رئيس تحرير صحيفة (هآرتس) العبريّة: لقد انهزمنا والمقاومة انتصرت.. والعملية العسكريّة فشلت !
جفرا نيوز - في تأكيدٍ على الورطة الإسرائيليّة بالعدوان الهمجيّ والبربريّ الذي يشُنّه الاحتلال على قطاع غزّة، نشر رئيس صحيفة (هآرتس) العبريّة، المحسوبة على ما يُسّمى باليسار الصهيونيّ في الدولة العبريّة، نشر ظهر اليوم الثلاثاء بتوقيت فلسطين، مقالاً على موقع الإنترنيت التابِع للصحيفة جزم فيه أنّ العملية الإسرائيليّة الحاليّة هي العملية الأكثر فشلاً في تاريخ الكيان، وبالتالي يتحتّم على صُنّاع القرار في تل أبيب وقفها حالاً، على حدّ تعبيره.
وتابع رئيس التحرير، ألوف بن، تابع قائلاً إنّ عملية (حارس الأسوار”، وهو الاسم الذي يُطلق إسرائيليًا على الحرب الغاشِمة ضدّ قطاع غزّة كشف النقاب عن سلسلةٍ من الإخفاقات في استعداد الجيش وعملياته، وبالإضافة إلى ذلك كشف النقاب عن وجود حكومةٍ مُرتبكةٍ غيرُ فعّالةٍ، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه عوضًا عن البحث عن "صورة انتصارٍ”، يتعيَّن على رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أنْ يُوافِق على وقف إطلاق النار بشكلٍ فوريٍّ، كما أكّد.
وتناول رئيس التحرير الإسرائيليّ مجموعة من الإخفاقات الإستراتيجيّة للدولة العبريّة، وقال في هذا السياق إنّ إسرائيل صبّت جُلّ اهتمامها في العقد الأخير على "الحرب بين الحروب”، وركّزت مهامها على ما يجري على الساحة الشماليّة، وقصفت سوريّة بهدف وضع حدٍّ للتمركز الإيرانيّ، ومن ناحيةٍ أخرى، شدّدّ على أنّ إسرائيل تعاملت مع قطاع غزّة كحلبةٍ ثانويّةٍ، على حدّ قوله.
أمّا الفشل الثاني، بحسب ألوف بن، فإنّه تحت غطاء الإخفاق المخابراتيّ-الإستراتيجيّ في التقليل من أهمية حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، تطوّر الفشل المخابراتيّ التكتيكيّ، كما قال.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أشار رئيس التحرير الإسرائيليّ في تحليله الذي "يُغرِّد فيه خارِج الإجماع القوميّ الصهيونيّ”، أشار إلى أنّه هذه المرّة لا يوجد أيّ تصديقٍ للقيام بعمليةٍ عسكريّةٍ ضدّ القطاع، مُوضحًا في ذات الوقت، أنّه خلافًا للمرّات السابِقة لم تُسمَع في إسرائيل المُطالبات بإعادة احتلال قطاع غزّة، أوْ الدخول في معركةٍ بريّةٍ ضدّ المُقاومة في غزّة لأنّ الجميع يعلم بأنّه إذا أقدم جيش الاحتلال على عمليّةٍ من هذا القبيل فإنّه سيسقط المئات من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيليّ، ذلك لأنّ الجيش ليس مُستعِّدًا للقيام بعمليةٍ من هذا القبيل، ولا يقدِر أنْ يقوم بتنفيذها، كما قال وخلُص رئيس تحرير صحيفة (هآرتس) العبريّة إلى القول إنّه على ضوء الإنجازات القليلة التي حققها الجيش الإسرائيليّ، فإنّه حريًا على نتنياهو أنْ يُوقِف العملية العسكريّة فورًا وبدون تأخيرٍ، لأنّه إذا فعل ذلك، فإنّه سيمنح الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، خصوصًا وأن الأخير يُطالبه بوقف إطلاق النار.
وشدّدّ ألوف بن على أنّه لا يوجد أيّ مُبرّرٍ لمُواصلة العدوان على غزّة، لأنّه بالإضافة إلى سقوط القتلى والجرحى في القطاع بفعل القصف الإسرائيليّ المُكثَّف، فإنّه يجب أنْ يأخذ بعين الاعتبار أنّ الحياة اليوميّة في كلٍّ من جنوب الدولة العبريّة ومركزها، شُلّت شللاً تامًا، ولكن، استدرك قائلاً، إنّه من أجل ذلك على الإسرائيليين أنْ ينتظِروا قيادةً جديدةً، على حدّ تعبيره.