أعاني من الاكتئاب.. هل يساعدني الصيام؟
جفرا نيوز - الاكتئاب هو اضطراب عصبي نفسي يعاني منه الملايين حول أنحاء العالم. وقد كرّس عدد كبير من الدراسات والفرضيات اهتماماً كبيراً لهذه الحالة الصعبة، ومن ثم تمَّ تطوير العديد من الأدوية المضادّة للاكتئاب للعلاج؛ ومع ذلك، فإنَّ بعض المرضى لا يستجيبون للعلاجات. فهل يفيد هؤلاء الصيام؟
الصيام يخفف المزاج السلبي لدى مرضى الاكتئاب
أشارت الدراسات الأساسية والسريرية إلى أن تقييد السعرات الحرارية على المدى القصير (ما يحدث أثناء الصوم)، يؤدي إلى فعالية مضادات الاكتئاب في علاج الاكتئاب، مما يوفر وسيلة جديدة للعلاج.
وحسب موقع Current Neuropharmacology الأمريكي، فالصيام وتقييد السعرات الحرارية يخففان بشكل ملحوظ المزاج السلبي مثل التوتر والغضب والارتباك، ويعززان الشعور بالسعادة بين المتقدمين في السن. وأشارت دراسة قام بها باحثون أمريكيون نشرت في الموقع نفسه إلى أن التقليل المستمر للسعرات الحرارية بنسبة 25% لمدة ستة أشهر من خلال الصيام يؤدي إلى تقليل أعراض الاكتئاب، بينما لم ينتج عنه آثار سلبية واضحة على الحالة المزاجية. كما أن أكثر من 80% من الأشخاص الذين خضعوا للدراسة أظهروا تحسناً فعالاً في المزاج الاكتئابي. وقد وُجد أن هذه التأثيرات المضادّة للاكتئاب كانت بسبب زيادة توافر الناقلات العصبية، مثل السيروتونين.
الصيام يخفف من أعراض مرض الاكتئاب
أكدَّ الدكتور عبد الفتاح البكري، استشاري الأمراض النفسية، في حديث معه أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون نقصاً في كمية ثلاث ناقلات عصبية مهمة هي الدوبامين والسيروتونين والنورأدرينالين؛ الأمر الذي يؤدي إلى عيب في الاتصال الدماغي ونقل الرسالة، وبالتالي التسبب بأعراض الاكتئاب. ويساعد الصيام على تخفيف هذه الأعراض، وهو يحدّ من الاكتئاب والقلق، ما يؤدي إلى الاستقرار النفسي.
فالصيام يساعد بشكل كبير على تنشيط الخلايا العصبية في الدماغ وحمايتها، وتعزيز الترابط بين الخلايا الجديدة، ما يقوي الذاكرة ويحسّن الحالة المزاجية والقدرة على التعلم. كما أنه يساهم بشكل كبير في زيادة إنتاج بعض البروتينات الهامّة لخلايا الدماغ، ما يجعله أكثر تكيفاً مع الضغط النفسي والعصبي؛ فهذه البروتينات تساهم بشكل كبير في حماية الخلايا الدماغية، حيث يؤدي الصيام إلى زيادة فرص إنتاج بروتين BDNF ، مما يساهم بشكل كبير في تقليل الشعور بالاكتئاب خلال الصيام؛ لأنَّ مرضى الاكتئاب عندما يتعرضون لنقص في نسبة هذا البروتين، يتم تعويضه بتناول أدوية مضادات الاكتئاب.
تحذير لمرضى الاكتئاب في رمضان
وحذر د. عبد الفتاح من تقليل جرعات الدواء أو إهمال تناولها أثناء الصيام إذا شعر المريض بتحسن خلال فترة الصيام. كما أن مرضى الاكتئاب قد يكون صعباً عليهم أن يصوموا بسبب حالتهم النفسية، خصوصاً عندما يكون الاكتئاب شديداً ومصحوباً بأعراض ذُهانية، مما يستلزم تناول أدوية متعددة من الأدوية المضادّة للاكتئاب، وبعضها لا يساعد الشخص على الصيام.
أغذية ينصح بها لمرضى الاكتئاب في رمضان
تنصح الدكتورة رضا عبد العزيز، اختصاصية التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية، مرضى الاكتئاب بتضمين إفطارهم العناصر الغذائية الآتية:
- الفواكه الطازجة مثل الموز والتمر والأناناس لتحسين المزاج.
- اللبن الزبادي الغني بالكالسيوم والبروتينات.
- اللحوم البيضاء مثل الدواجن والأسماك.
- السوائل والعصائر الطازجة والابتعاد عن المشروبات الغازية والمصنّعة.
- المكسرات مثل الجوز، الكاجو والبندق الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية ومضادات الأكسدة مثل البوليفينول المعروفة بدعم صحة الدماغ بشكل عام.