رد الحكومة،،
جفرا نيوز - د. ضيف الله الحديثات
جلالة الملك والحكومة والنواب والمواطن الاردني، في خندق واحد للدفاع عن فلسطين وأهلها الصابرين المرابطين على أرضهم، هذه الصورة تتجسد في كل لحظة وفي كل قرية ومدينة.
حالة التوافق التي نعيشها في الأردن زادت وارتفعت وتيرتها، بعد العدوان الأخير على شعبنا الأعزل، حيث الغضب والاستهجان والاستنكار لما ترتكبه إسرائيل، من جرائم حرب ومحاولة اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بالطرد وتسمين المستوطنات .
حالة الانسجام في المواقف، تجلت تحت القبة، وأثناء مناقشة مجلس النواب الأردني، أمس الأول للعدوان الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة.
حديث النواب يحمل في طياته الكثير من معاني الرجولة والوفاء لالتزاماتنا التاريخية، تجاه الشعب الفلسطيني البطل، وينسجم مع مواقف الدولة الأردنية الهاشمية، والتي ما توانت يوما عن نصرة الأشقاء العرب بشكل عام وغرب النهر بشكل خاص .
اللافت في المناقشات والمداولات، رد رئيس الوزراء بشر الخصاونة على كلمات النواب، حيث بدأ عفويا واثقا من نفسه وطرحه ومنطقه، لخص الموقف الأردني الرسمي مما يجري في فلسطين، خاطب العقل والضمير والمنطق في كلمات قليلة مؤثرة، ذكرنا انه لا توجد عائلة ليس لها شهيد أو أكثر سقطوا في الدفاع عن القدس وأهلها.
وتاكيده على دور القيادة الهاشمية والشعب الاردني في دعم ونصرة الأخوة وحقهم في اقامة دولتهم كاملة السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧م وعاصمتهم القدس الشرقية، وعلى دعمنا المادي والمعنوي غير المحدود للأشقاء لثبيتهم في أرضهم وحماية المقدسات.
اما تركيز النواب تحت القبة على إلغاء الاتفاقيات مع إسرائيل وطرد سفيرها، له ما يبرره، لكن على الحكومة عمل توازن وعدم إغلاق جميع المنافذ وشرايين الحياة عن الشعب الفلسطيني، من خلال قطع العلاقات التي من خلالها نستطيع إيصال كافة أشكال الدعم والمساندة لهم.
فالمساعدات الطبية لا يمكن حرمان أهلنا في الضفة والقطاع منها وإذا نظرنا إلى المستشفى الميداني الاردني في غزة والذي يعمل بكل طاقته لإنقاذ حياة المصابين ومداواة جراحهم، وإبقاء بعض الخطوط الدبلوماسية مفتوحة مع العدو يعني الاردن بين خيارات أحلاها مرّ .
رغم هذا وذاك فإن حديث الرئيس الخصاونة مفعم بالتحدي والصلابة، ويشعرنا أن طرد السفير وارد جدا، لكن أي خطوة عند الأقدام عليها يجب اخضاعها للمنطق والمصلحة الوطنية الاردنية العليا، والقرار ياتي بعد دراسة وافية، فالاردن دولة تعمل للسلام والكرامة والمحافظة على المقدسات ونصرة الأشقاء العرب، ونحن لم يقدم احد اكثر منا لفلسطين رغم شح الإمكانيات حيث حوصرنا ودفعنا ثمن مواقفنا السياسية البطولية.
فالاردن القوي المنسجم، هو الذي يحافظ على هامش ومساحة يتحرك فيها في اللحظات الحرجة، بعيدا عن الانفعالات والشعارات الزائفة حيث يكون قادر على القيام بدوره الطليعي المعهود من خلال إبقاء بعض الأبواب مفتوحة .
لذا فإن الجميع معني بأن الخطوات التي يجب أن تتخذها الحكومة، تراعي المصالح العليا للدولة وتدعم الأشقاء فالاردن القوي هو القادر على ضبط النفس وحسن التعامل في الأوقات الصعبة .