أعواد السواك توفر فرص عمل لمئات اليمنيين في شهر رمضان

جفرا نيوز - مع بداية شهر رمضان المبارك، ينخرط ”محمد عبدالرحمن" في عمل جديد، أكثر ازدهارا من بيع المثلجات في شوارع صنعاء، إذ ينضم محمد إلى المئات من الشباب لبيع ”المساويك" في شوارع وأحياء المدينة.

يعمل الشاب الريفي القادم من ريف محافظة تعز، منذ أعوام ببيع المثلجات في صنعاء، لكنه خلال شهر رمضان يعمل في بيع ”المساويك" بسبب الإقبال المتزايد من المواطنين على شراء المسواك كتقليد مرتبط بشهر رمضان في اليمن.

يرى محمد أن دخوله في هذا المجال جاء بمحض الصدفة، وقال لـ ”إرم نيوز": ”كان معي أقرباء يأتون إلى صنعاء لبيع ”المساويك" في رمضان.. عندما مرض أحدهم طلب مني أن أبيع المساويك بدلا منه، ومن يومها بدأت أترك أي عمل في رمضان وأبيع أعواد المساويك لأنه يوفر دخلا جيدا يكفي لشراء حاجيات شهر رمضان وعيد الفطر".

ويقبل المواطنون في صنعاء ومختلف المدن اليمنية على شراء المساويك لأسعارها الرخيصة مقارنة مع المواد الصناعية، لاعتقادهم بأن أثر المساويك إيجابي على صحة الأسنان والفم، بالإضافة إلى العلاقة الوثيقة مع الموروث الديني في اليمن، حتى أن أحد المواطنين قال ”لا صوم بلا مسواك".

وقال أحد المواطنين وهو يشتري عود رطب من محمد: ”إذا جاء رمضان تذكرنا المسواك، لأنه يذكرنا بالشهر الفضيل والسنة النبوية، فقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لا يفارقه المسواك طيلة أيام شهر رمضان الكريم، ولنا في الرسول العظيم قدوة حسنة".

ويعتبر شهر رمضان بالنسبة لـ ”محمد" وغيره المئات من الشباب والمتعطلين عن العمل، موسما ذهبيا تزدهر فيه تجارتهم الصغيرة، ويتجول المئات من بائعي المساويك في شوارع صنعاء.. يجلس الكثير منهم قرب التجمعات السكانية وأبواب المساجد والدوائر الحكومية والمستشفيات والأسواق.

يقول عبد الله المصنف، وهو في الأربعين من عمره، إن بيع المساويك عمل جيد، لكنه ليس كما الأعوام السابقة، فقد خف الإقبال على المساويك.

وأوضح لـ ”إرم نيوز" أن " الكثير من الباعة تجمعوا في صنعاء والمحافظات القريبة بعد أن كان الكثير منهم يتجولون في محافظات بعيدة، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية في البلد".

وأشار المصنف إلى أن المسواك يتم استخراجه من جذور أشجار الأراك التي توجد في بعض مناطق صنعاء وتهامة ومناطق أخرى في أبين ولحج جنوبي اليمن، مؤكدا أن الزبائن تفضل الأصناف التي يتم جلبها من المناطق الجنوبية، والتي تسمى " الحار".

طبيبة الأسنان سارة السنباني أكدت لـ ”إرم نيوز" أن المسواك أفضل بشكل كبير من أي منتج صناعي خاص بالأسنان، وقالت: ”يحتوي المسواك على أحماض ومواد طبيعية مضادة للعفونة وقاتلة للجراثيم التي تتكدس في الفم وبين الأسنان، بالإضافة إلى تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة".

ولفتت السنباني إلى الدراسات الحديثة التي ما تزال تشير إلى التفوق العلمي للمسواك عن غيره من المواد الكيميائية الصناعية، لاحتواء المسواك على مواد لها خصائص فريدة في تحسين صحة الفم والأسنان وتزيل الرائحة الكريهة العالقة في الفم، خاصة في فترة الصيام.

وتتفاوت أسعار عود المسواك بين (100 – 500) ريال يمني، والصنف الجيد هو الذي يحدد سعر المسواك.

ومنذ بداية شهر رمضان الحالي، يحصل ”محمد عبدالرحمن" يوميا على مبلغ يصل إلى 25 ألف ريال، الثلث تقريبا هو الأرباح، والمتبقي هو ثمن حزمة ”جذور شجرة الأراك" التي يشتريها من تجار يجلبونها من مناطقهم إلى صنعاء.

وتنقع جذور شجرة الأراك بعد جلبها من مناطقها في الماء لمدة تتراوح من يوم إلى يوم ونصف حتى تبدأ تكتسب قوامها وشكلها، وتتباعد الألياف عن بعضها داخل أعواد المسواك، قبل بيعها للمواطنين.