القدس فلسطينية

جفرا نيوز- كتب حمادة فراعنة

 أعادت بسالة شباب القدس، وتضحيات عائلاتها، ومبادرات فصائلها وتنظيماتها وأحزابها، أعادت إحياء المواجهة الأكثر سخونة بين الحرية في مواجهة الاحتلال، بين الحق ضد الظلم، بين التاريخ وبين كل ما هو مضلل سطحي طارئ، بين الأصيل الثابت في تعارض مع المستوطن الأجنبي المستعمر، بين المشروعين: المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني في تناقض بارز عميق إنساني متصادم مع المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وأدواته وأجهزته.

انفجار القدس يعود مباشرة لتصادم قطعان المستوطنين الأجانب الذين يعملوا على فرض روايتهم وأجهزتهم والمس بالفلسطينيين ومنعهم من ممارسة حقهم وقناعاتهم وفرائض رمضانهم وإيمانهم فوقع الصدام الدال على الخير والنهوض والمواجهة، في رفض الاحتلال وبرنامجه وأجهزته ومظاهره.

إنفجار مساء الخميس بعد صلاة التراويح، يوم 22 نيسان، سبقه سلسلة متصلة من الهدم والضم والترحيل وتقطيع أحياء أهل القدس في الشيخ جراح وسلوان، بهدف مواصلة تغيير معالمها عبر الأسرلة والعبرنة والتهويد لعاصمة فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وعروبتها.
انفجار القدس، تعبير مباشر عن التناقض اليومي المتراكم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو يُعيد الصراع والمشكلة إلى جذره وأصله، بعد فترة الهدوء المصطنع، والترهل الكسول بسبب الإنقسام الفلسطيني بين رام الله وغزة، وآثارهما المخجلة بالتنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب، والتهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب.
انفجار القدس فرضه الإحتلال وأطماع مستوطنيه وأتباع اليمين واليمين السياسي المتطرف والمتدينين اليهود المتشددين، لجعل القدس عاصمتهم وعنوان مستعمرتهم.

إنفجار القدس، جرى وتم بعد حالات إسرائيلية هادفة لتمزيق الوجود الفلسطيني، بعد معركة الأقصى في شهر تموز 2017 التي أفشلت برنامج نتنياهو في فرض البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية والكاميرات الذكية آنذاك، وبعد معركة كنيسة القيامة في شهر شباط 2018، وفشل نتنياهو في فرض إرادته المالية على ممتلكات الكنائس المسيحية.

انفجار القدس عنوان لمعركة متصلة متقطعة، تستمد حيويتها من شعب يتوق للحرية والعدالة وانتزاع حق الحياة على أرض الوطن، ولوطن لا يوجد غيره أو بديله للفلسطينيين، وهو امتداد لما حصل في يافا بين أهلها ومستوطنيها، وامتداد لمعركة النقب وأهله الذين يخوضون معركة البقاء والصمود، معركة العراقيب التي سجلت رقماً قياسياً في البناء ومواجهة الهدم لأكثر من مئتي مرة.
معركة القدس تختصر العنوان والصراع، هل القدس فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، أم إسرائيلية عبرية يهودية؟؟، والرسالة وصلت واضحة في عنوانها ومضمونها إلى العالم اجمع أن أهل القدس جزء من الشعب العربي الفلسطيني، وأن القدس ليست جزءاً من خارطة المستعمرة الإسرائيلية، بل جزءاً من خارطة الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29/11/2012، ووافقت عليها كدولة مراقب لدى الأسرة الدولية.