أَين قادة الفِكر والرَّأي في مواقع التواصل الاجتماعي
جفرا نيوز - بقلم : علاء عواد
لاحظنا في الآونة الأخيرة كثرة ثرثاري المواقع الاجتماعية على حساب أصحاب الفكر والرؤية ،وتداول فحوى مقاطعهم المصورة بل وتبني أفكارهم ،وجعلها منهجا لحياة العديد من مشجعيهم .
الأمر الذي استوقفنا حول مدى تأثير هذه الفئة على عقول مرتادي مواقع التواصل خاصة الشباب منهم . ومن الغريب أن سرعة انتشارهم تزداد يوما بعد يوم في كل مرة تُطرَح فيها قضية أو موضوع ليتحدث فيه الجاهل قبل العالم ،والأحمق قبل ذي المنطق ، وتراه يبث سفاهته هنا وهناك بأسلوب جذاب يرفع قدره ليسمى مؤثِّرا .فتجد اسمه اللامع شائعا أكثر من ذوي العقول النيّرة والذين إن قالوا كلمة قصدوا منها فعلا يصوّب المجتمع ويسير به نحو الأفضل.
ولكن لا بد من الإشارة هنا أن التعميم سيد الأحكام الخاطئة .فهناك حقا مؤثرون ترفع لهم القبعة برزان وذكاء ما ينشرونه ، فهم القوّالون في مكانهم ووقتهم المناسبين .
وإذا ما تمت المقارنة بين المتسلقين والمتجذرين في الشبكة العنكبوتية،فستلقى الباحثين عن الشهرة هم الأكثر تصيدا لمدارك الشباب ، فتارة يتحدث الواحد منهم بغير تخصصه ،وينهل من جمجمته ما يدعم فكرته الواهنة .وأخرى يتحدث لينتقد مخالفي رأيه ،أو يعيب غيره لتصرف شخصي.وهذا ما يلفت انتباه صغار العقول ليتخذوه القدوة والمثل الأعلى .
أما القادة الحقيقيون المبدعون قولا وفعلا فهم للأسف قلة تحجبهم غرابيل السفهاء ،حيث إن غيابهم قد أتاح الفرصة لتسليط الضوء على أشخاص همهم الوحيد الظهور وجمع أكبر عدد من المتابعين والمشاهدات دون الاكتراث لإيجاد حل مشكلة ما ،أو تصحيح وضع معين في المجتمع .
ورغم كثرة هذه النماذج السيئة إلا أن الأمل بحصافة المثقفين ورشاد أولي العلم والمعرفة ما زال قائما في صدّ هذه الفئات والتي تقاس خطورتها بخطورة وباء حقيقي.
هذا الأمل أيضا معقود بنباهة الأهل في ملاحظة أبنائهم ، وبحكمة المتلقين بالتفريق بين الغث والسمين ،وبحنكة مسؤولي الاتصالات بمتابعة كل ما ينشر في الانترنت ،والذي يحوي في جعبته الكثير الكثير . نهاية ورغم ما تم طرحه آنفا يبقى التساؤل مطروحا أمامنا جميعا هل نحن حقا قد بلغنا مبلغ المعاناة من غياب قادة الفكر والرأي والإبداع حتى وصلنا إلى هذا المستوى المنحدر ؟!