فراجين في مرمى الانتقادات مجدداً..الخطيب لـ"جفرا": النقابة غير مسؤولة..ومخرج العمل: هناك مبالغة بالاعتراضات..إسماعيل: حركات بهلوانية
جفرا نيوز - موسى العجارمة
عبر ظروف اعتيادية لا جديد بها، شريط الزمن يكرر نفسه في كل شهر رمضان عقب عرض المسلسل الشعبي (وطن على وتر) الذي يلعب بطولته الفنان عماد فراجين، ليكون من الأعمال الأردنية القليلة التي تشكل حالة جدل غير مسبوقة تارة وسخط شعبي ومطالبات بمنع العرض تارة أخرى، بالإشارة إلى حصد عشرات الملايين من المشاهدات عبر السوشال ميديا والقنوات التلفزيونية العارضة.
آراء كثيرة وعبارات عديدة حامت حول المسلسل منذ عرضه الأول قبل سنوات، حملة غضب واستياء عارمة كبحت جماح الفكرة التي استند إليها العمل بما يحمله من ألفاظ وعبارات اعتبرها البعض بالنابية، ليصل سيطه إلى "العبدلي" عبر سؤال من أحد النواب حول كيفية السماح بعرض هكذا مسلسل لا يحترم الثوابت الأردنية، ولا يقدم كوميدية حقيقية، بالإشارة إلى أن هناك فئة أشادت بأداء الفراجين وطبيعة الفكرة التي يقدمها العمل، معتبرين أن المسلسل حقق النجاح المطلوب؛ لطالما نال على مشاهدات خيالية من وجهة نظرهم.
*أين وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ؟
أسئلة كثيرة أمام الجهات المعنية والرقابية حيال هذا المسلسل الذي اعتبره البعض بعدم خضوعه للمعايير الرقابية والمهنية بما يحمل من مشاهد خادشة وتصرفات غير مقبولة لفئات كبيرة من المجتمع الأردني، مطالبين من نقابة الفنانين ووزارة الثقافة إن كان لهما دوراً توجيهياً ويقع على عاتقهما مسؤولية تجاه هذه الملفات الشائكة بالتدخل الفوري.
*وزير الثقافة لا يجيب على هاتفه!
قامت "جفرا نيوز" بالاتصال عدة مرات مع وزير الثقافة علي العايد، لمعرفة موقف الوزارة من هذه الأعمال الدرامية، وسط تساؤلات كبيرة من قبل المواطنين حول مأخذ الوزارة من إنتاج هكذا نوعية من المسلسلات، إلا أن العايد ارتأى بعدم الرد على هاتفه.
*الخطيب: الفنان الأردني غير مسؤول عن ذلك
نقيب الفنانين حسين الخطيب يقول من ناحيته إن الشركة التي قامت بإنتاج المسلسل ليست أردنية من الخارج، وقامت بعرض المسلسل على قناة أردنية، لافتاً إلى عدم وجود نصوص قانونية تجبر الشركات بعرض سيناريوهات أعمالها على نقابة الفنانين قبل البدء بتصوير العمل، مضيفاً أن الكوميديا عبارة عن فن راقي هدفه الأول والأخير إبراز إيجابيات وسلبيات المجتمع بصورة راقية.
ويضيف الخطيب في حديثه لـ"جفرا نيوز"، أن الدور الرئيس للكوميديا يكمن بمحاكاة الواقع والمجتمع، وفي حال لم يتم تناولها بشكل مدروس ستعكس آثار سلبية، لطالما هذا الفن صعب للغاية وخاصة أن هناك سهولة كبيرة أن نقدم مشهداً تراجيدياً يبكي المشاهد، بعكس تقديم لوحة كوميدية ترسم الإبتسامة على وجه المواطن.
ويوضح أن بعض الأعمال الكوميدية لم تتمسك بإطار هذه المعادلة، والدليل ما ينتج من بعض أعمال، لم تحاكِ الواقع بالصورة المطلوبة، معتقداً أن هذه الإشكالية انعكست على مسلسل وطن ع وتر خلال هذه الظروف، مشيراً في الوقت ذاته بأن هناك ثوابت ذات صلة وثيقة بالمجتمع الأردني الذي يلتزم بعاداته وتقاليده.
وتمنى الخطيب في نهاية حديثه، بأن لا يحتسب الفنان الأردني والنقابة على هذه المعادلة؛ لكون لا علاقة لهما بما حدث، منوهاً أن أي شركة تجارية ستتابع القناة العارضة لهذا المسلسل ستتجنب الإعلان من خلالها مما يوقع ضرراً كبيراً على الوسيلة الإعلامية التي قامت بشراء حقوق المسلسل لعرضه في شهر رمضان المبارك.
