رحمكَ الله يا أبا نهار"

جفرا نيوز- كتب: د.أمجد رواشده المستريحي
لم يكن أبا نهارٍ رحمهُ الله تعالى فقيدَ أهلهِ و مُحبّيهِ فقط ؛ بل كانَ فقيدَ وطنٍ "نعاهُ و تألّمَ لرحيلهِ" مِن شِمالهِ إلى جَنوبِهِ و مِن أقصاهُ إلى أقصاه. 
إنّ الراحلَ الشيخ محمود نهار أبو سويلم "أبو نهار" رحمه الله تعالى كانَ بحقٍّ سفيرَ صلاحٍ و إصلاحٍ في شتّى ربوعِ الوطنِ الذي أحبَّهُ و عَشِقَهُ .. ليكونَ "أبو نهارٍ" رحمهُ اللهُ تعالى حكايةً وطنيّةً عنوانُها الحبُّ و الوفاءُ والفناءُ في خِدمةِ الوطن و أبناءَ الوطن بكلّ تَجَرُّدٍ و إخلاص. 
ينتمي المرحوم "أبو نهار" لعشيرةٍ من أرقى و أنبلِ عشائر الأردن ؛ و التي ما توانت يوماً عن خدمةِ الوطن .. فرجالُ هذه العشيرة "السويلميين" يشهدُ لهم القاصي و الداني "أصالةً و رجولةً و تفانياً" في العمل على رِفعةِ هذا الوطن الأردني بكل مكوّناته و أطيافه أرضاً و قيادةً و شعباً .. فلقد عشتُ بينَ حنايا هذه العشيرةِ ردحاً من الزمنِ  فما رأيتُ إلاّ نموذجاً حيّاً يُحاكي قصّةَ وطنٍ يرسمونَ على جِدارِيَّتِهِ أعظمَ اللوحات.
"أبو نهار" رحمه الله تعالى كما بَكاهُ و نعاهُ الوطن .. تبكيهِ "أيضاً" مناراتُ المساجد و دواوين الرجولة و جاهاتُ الوئِامِ و الإصلاح.
يَحضُرُني في هذا المُقام أن أستذكِرَ الشُعارَ العظيم في المبنى و المعنى والذي كان يُردّده المرحوم دوماً كمنهاجِ حياةٍ له و هو يُرَدِّدُ و يقولُ: " يا ربّ نورُكَ في دمي و كَياني .. نورٌ أغَرُّ يذوبُ في وِجداني .. أنا لا أُضامُ و في رِحابِكَ عِصمتي .. أنا لا أخافُ و في رِضاكَ أماني".
رحمكَ الله يا "أبا نهار"
ستفتقدُكَ مناراتُ و مآذنُ المساجد و سيفتَقِدُكَ الفقراءُ و الأراملُ و المساكين و المِعوِزين .. فقد كنتَ "سابقاً للخيرات" و "عافياً عن الزلاّت" و "طائعاً عابِداً لربِّ الأرضِ و السماوات".
أسألُ اللهَ تعالى بأسمائهِ الحُسنى و صفاتهِ العُليا أن يرحمكَ رحمةً تليقُ بعظمَتِهِ و جلالِهِ و أن يُنزِلَ على قبركَ شآبيبَ رحمتهِ و مغفرتهِ و رضوانِه و أن يُسكِنَكَ الفِردوس الأعلى من الجنّةِ مع الأنبياءِ و الصدّيقينَ و الشهداءِ و الصالحينَ و حَسُنَ أولئكَ رفيقا.
و لا نقولُ على فِراقِكَ إلاّ ما يُرضي ربّنا: إنَّ العينَ لتدمع و إنّ القلبَ ليَحزن و إنّا على فِراقِكَ يا "أبا نهارٍ" لموجوعونَ. و إنّا لله و إنّا إليه راجعون.



أبا نهار:
طارت بِنعشكَ في السماءِ سواعدُ .. و بَكتكَ في الليلِ البهيمِ جُمُوعُ.
هذا "أبو نهارَ" وَدَّعَنا و قد .. لَهفَ الفؤادُ منهُ القلبَ و التوديعُ.
------------------