حرمت ابنتي من الورثة وندمت على ذلك
جفرا نيوز - كتبت مها احمد
سأقص عليكم قصتي التي حصلت منذ زمن بعيد
، منذ ان تقدّم لي زوجي لخطبتي كان فقير الحال وقبلت الزواج به لأنه حسن الاخلاق
وكان المال بالنسبة لي شيء ليس بحساباتي ، لاني أملك المال حيث كنا من عائلة ميسورة الحال. المهم تم الزواج وكنا اسعد زوجين ، وقد كان يوم يعمل واحيانا لا
و كان عندما يحتاج المال ، لا ابخل عليه بشيء، لأنه كان حسن المعاملة معي، حنون و طيب ولا اذكر انه أحزنني يوم من الأيام.
ولكن أيام السعادة لا تدوم لأن زوجي مرض بمرض العضال، سرعان ما توفي بعد ما ترك لي طفلين: بنت و ولد ،
وقمت بتربيه الطفلين أحسن تربية وكنت أملك المال الكافي لإسعادهم. وأملك عمارة بالاضافه إلى شقة ورصيد في البنك. حتى رفضت الزواج مره ثانية وكبروا اولادي، وتزوجت ابنتي وتزوج كذلك ابني وأسكنته معي بنفس الشقه.
بالنسبة للعمارة قمت بإستثمارها ومن إيجارها كنت أصرف على البيت وكنت أصرف على ابني بسخاء ولا أبخل عليه بشيء وكان باستمرار يطلب مني المال ولا أبخل عليه بشيء وأعطيه كل ما أملك
. وفي يوم جاء ابني وقال لي أريد أن أعمل مشروع كبير وأريد أن تعطيني كل ما تملكين لأعمل هذا المشروع وسوف أكتبه بإسمك وإسمي ، وطبعا لكونه ابني المدلّل لا أبخل عليه بشيء. أعطيته كل ما أملك
ونسيت أن لي بنت يجب أن أعطيها مبلغ بسيط لأنها لا تعمل
. وفي يوم جاءت ابنتي عندي وقالت لي أنّ زوجها مريض، دخل المستشفى وهي بحاجة لبعض المال كي تصرفه على بيتها، كان ردّي عليها أني لا أملك المال لأن كل المال أخذه أخوك ليعمل مشروع، فغضبت وقالت: كيف تعطيه كل هذه الأموال ولا تتركي شيئاٍ للزمن؟
سكتت قليلا ثم قالت: أنت أعطيتي لأخي المال و مازلتي تملكين القليل منه، أعطيني جزء منه لأني في حاجة ماسة إليه ، رفضت إعطاءها أي مبلغ وكان بإمكاني بيع قطعة ذهب وأعطيها لها ولكني رفضت ذلك
. ذهبت ابنتي والدموع في عينيها لأنها كانت بأمس الحاجة للمال وبعد مدّة جاء ابني وقال لي: لقد خسرت جميع الأموال في المشروع بالإضافة الى الديون التي تراكمت علي ويجب أن ادفعهم خلال شهر. ذهبت لبيع الذهب الذي أملكه والعماره التي أملكها ولم يبقى لي غير الشقة التي أسكن فيها لتسديد الديون وعندما علمت ابنتي بذلك غضبت وقالت لي: كل الأموال أخذها أخي ولم يبق لي لو جزء بسيط وكنت بأمس حاجة للمال ورفضتي أن تعطيني القليل منه وقاطعتني ابنتي ومن يومها لم أعد أراها.
وشعرت بالذنب الذي إرتكبته بحقها وقمت بزيارتها فإستقبلتني و هي غاضبة مني ورأيت بيتها، كان الأثاث قديم جدا وثلاجه شبه فارغة، لا تملك إلاّ الطعام القليل ليكفي عائلتها، وخرجت وأنا باكية ونادمة على ما فعلت. ومن شدة حزني على ابنتي مرضتُ وشعرت بالندم حين لا ينفع الندم وناديت على ابنتي، و قسمت الشقة المتبقية إلى قسمين ، قسم أعيش فيه والقسم الآخر لابني وزوجته. جاءت ابنتي مسرعة لتطمئن علي وقامت بتنظيف البيت وطبخت لي ولم تذهب إلاّ بعد ما إطمئنت أني تناولت الدواء وفعلا عرفت قيمة البنت ولولا وجودها، لا اعرف ماذا حصل لي.
كانت ابنتي تأتي لزيارتي كل أسبوع لتطمئن علي ولكن ليس مثل قبل كانت تأتي لتبقى بجانبي يومين ثم تذهب،
وكانت كل ما يحصل معها شيء تُسرع لتتكلّم معي والآن لم تعد كما كانت وانا كلما أراها قلبي يتقطع من أجلها، أريدها أن ترجع كما كانت ، وكنت أتمنى لو أملك المال لأعطيها
ولكن ابني أخذ كل شيء ولم يبق عندي شيء فقلت سانشر مشكلتي هنا لأجد حلا لها وكيف أعوض ابنتي وأريد أن ترجع الضحكه والابتسامة على وجهها كما كانت من قبل.