الصحافة الخارجية لا تنقل همومنا
جفرا نيوز - د.جميل عبدالرحمن الشقيرات
الصحافة أحد وسائل الاتصال بين الجماهير، فهي مرآة الشعوب، حيث تساعد الأفراد على تكوين رأي عام في مختلف الأمور والمشاكل التي تدور في المجتمع المحلي والعالمي، سواء من الناحية السياسية او في المجالات الأخرى؛ وذلك من خلال تزويدهم بالأخبار والأفكار حول أحداث ومستجدات يومية.
إن المتتبع للأحداث في غضون الأسابيع الماضية يجد أن كثيرا من المسؤولين والإعلاميين وحتى المواطنين أصابتهم عقدة الخواجه(كل فرنجي برنجي) من خلال الاستشهاد بصحف غربية(كفورن بولسي وواشنطن بوست والغارديان) وغيرها لدعم وجهات نظرهم وكأنها هي مصدر المصداقية وصاحبة السبق في المحتوى الإعلامي والاخباري وقد غاب عن أذهانهم ان هناك صحفا ومجلات تدار اما من أحزاب أو مؤسسات ومنظمات من أجل إيصال رسائلها ونشر أيدولوجياتها من خلال شراء أبواق رخيصة لنشر اخبارهم وإشاعاتهم المضللة خصوصاً في غياب وسائل إعلام قد لا تتفق حتى على درجات الحرارة في الوطن وغياب ردود فعل من يعتبرون أنفسهم في صف الوطن على ما تنشره هذة الصحف من أخبار تخص واقعنا المحلي وما قد يرافقها من عدم المصداقية.
بالطبع لا نتهم كل الإعلام الخارجي بمجمله على أنه ينقصة الصدق والموثوقية فهناك وسائل إعلامية نحتاج إلى سنوات طويلة كي نلحق بها لما تمتاز به من حرفية ومهنية.
فإذا أردنا غرس الثقة، باعلامنا وحماية مواطننا من الهروب إلى الصحافة الخارجية وتحليلاتها وما يرافقها من دس للسم في الأخبار والمعلومات معتقداً انها ستنقل همومة فنحن بحاجة إلى أن تدرك الحكومات ان الاعلام هو الجسر الذي يقرب المسافات بينها وبين الشعب من خلال صناعة إعلام وطن لا إعلام بروتوكولات وترويج ودفاع عن قرارات الحكومة وتلميع شخوص وكتم لأصوات جريئة وأن تدرك أيضاً ان هناك مواطنا يملك هاتفاً يقدم له أخبار العالم خلال ثوان معدودة.
باختصار اذا أردنا لإعلامنا ان ينقل همومنا وواقعنا ونقلع أشواكنا بأيدينا فلا بد من أن يكون في مقدمة خياراتنا الأصلاحية ليخدم قضايانا الوطنية في المئوية الثانية...