الاشتباكات كما ترى من العمق

جفرا نيوز - بقلم الدكتور حازم قشوع - يقال انه لا معنى لاية معركة دون نقاط استهداف محددة يمكن تحقيقها ونتائج سياسية يمكن البناء عليها ، فالمعركة لن تكون ذات جدوى دون تحقيق مضامين ملوسة او كامنة ، فمهما تعددت الادوات المستخدمة او تباينت الوسائل المتبعة فيجب ان تصب فى خدمة نقاط الاستهداف المراد تحقيقها ،فان خير الوسائل هى تلك الوسائل التى تحقق جزءا او اجزاء من نقاط الاستهداف من دون الزج او المغامرة بالموارد الاستراتيجية فى مغبة مخاطر المعركة لذا كانت الخارطة فى رقعة الشطرح تعمل ضمن قواعد لا يجوز فيها تحريك الوزير دون تحرك الجندى فى الخطوة الاولى ، فان للسياسة قواعد من ابرز قواعدها كيفية الحركة ومن اهم ضوابطها كيفية بناء الهجمة ، فليس كل من يجيد اللعب يجيد قيادة الهجمة واستخلاص نتائج .

وكما ان على الراعى لعملية تسيير مداخل ومخارج المشهد العام تقع مسئولية وواجب حيث يكمن الالتزام فى تنفيذ رؤيتة والتزاماتة فى ضبط الايقاع العام حتى يكون معلوم اولا عند الاطراف المشتبكة سياسيا وميدانيا مساحات الاشتباك المسموح بها والوسائل التى يمكن استخدامها للوصول الى واقع جديد ترضاه الاطراف المشتبكة وتقبله الروافد المتداخلة وتقره الدول الراعية فان وجود رؤية ملزمة ومقبولة للحل امر واجب تقتضية اشتراطات النجاح وتحدده عنوان بوصلة الاتجاه والا فان شيكات الوعود ستبقى دون بنك تصرفة وستبقى الاشتباك قائمة دون وجود مساحات محددة للعمل ووسائل تضبط السياق العام لقواعد الاشتباك ومخرجاته وكما ستبقى المشهد العام يدور فى حلقة مفرغة غير قادرة على تحقيق نتائج مفيدة .

فاذا كانت نقاط الاستهداف يمكن الوصول اليها سلميا كونها تندرج فى الاطار السياسي الذى بحاجة الى وسائل سلمية ودبلوماسية وتعاطف دولى فان العمل على استخدام وسائل العنف قد لا تكون مناسبة للوصول للاهداف المراد تحقيقها فان المناخ السائد لا يقوم على تغيير منظومة العمل بل على اصلاحها فقط وبرنامج اصلاح الادوات مغاير على طبيعة الادوات المسخدمة فى نماذج الغيير فلا اسرائيل قادرة على الوصول النقطة الصفرية ولا المقاومة قادرة على الوصول الى ذات النقطة والكل يعمل ضمن مساحات ميدانية معلومة ومعروفة النتائج حتى لو لم تعلن فان تيار عدم القبول بالاخر الذى يتزعمة نتياهو وهو تيار بات غير مقبول وادواته غير صالحة لبيئة العمل فإما ان يقوم باعادة تاهيل ذاتة وسياساته وبرنامج عمله والا فان تقليمه بات واجبا ان لم يكن فى هذه المعركة ففى المعركة القادمة وهى ارضية العمل الجديدة التى يتم تداولها فى اروقة بيت القرار الاممى لاعادة ترتيب مركز الحضارة البشرية وعنوانها التى تشكل القدس رمزيتها .

وعلى الراعى الرسمي فى المشهد العام ان يعمل على وقف حالة التدهور والانزلاق فى المنطقة الى حافة الهاوية ، وعلية يكمن واجب التهدئة وتحديد مسارات الاشتباك السياسي وتنظيم وسائل الاستخدام للقوة والتى يتم استخدمها من قبل قوات تل ابيب بطريقة مفرطة وغير مقبولة كونها تستهدف المدنيين وتتعامل مع مجتمع شبه اعزل زمع ذلك يتم استخدام القوة بطريقة مفرطة ومبالغ فيها حتى انها كونت مناخ ارهابية باتت تخيم على مجريات الاحداث وكما على الصورة الكلية للمشهد العام وهذا امر لم يعد مقبولا بل مرفوضا ويستوجب ادانته.

لذا كان العمل لايجاد مساحات عمل تفضى الى تحقيق نتائج يراد تحقيقها بحاجة الى اعادة تشكيل فريق العمل بما يمكنه ان يوظف فى خدمة ما يراد تكوينه وهذا ما يتم ترسيمه فى المشهد العام كما يصف ذلك بعض السياسيين فان مقياس بدلة المشهد التى يستوجب ارتدائها هو 54 ويجب على الاطراف من ارتدائها حتى لو كانت احجامهم من قياس 60 فان للمشهد قياسا يجب ان يتم التاهيل عليه وعلى مناخاته حتى يتم احتساب للاطراف المشاركة نتائجها، والا ستكون اهدافهم تسجل خارج موعد المبارة وهذا ما يعمل عليه وما يتم تسويته ميدانيا وسياسيا حتى يتم اقرار الاستخلاصات وليس النتائج .