*ما موقف فناني الكوميديا في الأردن حول ما يقدمه فراجين على الشاشة؟
الفنانة رانيا إسماعيل التي قدمت مجموعة من المسلسلات والمسرحيات الكوميدية تقول إنها قد شاهدت مشهد من هذا المسلسل بالصدفة؛ لكونها غير متابعة لمثل هذه الأعمال، مبينة أن ما شاهدته مجرد حركات بهلوانية سطحية لا تحقق أي متعة لا للقلب ولا للعقل ولا حتى لمستوى الكوميدية السوقية التي هي أدنى أنواع فنون الكوميديا.
وتوضح إسماعيل في حديثها لـ"جفرا نيوز"، أن ما شاهدته مجرد اجتهادات شخصية تظهر حالة التخبط لمحتوى اللاوعي لمقدم هذا العمل، مبدية تعجبها من أصحاب عبارة: "إلي ما عاجبوا لا يتابع"، وكأن هؤلاء الأشخاص يعتقدون بأنهم على معزل من المجتمع، ولا يدركون بأنهم أشخاص سلبيين ويلتزمون الصمت أمام أخطاء فادحة، تسهم بتدمير القيم الأخلاقية والشبابية في المجتمع الأردني.
وتنوَه أن الجمهور الشبابي (المراهقين) بحاجة لضبط معايير السلوك لديهم، وهناك ضرورة لتقديم الإرشاد الحقيقي لهم؛ لكون كل ممنوع مرغوب بالنسبة لهم، ولا يجوز تقديم أعمال تهدف لتدمير المنظومة القيمية والأخلاقية في المجتمع.
*فراجين يرفض التعليق
جفرا بدورها حرصاً على الرأي والرأي الآخر، قامت بالتواصل مع الفنان الكوميدي عماد فراجين، إلا أنه فضل عدم الخوض بالحديث لحين انتهاء عرض المسلسل، وسط تقيده بعدم إجراء حوارات صحفية خلال هذه الفترة.
*مخرج العمل سالم الكردي: هل مشاكلنا باتت متعلقة بعماد فراجين فقط؟!
المخرج سالم الكردي الذي قدم مجموعة هائلة من المسلسلات الكوميدية العربية يقول من ناحيته بأن هناك مبالغة بالاعتراضات والإحتجاجات التي طالت المسلسل خلال عرض حلقاته، لكون حياتنا اليومية تزخر بالمشاكل التي لا تتعلق بفراجين على حدة، مبيناً أنه عندما تسلم إخراج المسلسل كان على يقين تام بأن الكوميديا الشعبية غير محببة عند البعض.
ويوضح الكردي لـ"جفرا نيوز": بأن فراجين يعتقد بأنه يقدم كوميديا، وهناك ملايين المشاهدات التي يحصدها بشكل يومي، وأنا كمخرج عندما أتلقى عرض من شركة إنتاج إماراتية لإخراج مسلسل كوميدي بعد انقطاع لمدة سبع سنوات عن مهنتي لأسباب لا علم لي بها، بالتأكيد سأقوم بالموافقة ليس لأسباب مادية فقط، لكون المتعة الحقيقية تكمن بممارسة مهنتي والوقوف خلف الكاميرا والقيام بدوري على أكمل وجه.
"وعندما عرض علي إخراج الجزء الجديد من مسلسل وطن على وتر، قمت بإجراء استقصاء عن هذا المشروع، ووجدت بأن هذا الشخص متابع، وعندما التقيت به أخبرني بأنه يواجه إشكالية عدم وجود كتاب كوميديا حقيقيين في الأردن، وأنا اتفق معه من هذه الناحية، وقد حاولت بقدر المستطاع بتهذيب بعض المصطلحات، إلا أنني في بعض المواقف، وجدت بأن هناك إقبال على بعض المفردات". بحسب الكردي.
ويستغرب مخرج (وطن على وتر) من كم الاعتراضات والاستهجانات الهائلة، وكأن كافة مشاكلنا اليومية والاقتصادية تلاشت، ولم يبقَ سوى عماد فراجين، وخاصة بأن عالم الكوميديا يرتبط بسقف مفتوح يقدم من خلاله ما يلزم، شريطة عدم وجود إساءات وعبارات مسيئة لأشخاص.
كان قد تصدر هاشتاج المطالبة بإيقاف (عمل عماد فراجين) منصات التواصل الاجتماعي في الأردن، بعد عرض سلسلة من حلقات برنامج "وطن عَ وتر" والذي تناول بعض القضايا بقالب بدوي.