الحوار في الأردن بحاجة إلى حوار
جفرا نيوز - مجيد عصفور
ربما يكون الأردن أكثر دولة في العالم، تجري فيه الحوارات، وزارة التنمية السياسية، هي وزارة تمتهن الحوار في واقع الأمر، فقد الفنا مشهد الوزير اي وزير وهو يجلس على رأس الطاولة محاطاً بأمناء أحزاب لا يعرفهم سوى عدد قليل من أقاربهم، يمثلون أحزاباً لم يسمع بها أحد، وعلى هؤلاء أن يديروا حواراً يتعلق بالعمل الحزبي او الانتخابي أو الحريات العامة.. لم يفكر أحد في ردة فعل المشاهد أو القارئ، عندما يرى أن بعض من يتحاورون وربما جلهم، ليس لديهم من عنوان او اتجاه سوى عناوين بيوتهم واتجاهاتها، فهم امناء لأحزاب لم تعد موجودة ولو طبق عليهم وعلى احزابهم اي قانون بما في ذلك قانون الشركات لتم حل وتصفية احزابهم مثلهم مثل الشركات والجمعيات التي تصل الى درجة التلاشي وانعدام الحركة أو الموت السريري.
الآن سنشهد موجة جديدة من الحوارات، التي ستندلع في أماكن عدة بداية من المؤسسات الرسمية في العاصمة ووصولاً الى اية قاعة تتسع لعدد معقول من المتحاورين في اية مدينة أو بلدة في الوطن، وبالطبع العنوان الرئيس سيكون نحو قانون انتخاب عصري، أو قانون أحزاب عصري، وكل ذلك سعيا لتمثيل أكبر شريحة ممكنة من الشعب للمشاركة في صنع القرار، تعميقاً للديمقراطية وترسيخاً لمبدأ حقوق الانسان ويمكن دحش مصطلح المواطنة على البيعة، أو من باب تجميل الشعار، بعد ان أصبح الحديث عن الشباب وأهمية اشراكهم في العملية السياسية مكروراً يحتاج الى اسناد باضافة فئات اخرى للابقاء على جاذبية وجدية الموجة الحوارية الجديدة.
يمكن الاسترسال بتعداد مئات الحوارات التي ازهقت فيها اطنان من الحبر والورق، اثقلت ارفف الجهات الحكومية، ولم ترَ النور الا عندما يتقرر نقلها من مكان الى آخر من اجل التخزين، وافراغ الأرفف تمهيداً لاستقبال توصيات الحوارات الجديدة.
لا نستبق نتائج ما سيجري، ولكننا لا نستطيع أن نلغي او نمحوا من الذاكرة مصير ما جرى، ولا نريد ان نبدوا كمن يجلس على ارجوحة يتنقل بين وضيعتي التشاؤم والتفاؤل، الى ان يستبد به التعب او الملل فيقرر التوقف عن ركوب الهواء.
منذ سنوات خلت وفي احد ايام شهر رمضان المبارك ما دمنا نعيش في الشهر الفضيل، علق رجل على متابعة زوجته لقناة فتافيت المتخصصة بتعليم فنون الطبخ قائلاً: إنها تمضي ساعات يومياً أمام التلفزيون وبالنهاية تطبخ منسف او مقلوبة، وبذات السياق نقل عن هنري فورد، صاحب شركة فورد الأميركية للسيارات انه عندما الح عليه مدراء التسويق والمبيعات في الشركة، أن يوافق على تغيير لون السيارات بدلاً من الأسود، انه دعا المدراء الى عقد اجتماع لمناقشة الأمر، وفي بداية الاجتماع قال مخاطباً المجتمعين من حقكم الإدلاء بآرائكم بكل حرية لكن القرار أسود.