور ، الناقم على معروف البخيت منذ  حكومته السابقة  كونه لم يتدخل لصالح سعادته   في قضية تورط انتحال نجله الاول   صفة نجله الثاني  اثناء  تقديم  امتحان الثانوية العامة ، اما النائب الاخر وصفي السرحان ، فهو وبرغم احترامنا الشخصي له  احد عرابي  واقعة الـ (111) نائبا ، التي اعادت  التصويت لاعطاء ثقة المجلس النيابي الحالي  بسمير الرفاعي قبل ان يطيح به الحراك  الشعبي ،  وهو من النواب الذين صوتوا لاتهام البخيت بعد ذلك لتبيض صفحتهم امام الاردنيين الغاضبين من ادائهم المخيب للآمال .

فأين المهنية  ؟وأين توازن الرسالة المرجو من اللقاء ؟واين الرأي  الاخر يا راكان ؟  واين حيادية الحكومة ؟

إن الغاية مما تقوم به الحكومة واضحة ولا لبس فيها  ، وعبر عنها النائب وصفي السرحان  بعقله الباطن وزلة لسانه حين صرح اثناء اللقاء بان مجلس النواب سيحتاج إلى وقت لنقاش موضوع ما يسمى بقضية الكازينو  ، وهذا البيت القصيد ، لان عون الخصاونة يسعي لاستخادم هذه الورقة للضغط على صاحب الامر والنهي ،  من خلال التشويش على ماراثون اقرار قانون الانتخاب الجديد الذي اكد جلالته ضرورة الانتهاء منه في اسرع وقت ممكن ، وإلا سيضطر إلى استخدام صلاحياته الدستورية .

لقد فهم الاردنيون رسالة جلالة الملك واصراره على اجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية العام الحالي وعزمه على دفع مسيرة الاصلاح وتعزيز الحياة الديموقراطية واصلاح الخلل الذي اعترى اسلوب اجراء الانتخابات النيابية الاخيرة وأدى إلى افراز مجلس نيابي غير مرضي عن غالبيته من قبل الاردنيين .

ولا يخفى على الاردنيين ايضا ان الانتهاء من تشريع قانون الانتخاب سيعني حل المجلس واستقالة الحكومة بموجب التعديل الدستوري ، وقد عبر الخصاونة غير مرة عن امتعاضه وتململه من هذا الاستحقاق الذي سينهي ولايته قريبا .

حقا انها زعرنة  اعلامية رسمية تخدم غزلا مقرفا  طرأ  بين الحكومة الآيلة للسقوط وبين  نواب يرفضون الاقرار بالامر الواقع ، ويقوده  مسؤول في هذه الحكومة  انتقاما لنفسه  من معروف البخيت الذي رفض  طلبا شفويا منه لتعينه وزيرا في الحكومة السابقة ، بل اسمعه البخيت  كلاما وضعه عند حده عندما قال له بانه قد دخل "سن اليأس السياسي" .

لم يعد امام عون الخصاونة  وحكومته غير  هذه الالاعيب لكسب الوقت ، لكنها لعبة خطيرة تقترب من الخطوط الحمر ، وحدود صلاحيات صاحب الامر والنهي ، لتغيير المناخ العام وافساح المجال لمسرحية  النواب والكازينو ، وجذب انتباه الرأي العام بعيدا عن استحقاق انهاء قانون الانتخاب وبعيدا عن القضايا الملتهبة الاخرى ، كزيادة تعرفة  الكهرباء .

ولا شك بان ممارسة الخصاونة الضغوط   لتحويل ملف ما يدعى بقضية الكازينو من جديد خطأ جسيم ورسالة خاطئة  ستودي بحكومته ، إذ يحاول اعاقة برنامج الاصلاح السياسي لمجرد كسب الوقت في الدوار الرابع  من خلال التشكيك بالرجل الذي اختاره جلالة الملك لولاية ثانية لشق طريق الاصلاح واجراء الحوار الوطني وتعديل الدستور ، وتقديمه قربانا لشعبية الحكومة .

نقول لعون الخصاونة وأذرعه  كفاكم لعبا بمصائر الناس وسمعتهم للبقاء في المنصب ، فالاردنيون يسيرون  خلف جلالة الملك ولا يرون اي داع لتاجيل استحقاق الانتخابات التشريعية ، بل يرون فيه محاولة استقواء  تدغدغ مطامع بعض النواب ، وتخدم رهان المعارضة الاسلاموية على  الظروف الاقليمية وعدم اهتمامها بالاستعجال في اجراء الانتخابات قبل معرفة نتائج التطورات المحيطة بنا .

إن برنامج ستون دقيقة تحول مؤخرا إلى مسرح دمى ، اوغلت الحكومة يدها في حلوقها  إذ خدمت مصالحها الصغيرة ، لتعرضها على الشاشة الوطنية لتنفيذ مآربها المشبوهة ، ولابد من ردع ظاهرة  (خصونة) الاعلام الرسمي ، وبخاصة التلفزيون الاردني ، الذي عاد بلا ألوان  وبلا طعم ، وانما برائحة كريهة تعبر عن انتهازية رخيصة تخدم حسابات آنية صغير ، ستزول بعد زوال هذه الوزارة  في وقت قريب .

لقد شاهدت حلقة برنامج ستون دقيقة مساء الثاني من آذار  ، لاعرف ما يجري ، لكنني شعرت بالاسف والحيف والنفور من تلفزيوننا الرسمي ، فقلبت بين القنوات الفضائية  إلى ان استقر اختياري على قناة مصرية تستضيف الشاعر العربي الكبير (احمد فؤاد نجم) متحدثا عن اعماله الممنوعة قبل اكثر من ثلاثين عاما فالهب الروح  بقصيدة قال فيها باللهجة المصرية  :

قول ياعم الشيخ إمام ، ما احنا قلنا من البداية وانتوا عارفين الختام ،والمجال فيه الف قاضي ، كل قاضي وله مرام ، والشهود نسيو الشهادة ، والقضية والكلام ،والقفص لمِّ الضحايا  والهلالي لما قام ، قلّعوه روب المُحامي ، لبّسوه توب الاتهام ، والنيابه  عالغلابة  ، طبقت بند اللجام ، يا سلاملم  يا سلام والوطن عايش آلام ، والإذاعة مستباعة.. شوف يا عم الشيخ امام ، عالهيافة في الكلام ، خِلَقْ فاضية وعامله قاضية وهي موضع الاتهام ...