الأميركيون والأوروبيّون «قلِقون»....يا لنفاقِهم

جفرا نيوز - محمد خروب
كعادتهما تواصل واشنطن كما بروكسل/الإتحاد الأوروبي إطلاق المزيد من التصريحات والبيانات بِلُغة تفيض نفاقاً كلما تعلق الأمر بفلسطين والقضية الفلسطينية, خصوصاً ازاء جرائم العدو الصهيوني ومشروعها الإستيطاني/الإحلالي ضد الشعب الفلسطيني, قتلاً وتنكيلاً واقتلاعاً وفصلاً عنصرياً متعدد الأساليب, يكاد نظام الفصل العنصري السابق في جنوب افريقيا يتواضع أمام ارتكابات الدولة «الديمقراطية الوحيدة» في المنطقة.

ما يجري في القدس المحتلة من قمع وتنكيل وحصار محكم على باب العامود (إضافة بالطبع الى تعقيد وصول المصلّين للمسجد الأقصى بذريعة التطعيم والتصاريح المُسبقة، لا يحتاج الى لغة مُتلعثمة حول جرائم قتل وحرق وتجريف ومصادرة أراضي وهدم بيوت وتصفيات ميدانية واجتياحات لقرى وبلدات ومدن فلسطينية، ما يزيد من الثقة بأن أدعياء الحرية هؤلاء والمُروّجين زيفاً للديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات المغسولة, لتي اعتدنا عليها ووجدنا بين ظهرانينا من يُعيد انتاجها, بل هناك من يُبرّر للكيان جرائمه ولا يتورّع عن وصف القدس بأن?ا عاصمة لإسرائيل. الأكثر غرابة في ما يجري في المدينة المُحتلة أن الذين يقودون عملية التنكيل بالفلسطينيين هي المنظمة الصهيونية الأكثر تطرفاّ في دولة العصابات والمعروفة اختصاراً بـ"لهافا", تأسست عام 1999(ومهمتها الحؤول دون احتكاك اليهود بالفلسطينيين ومنع الزواج المختلط بينهم) وتضم مجموعة وإن كانت صغيرة العدد الاّ انها ذات نزعة عدوانية/دموية يصفها صهاينة علمانيون بأنها أقرب الى «شرطة آداب» يهودية, لم يتوان أفرادها في ارتكاب اعتداءات وحشية على فتيات يهوديات ارتبطن بفلسطينيين, كذلك لا يتردّدون في «النَيل» من أي?فلسطيني يسعى للإرتباط بأي شكل مع يهودية. قامت قبل سبع سنوات بحرق مدرسة ثنائية القومية (تدرّس اللغة العربية والعبرية) كونها تدعو لـ"التعايش بين العرب واليهود».بل إن مؤسس المنظمة الفاشية هذا (بن تسيون جوفشطاين) دعا الى إحراق الكنائس المسيحية في اسرائيل وليس فقط في القدس, وقال رداً على مُنتقديه: لماذا أنتم مُتفاجئون من دعوتي؟ اين الغريب في ذلك؟. نعم «أضاف» يجب أن نحرق الكنائس لأن هذا ورد في «التوراة"؟

ما علينا

إقرأوا بيان السفارة الأميركية في القدس المحتلة لتروا ركاكة العبارات وغياب جديّتها وعموميتها على نحو لا تُحمّل فيه اسرائيل ولا المنظمة الفاشية «لهافا"وجيش الإحتلال الذي يحمي أفرادها ويُطارد ويُنكل ويعتقل الشباب الفلسطيني.يقول بيان السفارة بالعبرية والإنجليزية والعربية: أنهم «قلقون» إزاء أحداث العنف, نأمل من جميع «الأصوات» المسؤولة ان تُعزّز إنهاء التحريض والعودة الى الهدوء, واحترام سلامة وكرامة الجميع في القدس».

فهل هكذا تفعل زعيمة العاالم الحر ازاء المُعارض الروسي نافالني, أو إزاء ما يجري في ماينمار على سبيل المثال.

ماذا عن سدنة الديمقراطية في الإتحاد الأوروبي؟

الكلمات والعبارات المغسولة ذاتها:"يتعيّن على الجميع رفض التحريض والعنف", أي لا مسؤولية لإسرائيل والفاشيين اليهود عن انفجار الأوضاع ودعمتهم لـِ"إقتلاع» الفلسطينيين من القدس, بل لم يدعُ هؤلاء الى «حرية العبادة» التي يتغنّون بها, لكنهم يصمتون إذا ما تعلق الأمر بالأقصى وفلسطين.

ماذا عن مدينة «يافا» و"حيّ العجَمي» وما يحَدث فيه من عمليات تهجير ومُصادرة وهدم بيوت وتهويد؟

يعرِفون ويغرَقون في الصمت...تبّاً لهم.