« الشيخ والضيف»..
جفرا نيوز - محمد سلامة
ثمة حراكات سياسية وقضائية وأمنية لاحتواء قضية حي الشيخ جراح في القدس المحتلة،فالسلطة الفلسطينية تحاول وقف إجراءات الترحيل ،وهناك دعوى قضائية لدى المحكمة العليا الإسرائيلية،والاخطر تهديدات الشيخ محمد الضيف قائد كتائب القسام لإسرائيل بأنها ستدفع ثمن أفعالها العدوانية.
إسرائيل كعادتها تناولات تهديدات الشيخ الضيف على أنها الأخطر ويجب التعامل معها بجدية خاصة أن تصاعد اعتداءت المستوطنين قد تعجل في جر الأطراف إلى المواجهة الأمنية بين فصائل غزة والجيش الاسرائيلي،والتقديرات داخل القيادة الإسرائيلية تدور حول ثلاثة أمور هي:-
-- ترك المستوطنين يشاغلون ويضايقون سكان حي الشيخ جراح حتى يرحلون كرها، وأن هذا يريح الحكومة الإسرائيلية ويخفف عنها الضغوط السياسية،وبنفس الوقت يفتح الطريق أمام استكمال مخطط التهجير للأحياء الأخرى المجاورة في القدس، ونجاح هذا السيناريو يعني تكراره في أحياء أخرى، وعلى الطرف الآخر فإن الشيخ الضيف قد يشعلها حربا متدحرجة يرى فيها فرصته في زيادة رصيد حركته حماس في الضفة على حساب حركة فتح وأخواتها أو أن يتجه إلى تهيئة الأجواء مع قوى فلسطينية أخرى لاشعال انتفاضة ثالثة لا تتوقف إلا بتوقف إجراءات إسرائيل العدوانية.
-- إصدار أحكام قضائية توجب عمليات المصادرة للاملاك الخاصة والتنفيذ يتم من خلال إستخدام القوة (الجيش الاسرائيلي)، والخوف من تداعيات ذلك على الجبهة الداخلية خاصة أن تهديدات الشيخ الضيف تؤخذ على محمل الجد لدى دوائر الاستخبارات،وأن الثمن قد يكون باهظا.
،-- تجميد الوضع الراهن على ما هو عليه وانتظار ظروف أكثر ملائمة لتنفيذ مخطط الترحيل على مراحل وليس دفعة واحدة.
إسرائيل تؤشر على أن المواجهة الأمنية مع الشيخ الضيف قادمة بكل مراحلها السابقة وأن التأجيل أو التجميد أو إستخدام القوة أو من خلال المستوطنين، لن يحل المشكلة، وأن حربا جديدة مع غزة قادمة لا محالة وسوف تقابل برفض أمريكي أوروبي وأن الظروف الراهنة ليست مشجعة، لكن المتطرفين يدفعون الحكومة والجيش الاسرائيلي إلى الحسم في حي الشيخ جراح مهما كان الثمن، سواء بحرب مفتوحة مع غزة أو بانتفاضة ثالثة، أو بالاثنتين معا.
الشيخ الضيف أربك حسابات جنرالات الجيش الاسرائيلي، واوجد مساحات للمسار السياسي لمنع التصعيد،والمشكلة أساسها تجاذبات بين القوى المتطرفة في مزادات تشكيلة الحكومة الإسرائيلية، وبكل الأحوال فإن الصحافة العبرية ولأول مرة هاجمت بعض الأصوات المتطرفة والتي تنادي بالحرب وترى أن التراجع عن الترحيل الجماعي هو الحل الأفضل للمشكلة.
الشيخ الضيف هدد وتوعد والكل بانتظار صاعق التفجير، وكيف ستتدحرج الأمور خلال الأيام القادمات ،وبأي الاتجاهات سوف تحدد خطوات الترحيل وضمن أي صفقة وهل يمكن تجنب الحرب والدمار أم أن الأمور تنقلب رأسا على عقب إذا حلت مشكلة حي الشيخ بالطرق التقليدية المعروفة بين قيادات السلطة وإسرائيل؟!.
السؤال الذي يطرح نفسه..هل الجنرال الضيف يمكنه إنقاذ الشيخ مما هو فيه؟!.