محرقة يهودية حطبها فلسطين وشعبها

العالم الصامت؛ يستمتع بتداعيات المحرقة اليهودية الجديدة التي تستهدف العرب والمسلمين والمسيحيين في الحقيقة، بينما وقودها فلسطين المحتلة وشعبها المظلوم، ورغم التعتيم الاعلامي على مجرياتها، والإقصاء الكبير والخنق للصوت الفلسطيني، إلا أن الأخبار التي يتداولها العالم تبعث على الفزع، فزع يتضاعف أمام هذا الصمت الخبيث.

كتبت الاسبوع الماضي مقالة واحدة في هذه الزاوية، رغم عدم قناعتي بالكتابة والكلام لأمة كل من فيها يكتب ويرسل ولا يستقبل شيئا، فالعقول اليوم منغلقة تماما سوى على الأصوات البدائية التي تتداخل فيها وتصدر عنها، وعلى العالم كله أن يصغي لهذه الرداءة والبساطة والمرض المقيم...

عجمة غريبة؛ تسيطر على المحرقة التي يشعلها جيش الاحتلال المجرم في فلسطين وشعبها ومقدراته، فثمة حلقة أو حلقات مفقودة لا يكتمل معها الخبر حول الجريمة اليهودية المستمرة، وفي الوقت الذي تحاول فيه المقاومة الفلسطينية الباسلة أن تجابه هذا الحقد اليهودي، برفع منسوب الأمل في نفوس شعبها الصامد المنكوب، بعدم تصوير آثار الدمار الكبير الذي تحدثة آلة الإجرام اليهودي في غزة، تصبح الصورة غير مكتملة سيما والعالم صامت بين مراقب وبين مستمتع بالحدث، وتختفي الفكرة من أحاديث المتابعين إلى الدرجة التي تجعلك تعرض عن المتابعة ..


جفرا نيوز - إبراهيم القيسي 

الجيش المجرم المحتل يدير حربه عبر الشاشات، ويستخدم التكنولوجيا، فهي حرب مؤتمتة من ألفها إلى يائها بالنسبة له، ولا ننكر بأن قطعان المجرمين من رعايا الدولة المجرمة يهرعون الى الملاجىء بصورة استعراضية لجلب اهتمام مطلوب من المتابع الاوروبي والأمريكي، ليحقق مزيد من دعم وصمت عن جرائمه المستمرة، بينما يتم تغييب صورة وصوت الضحية التي يتم حرقها على الملأ، حتى الكلام العاطفي البسيط الذي يصدر عن العرب والفلسطينيين والأحرار حول العالم، عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تديرها المخابرات العالمية الراعية للإجرام اليهودي، وكلنا يعلم بأنها مساحة مخصصة لإقصاء الرأي المناهض للظلم والإجرام، ومع هذا نتعامل معها كمواطنين، بل كسلعة في سوق هذه التطبيقات.

لم استخدم اسما الا المنسوب للديانة اليهودية في وصف هذا الكيان المجرم، فأي اسم آخر هو بدوره يبعدنا عن الصورة الحقيقية لهذا الصراع، فهو صراع عقائدي وجودي يستهدف الديانتين السماوتين وأتباعهما العرب وغيرهم.

في النهاية لا بد من القول أن هذه المحرقة اليهودية لفلسطين وشعبها ستتمخض عن مأساة عالمية، بعد أن تصمت آلة التدمير اليهودية، وقد نشاهد ارضا محروقة بلا شجر ولا حجر ولا بشر، كتلك التي رأيناها قبل اكثر من عقدين في غروزني الشيشانية.