لماذا تمثل الانتفاضة الفلسطينية الجديدة مصلحة أردنية خالصة

جفرا نيوز – خاص 

قبل أشهر قليلة فقط كان الجو العام في الأردن مشحوناً بالقلق والتوتر مما سمي صفقة القرن التي كانت تستهدف وجود الأردن وأمنه وسيادته على نحو غير مسبوق طوال سنوات مضت.

وقتها استخدم الأردن الدبلوماسي كل ما يملك من أدوات لوقف هذا المخطط الذي بدا وكأنه أقرب للتحقق على ارض الواقع، بحيث فقد كثيرون الأمل وبدا أن الأمور تتجه اما نحو صدام عسكري ولو محدود مع إسرائيل أو على الأقل اشتباك دبلوماسي خشن يتمثل بإلغاء اتفاقية وادي عربية وطرد السفير الإسرائيلي.

ويومها استخدم جلالة الملك لغة تهديد غير مسبوقة لإسرائيل، ووصف مراقبون كثيرون ما يحدث بأن طبول الحرب تقرع في المنطقة.

تكالبت إدارة نتنياهو وتواصلت استفزازاتها للأردن عبر محاولة تغيير الوضع القائم في القدس والعبث بالوصاية الهاشمية، وضم الاغوار فضلا عن محاولة الاستيلاء على حي الشيخ جراح.

اليوم يبدو نتنياهو غريم الأردن أقرب الى الرحيل والسجن وفقدان كل فرصه بتشكيل حكومة جديدة فضلا عن هزيمته امام المقاومة.

كل ما يحدث اليوم في فلسطين رغم بشاعته وكلفته البشرية والسياسية يشكل مصلحة أردنية خالصة، اذ اعادت صواريخ المقاومة في غزة ألق القضية الفلسطينية مجددا واهتمام العالمين العربي والإسلامي بعد ان كانت الأردن وحدها تقارع الاحتلال واساليبه الالتفافية لابتلاع ما تبقى من الأرض الفلسطينية.

واليوم يمكن القول أن مشروع صفقة القرن وكل مشاريه التسوية على حساب الأردن وامنه واستقراره وسيادته ذهبت الى غير رجعة.
واليوم أيضا بات الأردن يمتلك أوراق ضغط كثيرة وكثيفة لا حدود لها لم يستخدم بعد أيا منها كالغاء وادي عربة واتفاقية الغاز وطرد السفير وجعل أطول حدود مع الاحتلال شرعة للتهديد اليومي لأمن إسرائيل بعد ان تغافلت عن حالات تسلل متعددة لتوجيه رسالة أمنية للإسرائيليين.
ما يحدث في فلسطين اليوم بات مصلحة اردنية خالصة ومكسبا كبيرا في هذه المعركة المتواصلة، فلم تعد الضفة الغربية مشكلة أردنية بل باتت عبئا إضافياً على إسرائيل الى جانب أراضي عرب 48 فضلا عن غزة.
مخطئ من يظن ان الموقف الرسمي ضعيف او ليس بمستوى الحدث، كل ما في الأمر هو ان ثمة تدرج دبلوماسي وسياسي تحرص الأردن على تتبعه، لاستغلال نتائج كل خطوة في وقتها الصحيح.