التحيز الإعلامي الغربي للإحتلال
جفرا نيوز - كتب هاني الهزايمة
نشرت بعض وسائل الإعلام الغربي، بما في ذلك ال DW، تعليمات ملزمة لمراسليها للتقيد بها أثناء تغطية البربرية الإسرائيلية ضد الفسطينيين في القدس والضفة الغربية ومناطق ١٩٤٨ وغزة. ما قرأته في حقيقة الأمر مثير للاشمئزاز حقًا ويعكس الوجه المقزز لما يسمى بأخلاقيات الصحافة لبعض وسائل الإعلام الغربية. تعكس تعليمات DW أيديولوجية الغرب المتحيزة مع التأكيد بأن هذه العليمات لا علاقة لها بمعايير الصحافة الدولية أو التقارير الأخلاقية.
بحسب التعمليات التي تم تعميمها على جميع مراسلي الوكالة الألمانية والتي وصلني نسخة منها، فإنه يمنع على المراسلين انكار الهولوكوست او السماح لأي معلق بالتشكيك بها. كما يمنع منعا باتا السماح لأي شخص اثناء المقابلات التي تبث بشكل مباشر بالتعرض بشكل سلبي للهولكوست وفي حال حدوثها فعلى مراسل ال DW ان ينهي المقابلة فورا وان يعتذر عن تلك التصريحات.
كذلك يمنع على المراسلين ان يشككوا في حق "اسرائيل” في الوجود بينما يسمح الإشارة واستخدام كلمة فلسطين في سياق النشاطات الدولية او السلطة الفلسطينية. وتناست التعليمات ان هناك قرار من الأمم المتحدة يعترف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وان عدد الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية يفوق الدول التي تعترف بدولة الإحتلال الصهيوني. كما منعت التعليمات مراسلو الوكالة الألمانية من استخدام كلمة المستعمر او الفصل العنصري او النظام العنصري عند الحديث عن دولة الإحتلال.
هذه التعليمات تناقض كل ما تعلمناه في العمل الصحفي من أن مهمة الإعلام المقروء والمسموع والإلكتروني هي نقل الحقائق للقراء وعدم المفاضلة بين طرف وآخر وان لا يكون هناك محاباة لطرف ضد طرف آخر. كيف يمكن للصحافة أن تشاهد القتل والدمار والتشريد والتهجير من قبل طرف، في هذه الحالة الإحتلال الإسرائيلي، على طرف آخر دون أن تمارس دورها الأخلاقي في تعرية وكشف الظلم الواقع على الضحية؟
من خلال متابعاتي لبعض التغطيات الصحفية لوكالات الأنباء العالمية، تلمست وللأسف وضوح في تجنب توجيه الإتهام للإحتلال الإسرائيلي لإنتهاكاته المستمرة ضد المواطنين الفلسطينيين، بينما وردت على شكل نوع من السردية. في المقابل الكثير من التقارير التي نشرت والتغطيات الصحفية للصراع تشير إلى الفصائل الفلسطينية المقاومة وعناصرها بالإرهابيين أو الغوغائيين بينما تشير إلى إرهاب المستوطنيين اليهود باليمين المتطرف، متحججين بتصنفيات اتخذتها بعض الدول الغربية بينما تناست قرارات الأمم المتحدة ضد الإحتلال الإسرائيلي منذ نكبة ١٩٤٨ وحتى الآن.
بالأمس احيا الفلسطينيون في مختلف بقاع الأرض الذكرى ال ٧٣ للنكبة التي أدت إلى تشتيتهم في كل بقاع الأرض ووضع من بقي منهم في فلسطين تحت قمع وعنصرية الإحتلال الإسرائيلي. كيف لمن طرد من أرضه وانتُهك عرضه ودُمر بيته وقُتل أهله أن يحرم من أبسط حقوقه في الوقوف في وجه الظلم وأن يُتهم بالإرهاب فقط لأنه أراد مقاومة الاحتلال والاستعمار من أجل استعادة ما سلبه منه المحتل؟
للفلسطينيين ، أينما كانوا، كل الحق ممارسة جميع أشكال المقاومة ضد الأحتلال الذي لا يزال جاثما على صدورهم منذ أكثر من 73 عامًا، خصوصاً بعد أن فشل المجتمع الدولي المنافق في تحقيق العدالة لهم وتأمين الحماية لشعب أعزل لا يجد سوى الحجر والكلمة في مناهضة ومقاومة المحتل من أجل حقهم في الوجود وحقهم في أن تكون لهم دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
لا يمكنك تسمية أي شخص يدافع عن أرضه وبلده وشرفه إرهابيًا ، بهذا المنطق فإن الروس والفرنسيون والبريطانيون إرهابيين أيضًا خلال الحرب العالمية الثانية، وحماس مقاومة منظمة وهي نتيجة سنوات طويلة من الحصار البري والبحري والجوي. بالتأكيد لا تتوقعون منهم دعوة عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي لتناول الشاي؟